تصريحات ترامب بين التهديدات والفرص
نشر بتاريخ: 08/02/2025 ( آخر تحديث: 08/02/2025 الساعة: 16:39 )
أدت تصريحات ترامب بالمؤتمر الصحفي المشترك مع نتياهو قبل أيام قليلة بالبيت الأبيض بخصوص تهجير شعبنا من قطاع غزة وتحويلة عبر مشاريع استثمارية الي ريفيرا الشرق الي موجة عاصفة من ردود الأفعال المنددة والمستنكرة لهذة التصريحات التي تعتبر دعوة صريحة لممارسة التطهير العرقي المخالف للقانون الدولي ومنظومة حقوق الانسان.
لقد استنكر كل من البلدان العربية والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا والمكسيك والبرازيل والعديد من بلدان العالم هذة التصريحات العنصرية.
تزامنت تصريحات ترامب بخصوص قطاع غزة مع سلسلة من القرارات التي اتخذها بحق هيئات وتشكيلات بالمنظومة الدولية ومنها انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ومن منظمة الصحة العالمية ومن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة والتأكيد علي وقف تمويل الاونروا إضافة للاجراءات العقابية التي اتخذها بحق قضاة محكمة الجنايات الدولية بوصفها تعبر عن منظومة العدالة الدولية ومسائلة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ان الجهة الوحيدة التي رحبت بقرارات ترامب تجاة شعبنا في قطاع غزة وتجاة المنظومة الدولية هي اليمين الفاشي والمتطرف في دولة الاحتلال.
يلتقي ترامب مع نتياهو بالعديد من الأمور فهم يشتركان بنزعة التفوق العرقي و احتقار القوميات والاعراق الاخري وتقويض المنظومة الدولية ومبادى حقوق الانسان التي دشنتها البشرية بعد الحرب العالمية الثانية من خلال الاعلان العالمي لحقوق الانسان وتأسيس الأمم المتحدة.
يحيط ترامب نفسة بمجموعة من مؤيدي المسيحية الصهيونية المسيانية الداعمة لدولة الاحتلال كما يجد ترامب ان هناك تشابه بين غزو اليهود الصهاينة لارض فلسطين مع مجموعات الاستيطان الاوروبية التي غزت قبل عدة قرون اميركا وأستراليا والتي قامت من خلالها بمحو وازاحة معظم السكان الاصلانين .
ان تلاقي البعد العقائدي(المسيحية الصهيونية ) مع البعد الاستعماري المبني علي الهيمنة والعودة لأدوات القوة العسكرية الغاشمة والاقتصادية الخشنة والابتزازية في تفكير ترامب هو الذي ادي لاستسهال فكرة طرد السكان الأصليين من غزة ممزوجا بالبعد الاستثماري بوصفة رجل عقارات يؤمن بالصفقات التجارية دون الاكتراث بالحقوق الوطنية وفي المقدمة من ذلك حق تقرير المصير للشعوب .
وقبل تصريحات ترامب العاصفة وقراراتة تجاة الهيئات الدولية كان قد كشر عن انيابة الاستعمارية والامبراطوارية والتوسعية من خلال حديثة عن إمكانية ضم كندا و السيطرة علي غرينلاند وفرض رسوم جمركية عالية علي كل من المنتجات المكسيكية والكندية والصينيه واحتمالية القيام بذلك تجاة المنتجات الاوروبية والضغط عليها لرفع مساهمتها بميزانية حلف الناتو .
يفهم ترامب شعار عودة اميركا لتبقي عظيمة ليس من خلال استخدام وسائل اقتصادية وسياسية تؤدي الي تعزيز مكانتها بالمنظومة الدولية عبر الترويج لقيم الحرية والديمقراطية وعبر التدخلات الإنسانية لصالح الشعوب المظلومة والمضطهدة ومن خلال احترام الآخرين ومصالحهم الحيوية وامنهم القومي بل من خلال أدوات الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والمالية الخشنة وعبر القطع من المنظومة الدولية في محاولة لنقل العالم الي مرحلة شريعة الغاب بدلا من سيادة القانون.
تترابط سياسات ترامب مع إجراءاتة تجاة الدولة العميقة بالولايات المتحدة التي يريد الانتقام منها علي خلفية محاولات مقاضاتة بتهم فساد متعددة الي جانب الهجوم علي مقر الكابيتول .
يشترك ترامب مع نتياهو في محاولة الاثنين استبدال الدولة العميقة في مجتمعاتهم بالعمل علي تشكيل هيئات الادارات الحكومية لتكن موالية شخصيا لهما .
وبالوقت الذي تشكل تصريحات ترامب تهديدا وجوديا علي شعبنا وحقوقة الثابتة والمشروعة فهي تشكل فرصة يمكن استثمارها عبر إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتنفيذ مخرجات اعلان بكين وتعزيز مقومات الصمود عبر تشكيل لجان مقاومة التهجير ومن أجل حق العودة وتفعيل المقاومة الشعبية الي جانب تفعيل اللجنة السداسية العربية وتعزيز الرفض العربي لمثل هكذا دعوات وتصريحات الي جانب الدعوة لعقد مؤتمر دولي بمشاركة كل بلدان العالم للتنديد بدعوات ترامب علي طريق تشكيل أوسع جبهة عالمية لمقاومة الراسمالية الترامبية المتوحشة والبربرية ومن أجل التمسك بعالم مبني علي قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.