وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جنرالات لا يعرفون الحرب.. ومتدينون لا يعرفون الله

نشر بتاريخ: 25/02/2025 ( آخر تحديث: 25/02/2025 الساعة: 11:59 )
جنرالات لا يعرفون الحرب.. ومتدينون لا يعرفون الله




من سمات عصر الانحطاط ان يوضع الرجل في المكان غير المناسب له ، فتكون الطامة الكبرى ويهيج العوام ويسود الجهل وتنتشر الفهلوية بدل العلم ، والبهلوانية بدل التخصص .

نخرج من دوائر رد الفعل المباشر بحثا عن الفكرة الاشمل . فلا يجد الباحث رجال سلام في كل الإقليم ، اقصد في المشرق العربي وفي كل الشرق الأوسط وفي شمال افريقيا . وحتى اللحظة لا اجرؤ الان ان أقول انه لا يوجد رجال سلام في هذا العالم كله بعد وفاة الراهب تيتو في جنوب افريقيا . والاغرب انه لا يوجد جنرالات حرب أيضا بعد رحيل امين عام حزب الله حسن نصر الله .
جميع من يقود العالم الان هم رجال اعمال ، او اشباه رجال اعمال ، او سياسيين لهم امنية في حياتهم ان يصبحوا رجال اعمال ، او ان يصبحوا رجال في الحد الأدنى . من يقود العالم كله رجال اعمال فاسدون او فاشلون . او سياسيون يتذللون لرجال اعمال فاسدين . او اشباه رجال وصلوا الى السلطة صدفة بعدما تركها كبار النفوس .

والعجب العجاب هو الاسم الجديد ( المتدينون ) صار يحمله دعاة قتل الأبرياء وذبح السكان في منازلهم وهدم البيوت وقتل الأطفال ، وفي تصنيف الأحزاب الصهيونية مثلا ان وزيرا متدينا ويلبس قلنسوة المتدينين على رأسه وغايته في الحياة هدم منازل العرب وتشريد وتجويع الايتام !! ومتطرف اخر صار متدين وباسم الدين يطالب تعذيب الاسرى حتى الموت !!
اما المتدينين الحقيقيين الذين يرفضون القتل والقتال فيجري مهاجمتهم وشتمهم واعتبارهم غير متدينين ّ. والواقع العربي لا يختلف عن حال اليهود ، فقد اصبح الرقص العاري والتبذير هو مقياس الازدهار والنماء .


سألت الزملاء : من حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2024 ؟ فحاولوا البحث عبر الانترنت ، ما يعني ان لا احد منا يعرف او يحفظ اسم الحاصل على جائزة نوبل للسلام لأنه ما عاد هناك قادة للسلام في هذا العالم المقفر العاقر . واننا لا نشعر بوجود السلام أساسا .
واذا حصل ترامب على جائزة نوبل للسلام ( غير مستبعد ) فان على السويد ان تبرر ذاتها وتدافع عن نفسها لعشرين جيل قادم ، ولغاية الان يسأل اهل الخير قبل اهل العلم : لماذا منحت السويد جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي أوباما عام 2009 عن جهوده في تعزيز الدبلوماسية بين البشر ( واضح انه عززها كثيرا !! ) ؟؟
مر على التاريخ جنرالات حرب ، كتبوا أسماءهم بشلالات من الدماء ، ومر عبر التاريخ رجال سلام ضحوا بحياتهم وعاندوا الرأي العام وسطروا ملاحم ودفعوا اثمانا غالية من اجل تحقيق السلام .
اليوم نشاهد نشرات الاخبار كلها ، فلا نجد جنرالات حرب ، بل نجد وزراء دفاع لم يخوضوا ولا معركة واحدة في حياتهم .
ولا نسمع عن رجال عظماء يدعون للسلام بل نجد جبناء مرتعدون أو أصحاب سمعة فاسدة في المال والجنس وسوء الإدارة يدعون للسلام !!

لماذا لا يوجد سلام ؟ لأنه لا يوجد رجال عظماء يدعون للسلام في العالم .
لماذا لا تنتهي الحروب ؟ لأنه لا يوجد جنرالات مقاتلين يعرفون معنى الحرب ومعاني السلام .