وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تراتيل في قمة قاهرة القاهرة ....

نشر بتاريخ: 04/03/2025 ( آخر تحديث: 04/03/2025 الساعة: 11:54 )
تراتيل في قمة قاهرة القاهرة ....

وكان القرار بعقد قمة في قاهرة القاهرة الجديدة، وأصحاب النخوة والجلالة والسمو والفخامة كانوا ان عقدوا قمة اخوية في بيداء بلاد الحجاز وهم بالأمر ملتزمون ، ذاك الأمر القادم من عاصمة عواصم الكون القاعدة على الساحل المتوسط وبالعبرية ناطقة والمدافعة عن سام وقاتل حام ومن لا ينطق بغير لغة العهد القديم ، والقمة ستقول كلمتها وفقا لما يجب ان يكون متوافقا والمُراد لعاصمة الفقراء المنتظرة لإعادة العودة الى ما قبل الإبادة وازاحة الركام وفتح القبور الجماعية وانتشال الجثث من الطرقات ولإتاحة الفرصة للفرار من قدر الاقدار بالموت البطيء ولقوت اليوم وللشراب ولعب الأطفال واليسير اليسير من ستر العورات يكفي ، والرفض العربي كامن بحيثيات واروقة قمة القمم باستمرار مسلسل العزة والشرف والقضاء على مناطحة العين للمخرز وتقديم القرابين على مذابح الاستكانة ، والحكاية تبدأ من هنا حيث تقديم الأوراق الاعتماد من جديد لراعي رعاة البقر في بلاد العم سام ، والأوراق لها علاقة بكيفية نزع المنزوع وابادة المشروع بالحق بتقرير المصير لمن يبحثون عن المأوى وان كانت بالكهوف وفي ظل البيوت المنهدمة المهدومة ، وفي القمة يخافون حتى ممن يقفون عند خط وقف اطلاق النار المتأهبون للحظة إعادة صياغة معادلة الوجود هنا بمدائن الإبادة، وفي القمة يقدمون الوعود بالجنان المسيجة بالورود والياسمين وتكميم الافوه والخنوع والسكون والسكوت ولفظ ورفض التحرر والتحرير لتمتلئ البطون ونصب الخيام على سواحل جنوب الجنوب بمحاذاة محور صلاح الدين ، ولابد هنا من اسقاط كل الرموز وتدجين وتهجين القادمون على صهوة قرارات قمة قاهرة القاهرة ، ورام الله عاصمة السراب غائبة مغيبة عن صياغة البيان الممهور بتواقيع سادة لغة الضاد الركيكة، ورام الله بالفرمانات الصادرة عن الباب العالي بإعادة تموضع سادة العسس وأصحاب المقامات الرفيعة مشغولة ، والعشاق للكلام الموزون ينتظرون لعل وعسى ان يكون التغيير بإرادة من يملكون فعل الفعل بالحواري وازقة الصمود والصلاة بالقبلة الأولى والتضرع لرب عرش السموات بالمدد والامداد والاستزادة بالدعاء وازدياد جموع الركع السجد في ثالث الحرمين واولى القبلتين وكفى الله المؤمنون شر القتال.

أيها العرب العاربة وقد تكون المستعربة الناطقة بلغة لا نفهمها، ويا زنادقة الفجر في هذا الشهر الفضيل، هل أتاكم حديث عاشقة بنفسجية لا تبيع مواويلها للغزاة ...؟ تلك التي كانت تسمى بنت الجبل وسيدته، أميرة الليل وعروس الشمس، مهد العشق وخباياه كاتمة أسرار المعمورة، سيدة البعث الأول لرسالة الإيمان بالإنسان، المنسجمة مع كينونتها بالبحر وأمواجه، الصارخة الشاكية، حيث الصبر والصخب والهدوء، ومقارعة الذات بالذات ، والحجة بمنطق العيش ، هناك حيث التلاعب بالمصائر، كانت الجريمة شاهدة على الذبح الأخير للشاة المقاومة لحد السيف المُلتمع بقيظ البيداء... نحن هنا وسنظل هنا ولن نبرح المكان وقمم لن تنطق بلغتنا لا نعترف بها ولا تمثل وجعنا وقهرنا ، وبيعتنا لم تتغير ولم تتغير ولنا موقفنا.

