|
الولايات المتحدة- ملف غزة ومصير حماس المحتوم
نشر بتاريخ: 11/02/2025 ( آخر تحديث: 11/02/2025 الساعة: 10:18 )
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وضع أسسًا حقيقية للتعامل مع قطاع غزة. حيث تبنّى جزءًا من فكرة حليفه بنيامين نتنياهو وقرر أن يضع رؤية أمريكية خاصة به. ترامب يطمح لأن يُحوّل قطاع غزة إلى ما يشبه “الريفيرا الفرنسية”، نظرًا لطبيعته الجغرافية الساحلية على البحر الأبيض المتوسط. حيث تتوافر فيه مقومات قد تجعل منه “ريفيرا” الشرق الأوسط كما يتدعي. لكنه يذكر مرارا وتكرارا أن ما ينقص القطاع لتحقيق هذا الهدف هو الأمن والاستقرار وفتح الأبواب أمام التنمية. وهذا يعني حدوث تغييرات شاملة في المشهدين السياسي والأمني في غزة. فكرة ترحيل سكان غزة غير مقبولة بالنسبة للفلسطينيين أو العرب إجماعاً. وأن هذه الخطة تتطلب قراءة متأنية لما وراءها. إن تصريحات ترامب حول غزة وما يُعرف بالصفقة – التي يُفترض أنها وصلت إلى منتصف مرحلتها الأولى – تحمل في طياتها هدفًا واضحًا: إنهاء الحرب في غزة وإعادة إعمارها ولكن بعيدًا عن حركة حماس ووجودها في الحكم. زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن يبدو أنها حددت معالم المرحلة المقبلة في الأراضي الفلسطينية. وبينما صرّح ترامب بأنه يحتاج إلى أسابيع لدراسة وضع الضفة الغربية، فقد تعامل مع ملف غزة بإعلان ما يراه مستقبلًا للقطاع. المستقبل، بحسب رؤيته، يتضمن دورًا عربيًا ودوليًا في عملية إعادة الإعمار وما بعدها. هذا يعني أن الأوضاع في غزة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر. والمقصود هنا هو انتهاء سيطرة حركة حماس على القطاع. كما يبدو، نجحت إسرائيل في إقناع الولايات المتحدة بربط إعادة الإعمار بإنهاء حكم الحركة. في ظل هذا المشهد، ستكون حماس أمام مواجهة مع قاعدتها الشعبية، التي عانت على مدار خمسة عشر شهرٍ من حرب مدمّرة غير مسبوقة في التاريخ الحديث. هذه القاعدة الشعبية تأمل بإعادة إعمار منازلها وحياتها، والتي إمّا دُمّرت بالكامل أو تضرّرت بشكل كبير. الظاهر، أن العرب والغرب (لكن بشكل غير مباشر) ليسوا على استعداد للقبول باستمرار حكم حماس في المرحلة المقبلة. يبدو أن هناك قناعة راسخة لدى هؤلاء بأن حماس لا تهدف إلى أن تكون جزءًا من الحل السياسي أو الشراكة السياسية. بل تسعى للحفاظ على سيطرتها وقوتها في القطاع. ومع تبني الرئيس الأمريكي رؤية خاصة بشأن غزة، فإن مصير حماس بات محتوما. عليها أن تتخلى عن إصرارها على البقاء في السلطة بالشكل الحالي وأن تبدأ بالبحث عن حلول تخفف من معاناة الفلسطينيين في القطاع. وتسمح للعرب والمجتمع الدولي بالمشاركة في إنهاء الأزمة وإعادة الإعمار. |