![]() |
يد الله مع الجماعة
نشر بتاريخ: 23/02/2025 ( آخر تحديث: 23/02/2025 الساعة: 14:38 )
![]() الى ولاة امر العرب في قمتهم الطارئة المهندس البرتغالي انطونيو غوتيريش الامين العام لمنظمة الامم المتحدة اثبت انه نصير للمستضعفين في العالم وهو لا يخاف في قول الحق لومة لائم وفي كلمة متلفزة له وجهها للجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط التي انعقدت يوم الخميس 20/2 في روما طالب فيها "باحراز تقدم لا رجعة فيه" نحو حل الدولتين ووقف اطلاق النار في غزة (معا) ولا ادري اذا كانت مطالبته هذه مجرد صدفة وموجهة للبرلمانيين فقط ام انها رسالة سماء موجهة لولاة امرالعرب في قمتيهم المصغرة الاولى الاخوية التشاورية (بدون ربطات عنق)والتي ضمت دول الخليح مع مصر والاردن وانعقدت الجمعة في الرياض تحضيرا لمؤتمر القمة الموسع الذي سوف يضم كل حكام العرب في قمتهم التي من المفترض ان تكون طارئة وسوف تعقد في القاهرة في الرابع من اذار وهو ما يجعلني اتفائل بان مؤتمر القمة العربي هذه المرة سوف يخرج عن النمطية والروتين الذي تعودنا عليه (استقبال و غداء وعشاء وبيان محضر سلفا وعودة ميمونة لكل زعيم الى ديرته) وبدون اي نتيجة ملموسة تعطي للحدث اي قيمة من اي نوع بما يتناسب مع الحدث وهو الامر الذي خيب امال كل شعوب العرب وجعل من معظم المؤتمرات السابقة ان لم يكن جميعها مجرد لقاء تشاوري سنوي وقرارات مع وقف التنفيذ او بالاخرى غير قابلة للتنفيذ . لا اذكر انني سبق وكتبت بحرقة عن اي من القمم العربية السابقة كما الان مع انني ما زلت اذكر اول مؤتمر قمة للعرب في سنة 1964 وكنت في حينه صغير في السن ولكني ما زلت اذكر مانشيت الصحيفه التي رايتها عند بائع الصحف وانا في طريقي الى المدرسة "يد الله مع الجماعة" وصورة تجمع بين الراحلين عبد الناصر والملك حسين في حينها رايت في الصورة يد الله ولكني لم ارى الجماعة ولا زلت على نفس الحال دون اي داعللخوض في الذي حصل منذئذ سواء بتحويل وضياع مياه نهر الاردن او باحتلال اراضي لثلاث دول عربية بما فيها باقي الوطن الفلسطيني في حرب سنة 1967 وعلى الرغم من ذلك بقيت الصورة ومانشيت الصحيفة محفور في ذاكرتي الى يومنا هذا. في اعتقادي ان يد الله ما زالت ممدودة ولكن الجماعة هي المفقودة في ظلهذا الشرخ بين الحكام العرب وشعوبهم والذي ارى فيه السبب لكل ما نحن فيه وعليه كعرب حيث تشرخت لغتنا وهي الاغنى في كل لغات العالم تماما كما تشتتت ثرواتنا لاننا ارتضينا ان تسود لهجاتنا المحلية وتتحول الى لغات وكاننا نتكلم 22 لغة مختلفة وتشرخ تاريخنا ايضا واصبح كل منا يتحدث عن تاريخ ديرته وفي ان ديرته هي اولا (الديرة مصطلح كويتي يعني الدولة)وكاننا اصبحنا ننتمي الى قوميات مختلفة وتشرخ ديننا الحنيف و لم يعد يجمعنا كعرب بعد ان ارتضينا بالسنة والشيعة وبقية الطوائف لتكون احد اسباب خلافاتنا ان لم تكن اساسها ووضعنا حواجز بين الاسلام والديانات التوحيدية الاخرى وذلك على عكس ما اوصانا الله سبحانه في قرآنه الكريمبحق اهل الكتاب الامر الذي