وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صدور رواية "سنبلةُ قمح في خيمةِ غجر" للكاتبة القرعان

نشر بتاريخ: 10/02/2025 ( آخر تحديث: 10/02/2025 الساعة: 10:53 )
صدور رواية "سنبلةُ قمح في خيمةِ غجر" للكاتبة القرعان

عمان- معا- تعد رواية "سنبلةُ قمحٌ في خيمةِ غجرٍ" ( في قلبي ملحد ) الرواية الأولى للكاتبة الدكتورة دانييلا القرعان، علمًا أن لها مؤلفات قانونية وسياسية.

وصدرت طبعتها الأولى من روايتها أواخر 2024 عن دار البديل للنشر والتوزيع، وننوه هنا أن أول ما يتبادر لذهن قارىء الرواية هم الروائيين الأوائل في العصر الحديث، فالكاتبة اقتفت أثرهم وحرصت مثلهم على الذوق العام، وأصرت على إظهار عباراتها بأسهل صورة تعبيرية عند وصفها للمواقف أو بتكرارها للمرادافات التي تشجع على إكمال القراءة دون ملل.

ويحسب للكاتبة تعمد إستخدام اللهجة الفصحى المخففة وعدم تكرار أنماط الروايات الأخرى، كحتمية إنتصار الخير على الشر، إنتهاء علاقة الحب بالزواج، والغوص بعبارات مبتذلة بعيدة عن الذائقة المنشودة، وتوفيق إعتمادها على النهج الحواري المكثف متفوقة بذلك على نفسها لتصنع نواة مدرسة أدبية مستقلة، فالكاتبة أكاديمية وباحثة في الشؤون السياسية والقانونية والدولية، مما يفسر براعتها في السرد والتعليق، وهذا سهّل عليها بناء المنظوم، وصنع حوارات لا تخلو من الجماليات، ونسج رواية حزينة تولد من رحم الأمل، على غرار الدراما العربية، وتصوير مواقف مثيرة دارت بين حبيبين أقسما على الإخلاص، وعاشا تحت ظلال شجرة حب وارف الظلال، الى أن تسارع تعكير الصورة المثالية وصولاً الى نتيجة مفادها أن كل عيش هني غالبًا ما ينتهي بمأساة، عدا عن دور (الحرمان) الذي سمّته الكاتبة بأسماء مختلفة، تناولته في قضايا انسانية أخرى، كالميراث، زوجة الأب، تعدد الزوجات، غيرة النساء، عمالة الأطفال، الدراسة في الخارج، اختلاف الدين، التعليم، الحياة الريفية، الترابط الأسري، الدافعية والإجرام، وأخيرًا حياة الغجر، ونمط حياتهم وكسب عيشهم للبقاء على قيد الحياة.

رويت القصة في فصول تضمنت حوارات متداخلة ومواقف متتالية استحضرت بها الكاتبة أجواء البناء على النصوص الغائبة، وطوعتها لإدراج رؤية تخصها بأفكار تسود بالمجتمعات العاطفية، حيث البطلة في كل مرة تتجرع أحاسيس الألم والمرارة حيث تركز الرواية على الحب عند الغجر، ختامًا، دأبت الكاتبة على زرع روح الأمل فينا، وتعظيم أثر الحوار الباطني للأبطال، ووعدت بظهور الحقيقة في الجزء الثاني من الرواية. الرواية بإختصار بشرّت بميلاد قلم أدبي مبدع قررت صاحبته خط أولى خطواتها نحو طريق الأدب الهادف.
سنبلة ( سمراء) بطلة هذه الرواية، طفلةٌ كبيرة، وسيّدةّ صغيرة، أصابتها السهام من كل صوب، فضمّدت جراحها، ووقفت على حد الحق لتواجه ظلم الأهل، والأنوثة الضائعة، والبراءة المسروقة، والحب المحرّم، فتكسر المألوف في نسج قصة حياتها. رواية تؤكد خطيئة الحبّ الممنوع بوصفه امتدادًا إنسانيًا انسيابيًّا يصب في بحر الحياة الحزين، فكيف حين يكون الطرف الآخر عاشقًا ملحدًا وحيدًا متنقلًا لا يعرف الثبات، وباحثًا دائمًا عن الحقيقة، إنها المأساة بعينها، بل الحرمان الأكبر، لكنها في غمرة ثورتها تحطم قيود الزمن، وتصعد به إلى شرفة الحياة، تحصّن ذاتها بذاتِها، وتغوص في أعماق سفرها الطويل باحثة عن مرسى لترتاح من معاناة الرحلة المتعبة. ترتدي ثوب الوقار؛ لتواجه القدر وحدها، وتمسك بيد كل النساء المظلومات مثلها، ليصنعنَّ الحرية، والمجد، وقصة كفاح ، فتضفي على الوجود فلسفتها الإبداعية الجمالية بقلبها الأبيض، وبلوحتها المتقنة، وبريشتها القوية، مورد الخصب ونبعها وضرعها، لتصنع مستقبلها الذي تريده رغم قسوة الظروف، لكنها الحياة التي تكون بعكس ما نأمل. الرواية موجودة في دار البديل للنشر والتوزيع... مقابل البوابة الشمالية للجامعة الاردنية...