وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكيان الصهيوني منتج استعماري (فرانكشتايني)

نشر بتاريخ: 24/02/2025 ( آخر تحديث: 24/02/2025 الساعة: 15:04 )
الكيان الصهيوني منتج استعماري (فرانكشتايني)

تشير رواية إله النار للكاتبة الإنجليزية ماري شيلي الى ان العالم فرانكشتاين أنتج مخلوقا غريبا بشعا ومرعبا عاش وحده في البرية لأنه وجد أن الناس كانوا يخافون منه ويكرهونه بسبب مظهره، الأمر الذي دفعه إلى الخوف والاختباء منهم في كهف مهجور فيا ليت المخلوق الاستعماري (الصهيونية) يبحث له عن مكان اخر غير مأهول ويترك للشعب الفلسطيني والذي يعد من أعرق شعوب الأرض وطنه ليعيش حرا عزيزا.

أقرب المخلوقات في الطباع الى المخلوق هي العناكب فالعنكبوتمخلوق سافل ومنحط ويجمع كل الرذائل مع فارق ان رذائل العنكبوت فطرية، فالعنكبوت الانثى تأكل زوجها بعد التخصيب والعنكبوت الام تأكل أولادها ان لم يهربوا مباشرة بعد الفقس،والاخيأكل اخاه حتى الضيوف تأكل العنكبوت الزوج المحظوظ هو الذي يستطيع الهرب بلا عودة بعد التزاوج، وهناك لصوص من العناكب حيث يسرقون اعشاش العناكب الأخرى.

العدوان الصهيوني كأداة استعمارية على فلسطين والمستمر منذ ما يزيد عن قرن ونيّف يعتبر كما العناكب التي تحتل اعشاش العناكب الأخرى، وبما ان الصهاينة كأداة استعمارية ليسوا من اكلة لحوم البشر فقد استعاضوا عن اكل الفلسطينيين بممارسة التطهير العرقي والابادة الجماعية والتهجير القصري للشعب الفلسطيني كما حصل اثناء النكبة ومحاولات التهجير الحالية التي تنسجم مع الرؤيا الاستعمارية.

وكما اشرت سابقا فان طباع السفالة والانحطاط لدى العناكب هي طباع فطرية اما طباع الحركة الصهيونية تجاه شعوب المنطقة وبالأخص الشعب الفلسطيني فهي طباع موضوعة ومن اجل تسويق هذه الطباع عمد الاستعمار الى اختراع نصوص دينية ليس اخرها ان الاغيار خلقهم الله لخدمة اليهود إضافة الى نصوص كثيرة تبيح القضاء على شعوب بأكملها كما هو وارد في الاصحاح العشرين من سفر التثنية والتي تتحدث عن ضرورة القضاء على كل شعوب المنطقة واولهم الشعب الفلسطيني.

لكن ما غاب عن فرانكشتاين (الاستعمار) ان الفلسطينيين لا يشبهون باي حال من الأحوال العناكب، فرغم الحس الإنساني العالي لديهم مما جعلهم اول شعوب الأرض التي فتحت بيوتها وقلوبها لليهود الهاربين من الاضطهاد الغربي. لا ان هذا الحس الإنساني لن يحولهم الى عناكب هاربة من بطش العناكب الأخرى ورغم القتل والدمار ومحدودية الحركة، ونقاط التفتيش في الضفة الغربية التي حولت حياة الفلسطيني الى عذابات يومية، فرغم كل ما سلف فان الفلسطينيين صامدين في وطنهم ولن يغادروه مهاجرين لا طوعا ولا قسراَ مها بلغ حجم التضحيات التي دفعها ولا زال الشعب الفلسطيني.

ومن اجل ان ينجح الشعب الفلسطيني بإفشال عناكب الاستعمار لا بد من توفير الحد الكافي من المقومات التي تعزز الصمود، ومن اجل ان يصبح ذلك ممكنا لا بد من العمل بأسرع وقت على تصويب الوضع الفلسطيني من خلال انجاز الوحدة الوطنية وتطوير مؤسسات منظمة التحرير على قاعدة الشراكة لكن من داخل الأطر وليس من أي مكان آخر فالمنظمة تتسع للكل الفلسطيني بحكم انها قريبة الى حد بعيد من العمل الجبهوي.

مطلوب أيضا ترتيب البيت الفتحاوي على اعتبار ان حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح تشكل العمود الفقري للمنظمة، فصلاح فتح وصلاح الفصائل كلها خطوة ضرورية باتجاه صلاح منظمة التحرير الفلسطينية.

مطلوب من الكل الفلسطيني ودون استثناء الابتعاد عن الاجندات الخارجية والتوقف عن التخوين، مطلوب وضع الأمور الوطنية ضمن اطارها الصحيح فلا يجوز التعامل مع الخصم كعدو ومع العدو كخصم. لنلتف حول البرنامج الوطني وان كان بحاجة الى اصلاح فلنصلحه من داخل الأطر فالوقت ليس في صالحنا، لنَتحِد قبل فوات الأوان ولننهي ظاهرة العناكب الاستعمارية.