شجع العرب من اتباع الديانات الاخرى، المسيحيون العرب هاجروا الى الغرب المسيحي واليهود العرب هاجروا الى الكيان الصهيوني لاننا سلمنا واستسلمنا لبعض اصحاب اللحى من العلماء المنافقين الذين اصبحوا مثل الشعراء في كل واد يهيمون ولا يهممهم من امر الدين غير رضاء السلطان او ولي الامر وما يغدقه هؤلاء عليهم متناسين بان لا قوة في الكون تستطيع المس او الاطاحة بحاكم اذا كان شعبه هو من اختاره (الديمقراطية) بمعنى حكمت فعدلت فامنت فنمت قرير العين. في مقابل كل ذلك هناك الحركة الصهيونية وهي عدو يتربص بنا جميعا كعرب ويكرهنا جميعا كعرب واساس قوتها انه تمكنت من تحويل الديناليهودي الى قومية عنصرية وتمكنت من صناعة لغة واحدة صهرت فيها ثمانين لغة مختلفة كان يتحدث بها اليهود الذين جاءوا مهاجرين معظمهم من يهود الخزر الى فلسطين من مختلف دول العالم وجمعتهم في كيانهاالاستعماري اصلا و العنصري طبيعة و التوسعي طمعا كونه كيان لا يعترف بالحدود وذلك على حساب الشعب الكنعاني العربي الفلسطينيالذي ما زال يدفع ثمن غالي من الارواح والدم بسبب التشرذم العربي. مطالبة غوتيريش البرتغالي التي بدأت مقالي فيها هي التي دفعتني لكتابة هذا المقال لاني وجدت فيها كلاما وتوقيتا بمثابة صرخة مدوية لا بد وانها موجهة لحكام العرب قبل ان تكون موجهة لحكام الغرب لان غوتيريش يعلم علم اليقين بان حكام العرب قادرين على تجسيد مطالبته هذه الى واقع هذا لو ارادوا ذلك بعد ان آثروا اوالبعض منهم الاستسلام لقانون الزمن واصبحوا يعيبونه في كل شاردة وواردة مع ان العيب فينا كعرب حكام وشعوب وليس في هذا الزمن لانه وللاسف زمن المرضى النفسانيين من امثال ترمب ونتنياهو وهو ما حدى بي ان اطلق عليه زمن ترمبياهو. في سياق آخر وربما متصل اود ان اذكر حكامنا بما قاله الله سبحانه بحقنا كعرب في سورة ال عمران وهو "كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" وربما جاءت كلمة كنتم هي الفيصل ولم يقل انتم ليذكرنا بما كنا عليه في الماضي وبما نحن عليه الان من ذل ومهانة وحال يرثى لها بين الامم وذلك بعد حوالي 1446سنة من نزول هذه الاية ومع ذلك وهذه هي رسالتي لولاة امرنا بمناسبة لقائهم القادم في القاهرة بان الله سبحانه ترك لنا الباب مفتوح بمعنى ان نختار بين ان نكون كما كنا خير امة او لا نكون كون الله سبحانه اختار من هذه الامة اخر انبياءه ومن لغتها لغة القرآن وفي هذا السياق اذكر بما قاله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "من سره ان يكون من هذه الامة فليؤد شرط الله منها"، وهل هناك في ذهن اي عاقل شرطا يرضي الله افضل من ان ينتصر حكام العرب لاخوانهم الفلسطينيين الذين يتعرضون لنكبات ابادة واحدة تلو الاخرى وعلى مدار 77 سنة على الرغم من انهم يرابطون بامرمن الله في بيت المقدس واكناف بيت المقدس الذي بارك الله فيه وحوله اولى القبلتين وثالث الحرمين وارض الاسراء والمعراج ومهد السيد المسيح عليه السلام. ختاما اكرر بان يد الله سبحانه ما زالت ممدودة يا حكام العرب فلا تردوها.
|