وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مخطط "الخطوتين"والتهديد بعملية عسكرية..ما الذي يقلق حماس أكثر من الحرب؟

نشر بتاريخ: 03/03/2025 ( آخر تحديث: 03/03/2025 الساعة: 08:55 )
مخطط "الخطوتين"والتهديد بعملية عسكرية..ما الذي يقلق حماس أكثر من الحرب؟

بيت لحم معا- يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية إجبار حماس على إطلاق سراح الاسرى دون الانتقال إلى المرحلة الثانية وإنهاء الحرب. فبالإضافة إلى قطع المساعدات، تهدد اسرائيل بـ"عملية خاطفة" بمشاركة 5 فرق، لكن تنفيذ التهديد سيعرض الاسرى للخطر.

وفي مقاله، كتب المراسل العسكري روي بن يشاي، أنه بعد أن رفضت حماس طلب إسرائيل بتمديد المرحلة الأولى من الصفقة والتفاوض في نفس الوقت على المرحلة الثانية، أصبح هناك الآن اقتراح جديد على جدول الأعمال: مخطط "الخطوتين الكبيرتين" الذي وضعه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف .

ويقترح هذا المخطط تمديد وقف إطلاق النار المؤقت واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لمدة 50 يوما، حتى نهاية شهر رمضان ونهاية عيد الفصح اليهودي، وفي المقابل ستطلق حماس سراح اسرى، أحياء وأموات، على مرحلتين: واحدة في بداية فترة وقف إطلاق النار، والمجموعة الثانية في نهاية فترة وقف إطلاق النار. خلال هذه الفترة، ستجري مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار الدائم، يضيف مراسل صحيفة يديعوت احرنوت.

مخطط ويتكوف يلبي مطالب إسرائيل بالكامل، تقول الصحيفة ، لأنه يسمح بالإفراج عن الأسرى على مرحلتين ويؤجل الحاجة إلى إعلان إسرائيل عن وقف إطلاق نار دائم بضمانة أميركية.

وبالنسبة لنتنياهو، فإن المخطط له ميزة إضافية، سياسية، لأنه يؤجل المواجهة مع سموتريتش وبن جفير في الائتلاف ويسمح بالموافقة على ميزانية الحكومة هذا الشهر (إذا لم تتم الموافقة على الميزانية هذا الشهر، فإن الحكومة، وفقًا للقانون، ستسقط وسيتم الإعلان عن انتخابات مبكرة).

ومن المرجح أن يأتي المبعوث الأميركي في نهاية الأسبوع لمحاولة إتمام الصفقة بروح الخطوط العريضة التي وضعها، وتحاول إسرائيل، التي أعلنت رسميا بالفعل موافقتها على الخطوط العريضة، مساعدته من خلال استراتيجية تفاوضية تقوم على الذهاب إلى الحافة وتشديد المواقف.

وتستخدم هذه الاستراتيجية عصا كبيرة وجزرة صغيرة لحماس. العصا الغليظة هي تهديد ملموس بإعادة احتلال القطاع في عملية من قبل قوة من الجيش الإسرائيلي مكونة من خمس فرق، جزء كبير منها منتشر بالفعل على مشارف القطاع. بالإضافة إلى ذلك، لم تنسحب إسرائيل من محور فيلادلفيا كما تعهدت بالبدء في القيام بذلك في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة - وهي المرحلة التي انتهت رسميًا أمس.

تضيف الصحيفة إن "الجزرة" هي استعداد إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية والكرافانات إلى القطاع والسماح بإصلاح البنية التحتية التي من شأنها تخفيف محنة السكان، الذين يظهرون علامات استياء متزايد من حماس لعدم بذلها ما يكفي من الجهود لتخفيف محنتهم.

وتعتمد هذه الاستراتيجية التي يتبناها الفريق الذي يقوده نتنياهو على ثلاثة روافع ضغط: الأولى هي الخوف الحقيقي لدى حماس من دخول الجيش الإسرائيلي إلى القطاع، بطريقة تقضي نهائياً على مراكز القوة المدنية والعسكرية المتبقية لحماس في القطاع، وتجبر قيادة حماس على البقاء تحت الأرض إلى أجل غير مسمى أو الخروج والاستسلام.

أما الرافعة الثانية فهي سكان غزة، الذين يطالبون حماس بتخفيف معاناتهم، وكجزء من محاولة الضغط على الحركة في هذا الصدد، أعلنت إسرائيل صباح اليوم عن وقف المساعدات الإنسانية للقطاع . وجاء القرار بالتنسيق مع إدارة ترامب في بداية شهر رمضان وهو ما يزيد الضغوط على حماس في هذا الصدد.

أما الرافعة الثالثة، وهي الأقوى على الإطلاق، فهي الدعم الذي تتلقاه إسرائيل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. ففي الوقت الحالي، لا توجد أي دلائل تشير إلى أن ترمب يفقد اهتمامه بحل الأزمة في الشرق الأوسط، بل على العكس من ذلك، فهو يُظهِر اهتماماً متزايداً بها.

ترى الصحيفة الإسرائيلية إن هناك "سوط" آخر يوجه إلى قيادة حماس في قطاع غزة والخارج، وهو القمة العربية التي ستعقد في القاهرة نهاية هذا الأسبوع. ففي هذه القمة سيتم تقديم خطة "لليوم التالي" في قطاع غزة ـ من دون حماس . وهذه الخطة تقلق حماس أكثر من تجدد القتال من جانب إسرائيل، لأنها تهدد بقاء الحركة في قطاع غزة كقوة مهيمنة، حتى لو لم تكن في السلطة فعلياً.

ومن أجل تعديل مشروع القرار العربي ومنع تجدد الحرب مع إسرائيل، قد تقبل حماس مخطط ويتكوف مع بعض التعديلات.

وحتى لو وافقت حماس على الخطة، تقول الصحيفة فإنها ستحاول تعويض نفسها من خلال زيادة كبيرة في "مفاتيح الإفراج" عن الاسرى الفلسطينيين الأمنيين

ولن تتضح الصورة إلا بحلول نهاية الأسبوع، وربما الأسبوع المقبل.