![]() |
لا تجعلوا اليأس يقودكم إلى الفشل رسالة إلى فلسطين وأهلها
نشر بتاريخ: 12/02/2025 ( آخر تحديث: 12/02/2025 الساعة: 10:55 )
![]()
إن ما نمر به في فلسطين اليوم ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو نضال ممتدّ، فرضه علينا واقع الاحتلال، والاستعمار الاستيطاني الذي يسعى إلى اقتلاعنا من جذورنا، ليس فقط من الأرض، بل من وعينا، من أحلامنا، من إيماننا بأننا قادرون على صناعة التغيير. يريدون أن نقبل بالهزيمة، أن نصبح سجناء للخوف، أن ننظر إلى الأنقاض فنراها نهاية، لا بداية لإعمار جديد. ولكن، لماذا لم يحدثنا اليأس عن أولئك الذين صمدوا؟ عن الذين رغم الحصار والجدران والاعتقالات، لم يرضخوا، بل حوّلوا المحن إلى دوافع للنهوض؟ لماذا لا يخبرنا عن المعلّم الذي يدرّس تحت القصف، عن الطبيب الذي ينقذ الأرواح رغم شحّ الإمكانيات، عن الشاب الذي يُصرّ على إكمال تعليمه وسط الركام؟ لماذا لا يُذكّرنا بشهدائنا الذين ارتقوا ليضيئوا لنا الطريق؟ إن اليأس في حالتنا ليس مجرد شعور داخلي، بل هو سلاح يستخدمه الاحتلال ضدنا، يريد أن يطفئ فينا روح المقاومة، وأن ننسى أن لنا حقًّا في الحياة الكريمة، في الحرية، في تقرير المصير. لذلك، علينا أن نحاربه كما نحارب كل أشكال الاحتلال الأخرى، بأن نجعل الأمل نهجًا، والعمل سلاحًا، والإيمان بحقنا في العيش بكرامة راية لا تسقط. ما العمل إذن؟ علينا أن ننهض، أن نعيد بناء ما دمّره الاحتلال، لا فقط في الحجر، بل في الوعي، في الروح، في الإرادة. أن نتمسك بالعلم والمعرفة، فهما سلاحٌ لا يقلّ أهمية عن أي سلاح آخر. أن ندعم بعضنا البعض، أن نوحّد صفوفنا، وأن نؤمن بأننا، رغم كل شيء، قادرون على صنع فجرٍ جديد. افتحوا النوافذ لنور الأمل، دعوا نسيم العزيمة يوقظ فيكم كل ذرة حياة، ازرعوا في الأجيال القادمة حبّ الوطن والعمل لأجله، كونوا أنتم الأمل الذي يقود فلسطين إلى مستقبل لا يقف عند حدود القمر، بل يتجاوزها إلى حيث الحرية، حيث لا احتلال، حيث الوطن كما يجب أن يكون |