وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحرب في غزة.. طفولة في الغارات والنزوح بدل "الزيتون"

نشر بتاريخ: 04/03/2025 ( آخر تحديث: 04/03/2025 الساعة: 12:22 )
الحرب في غزة.. طفولة في الغارات والنزوح بدل "الزيتون"

نبيل عمار

لمدة قرابة عام ونصف، عاش سكان قطاع غزة أنواع المآسي، حيث القتل، والدمار، والنزوح إلى مخيمات لا تقي من حرارة الشمس، ولا من قساوة البرد، بعد السابع من أكتوبر 2023.

سببت الحرب أضرارا نفسية بالغة على الكبار، فيما كانت فظيعة على نفسيات أطفال، لم يتعرفوا على غير البراءة.

قبل عملية "طوفان الأقصى"، كان حمزة "5 سنوات" في مرحلة «الروضة»، ويعيش في استقرار مع أسرة صغيرة مكونة من أم وشقيق وأب.

كان حمزة، يدرس بإحدة المدارس بجنوب غزة، وكانت يومياته بين بين الواجبات المدرسية، واللعب مع أقرانه، والتمتع بأحضان العائلة.

وعلى حين غفلة، تحولت حياة الطفل الصغير، إلى معاناة ستلازمه إلى الأبد، فقد أسفرت "مجزرة الماخور" 14 أكتوبر 2023، عن مقتل والدته وشقيقيته، وإصابة والده، مع تهدم منزلهم بشكل كامل.

الطفل الذي تعود على اللعب مع أقران الحي، تحولت حياته فجأة إلى تسكع بين الدمار، ومآتم، وغارات جوية، متواصلة، مع بحث متواصل عن الخبز، وأماكن صالحة للاستقرار.

مصير واحد

ما عانى منه حمزة، هو نفس المصير الذي واجهه أطفال غزة، خلال الحرب، وبهذا الخصوص، تقول يونسيف، إن الأطفال هم من يتحملون أشد وطأة العنف في غزة، مشيرة إلى أنه كان للتصعيد الأخير أثر مدمر على الأطفال وأسرهم.

وقالت إنه "قبيل تصاعد العنف، كان ثلث أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع. وبدون شك، فقد ازدادت كثيراً حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي-الاجتماعي. وفي الوقت نفسه، فإن تدهور القدرة الإنتاجية للمياه في غزة بسبب نقص الكهرباء يعني أن عشرات الآلاف من الأطفال سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية للحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي الأساسي."

محمد الرواغ (13 عاما)، هو الآخر، تحولت حياته إلى جحيم، بعد اندلاع الحرب، حيث سلبته والده وأربعة من أشقائه.

يقول محمد: "في الماضى بالرغم من أن الحياة كانت صعبة، وحصار، إلا أننا كنا نعيش أفضل عيشة ونذهب مدرسة ونتعلم ونلعب مع أخواتنا وأصدقائنا ونخرج مع أصدقائنا ونعيش من غير خوف ولا قصف، وأهلنا حولنا وكنا فى قمة السعادة والراحة مع أبي وأمي وأشقائي وكنا نزور الأقارب بشكل مستمر، والآن فقدت كل شىء الأهل، والأصدقاء، والذكريات، والبسمة، ولم يبق سوى الحزن والألم فقط."

تحركات وإيواء

منذ بداية الحرب التي اندلعت في أعقاب السابع من أكتوبر، تحركت عدة دول دعما للفلسطينين، فعلى مستوى مصر، أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، كافة الجهات المعنية، بسرعة التنسيق لاستقبال هؤلاء الأطفال حديثى الولادة من قطاع غزة، واستقبلت مصر بعد شهر من الحرب، 28 طفلًا من غزة.

واستمرت توجيهات الرئيس السيسي بتكثيف الدعم للفلسطينيين، وخاصة الأطفال وهو ما ترجم سريعا في توزيع عشرات الأطنان من المواد الغذائية والطبية على سكان قطاع غزة، لتلبيه احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.

كما كانت دولة الإمارات العربية في مقدمة الدول، في تخفيف معاناة أطفال غزة، حين أمر رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم العلاج والرعاية الصحية لـــ 1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة.

وقدمت الإمارات، المساعدات والإمدادات الإنسانية والإغاثية العاجلة لقطاع غزة، وتأتي هذه المبادرات استمراراً للجهود الإماراتية الرامية لتخفيف معاناة المدنيين في القطاع بوتيرة متسارعة ومنسقة نتيجة للأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وقال مبارك القحطاني، المتحدث الرسمي باسم مدينة الإمارات الإنسانية، إن الإمارات، جهزت "مدينة تضم مركزاً للصحة الوقائية مجهز بأحدث المعدات الطبية، وقد تم تجهيزه وفق أعلى المعايير التي تراعي في تصميمه الخصوصية وتوفير الراحة والدعم النفسي للضيوف."

هذه الجهود ومثيلاتها يجب أن تستمر لسنوات قادمة حتى وإن توقف إطلاق النار، فغزة مدنيون وستبقى كذلك لوقت طوب وأهلها بحاجة ماسة لكل أنواع الدعم لاسيما ذلك المستدام في قطاعات المياه والصحة والتغذية.