ايها القاعدون المنتظرون في قاهرة القاهرة الجديدة أساطيل ريتشارد قلب الاسد الذي تستدعونه لسحق اطواق ما تبقى من أشجار النخيل تكبيراتكم لن تعلو وتكتشفوا عاجلا ان الفرنجة سيتساقطون على اسوار القلاع المحصنة الحصينة حامية احلام البسطاء الذين ثاروا على كل معادلات الوجود وفقراء الليل يعرفون اتجاهات الريح الشمالية ويعلمون خفايا عشقهم للتراب المجبول بعرقهم ولن يبيعوا احلامهم الصغيرة وسيحددوا بوصلتهم ..... وكسرى وان كان ضجيجه عاليا يعرفون انه مبدع بتجارة الرقيق والبيع والشراء ... وبوصلة لا تشير الى ام المدائن العتيقة مقتنعون انها المشبوهة وتبقى العنتريات الكلامية ثغاء احوى والتجارة الرائجة في ظل عصر حريم السلطان ....

ايها الحطابون البسطاء اوقدوا النيران في خيامكم واعتلوا قمة أحد ولا تأبهوا للغنائم واعلموا ان الموت قادم اليكم فموتوا بهدوء وافسحوا المكان للشيطان بان يسود فهذا ليس عصركم ومن الممنوع عليكم ان تعتاشوا وتحيوا في كنف اطواق أشجار البرتقال وبساتين اللوز ... انتظروا الموت كما تشتهون ولا تخجلوا من الهزيمة ، فالأمير المتربع على عرشكم هو امير الجبناء ولم يكن يوما نبيلا من النبلاء او فارسا يمتطي صهوة اليمامة الزرقاء كان يختفي خلف معاناتكم وبليلكم يتغنى ولا تفرحوا كثيرا لرحيل القيصر فخلف موت كل قيصر قيصر جديد وبالتالي جبان اخر يتاجر بأحلامكم ويحاول ان يستصرخ عطفكم ...

ايها البسطاء الجالسون في الطرقات الوسخة اطردوا جميلاتكم من المكان حيث انهن سبايا العصر الجديد وعتقوا خمركم فجند الاطلسي سيعبرون المكان وان كانوا بالضاد ناطقين .

ايها الليل انتظرهم قليلا ليلتقوا مع جميلاتهم وامنحهم القليل من الموت قبل ان تعلن عن موعدهم مع النوم الابدي في كهوف مكفهرة باردة .... فالله سيعلن عن موتهم ايضا وارادة البسطاء من ارادة الرب وهم التواقون لإغفاءة ولو قليلة على اكتاف الحبيبة والخنساء ستطأطئ رأسها احتراما واجلالا للثكالى اليتامى الضائعين الهائمين على وجوههم ورقعة الجغرافيا المسماة بالوطن ستظل كما هي دون ان تختفي الجبال وقلاع البحر ستستقبل الاساطيل من جديد بصرف النظر عن المنتصر وذاك المهزوم وبحر عكا امواجه ستظل تلاطم اسوار القلاع العتيقة واسوارها ستظل العصية على نابليون وسيرجع يجرجر اذيال الهزائم .... وللنصر وجهان ... والرقيق والسبايا هم سادة وسيدات القبائل المهزومة على أطراف القبائل المتناحرة.

يا مدائن غزة الوجع حاولي ان تغفي ولو قليلا واهدأي واستكيني وانتظريهم على الأبواب ولتكن الصرخة المدوية، هنا الذبح من الوريد للوريد ... هنا التناقض الذي بات عنوان المرحلة وخربشة الموازيين ... هنا المحاولة المستحيلة لخلق التوازنات العقلية وفهم ما يمكن فهمه من خلال المعادلة الوجودية للواقع الراهن ...

غزة تئن وتستدعي التاريخ وموروث ابجديات المنطق بضرورة التصدي لكل اشكال الخراب والتخريب ... وهنا اصحاب الفخامة والسلاطين والامراء واصحاب الجلالة يقفون على اعتاب المرحلة للدفاع عن كينونتهم في استمرارهم بالسلطة وان دُمرت عاصمة الإبادة وروابيها وتغيرت معالمها.

يا غزة وانت الصامدة بوجه قرارات قمة قاهرة القاهرة ... حيث تصفية الحسابات من بين معاوية والحسين وان كان للتاريخ من كلمة في هذا السياق فهو تأجيج الفتن وان كانت المسميات مختلفة ومتذرعة بشتى الاشكال ... هنا نحن في المدينة العتيقة التي كشفت عن اللثام واتضح بعدها كل شي حيث ان ما فعلناه ومنذ البدايات اننا فجّرنا القيح المتراكم في الدّمل العربي .