![]() |
التَكيُف مع السياسات الأمريكية لن يحمي أحداً من تداعياتها المستقبلية
نشر بتاريخ: 03/03/2025 ( آخر تحديث: 03/03/2025 الساعة: 09:52 )
![]() مع تصاعد الجرائم الإسرائيلية وتدويرها في مناطق مختلفة بين غزة والضفة بحق شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة الاخرى في لبنان وسوريا ، وقرار وقف دخول المساعدات الانسانية الى غزة والتلويح بالعودة الى عدوان الإبادة بموافقة أمريكية ، ووضوح المخططات الهادفة إلى بداية ضم مناطق المستوطنات في منطقة القدس ، وفرض تهجير قسري جديد واستمرار تدمير المخيمات وتهجير الاهالي . يجد القادة العرب أنفسهم أمام اختبار تاريخي في القمة العربية المرتقبة بالقاهرة . هذه القمة تأتي في وقت تحاول فيه واشنطن وتل أبيب إعادة رسم ملامح المنطقة وفقا لمشروع "الشرق الأوسط الجديد"، حيث يجري الدفع باتجاه ترتيبات سياسية واقتصادية وأمنية ، تتماشى مع المصالح الإسرائيلية والأميركية على حساب قوى الأستقلال الوطني . فهل يدرك القادة العرب خطورة هذه المرحلة ؟ أم أن القمة ستتحول إلى مجرد محطة أخرى لإصدار بيانات تُكرر نفسها ؟ -- إبادة جماعية وتهجير قسري ، المخطط مستمر . في لبنان كنموذج ، تسعى إسرائيل إلى تصفية المخيمات الفلسطينية هناك ، وتحويل اللاجئين إما إلى مواطنين لبنانيين أو تهجيرهم إلى دول أخرى ، في محاولة لإنهاء حق العودة وتصفية الوجود الفلسطيني في الشتات كلاجئين يملكون حق العودة وحل قضيتهم وفق القرار ١٩٤ الأممي . اما بالأردن التي تقع اليوم في عين العاصفة ، فتواجه المملكة ضغوطا هائلة لقبول دور "الوطن البديل"، حيث يتم الدفع باتجاه إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين بشكل نهائي ، في سياق مشروع أميركي - إسرائيلي يسعى لتفكيك القضية الفلسطينية وتحويلها إلى قضية داخلية أردنية . وفي سوريا التي ارتضى نظام الأمر الواقع فيها اليوم بعد غزوته ، ان يكون تحت الابتزاز ، رغم استمرار عدم الاستقرار فيها . فأن دمشق تواجه تحديات جديدة ، إذ تعمل الولايات المتحدة على فرض ترتيبات سياسية وأمنية بالتنسيق مع تركيا ، قد تشمل محاولة فرض اعتراف رسمي بإسرائيل بعد الانتهاك المستمر لأراضيها . وفي لبنان يستمر الأحتلال الإسرائيلي في احتلاله لمناطق بالجنوب بحيث لا تتجه الامور إلى الاستقرار أو بتنفيذ اسرائيل الإتفاق المبرم هنالك مع الحكومة . -- مواقف عربية بين الإدراك والتجاهل. في ظل هذه الظروف ، تصبح القمة العربية المقبلة لحظة حاسمة . فإما أن تتبنى موقفا واضحا في مواجهة مخططات التهجير والتصفية والتأكيد على وحدة الارض والشعب والقضية الفلسطينية والحل القائم على إنهاء الأحتلال الأستيطاني ، أو تستمر في إصدار بيانات مكررة لا تقدم شيئا سوى تبرير العجز العربي بالوصول الى موقف مشترك يتسم بالإرادة والأستقلالية . --المنطقة أمام مفترق طرق . لكن هل ستنجح هذه المخططات؟ التاريخ أثبت أن كل مشروع استعماري، مهما بلغت قوته، مصيره الفشل أمام إرادة الشعوب . ما نحتاجه اليوم هو استراتيجية سياسية متماسكة، تعزز وحدتنا الداخلية ، وتعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية عنوان كفاح شعبنا الفلسطيني التحرري وكممثل شرعي وحيد بحكم مسيرة النضال الوطني وصاحبة الولاية السياسية والقانونية ، على أسس تقوم على استقلالية القرار الوطني والأرادة السياسية للتحرر الوطني وإنهاء الأحتلال ، بعيدا عن أي تدخلات إقليمية أو دولية في شوؤنها . -- القمة العربية ، فرصة أخيرة أم إعلان فشل؟ القمة العربية لن تحسم وحدها مصير غزة، لكنها ستكون محطة مهمة في بلورة التوجه العربي الرسمي تجاه منظمة التحرير الفلسطينية ودورها في قطاع غزة . من المرجح أن تشهد القمة توافقا على إعادة السلطة إلى غزة ، لكن التنفيذ سيعتمد على قدرة الدول العربية على فرض تفاهمات فلسطينية داخلية لإنهاء ملف الأنقسام وفق قواسم مشتركة من الرؤية والمسوؤلية الوطنية لحماية شعبنا ، وما ستضعه دولة الأحتلال من معيقات امام ذلك لتكرار الحرب هنالك والتنصل من مراحل الاتفاقيات . -- مسؤولية عربية وفلسطينية . -- الإستفادة من التحولات الدولية الجارية . |