![]() |
السؤال الإجبارى الصعب على مائدة اجتماع القمة العربية: إلى أين نحن ذاهبون؟
نشر بتاريخ: 04/03/2025 ( آخر تحديث: 04/03/2025 الساعة: 12:36 )
![]()
دندراوي الهواري
تتجه أنظار الشعوب العربية اليوم الثلاثاء 4 مارس، صوب القاهرة، مترقبة عن كثب لفعاليات القمة العربية الطارئة، لمناقشة خطة إعمار غزة، وما ستنبثق منه القمة من قرارات تُثلج صدور الشعوب، بعدما وصل الغضب للحلقوم مما ترتكبه إسرائيل من جرائم إبادة فى غزة، وإصرار على تصفية القضية بطرد الغزاويين قسرا من أراضيهم، مستعينة بفكرة مجنونة خرجت من البيت الأبيض، مفادها تحويل غزة إلى ريفيرا «أمريكية»! الوضع التسونامى فى المنطقة، يحتم على الزعماء المشاركين فى القمة، أن يسطروا تاريخا كبيرا، بإعادة اللحمة والاصطفاف وتغليب المصلحة العليا للأمة فوق المصالح الشخصية الضيقة، والتأكيد على أن الجميع فى مرمى الخطر، ولا توجد دولة ما تضمن مطلقا أن تنأى بعيدا عن المخططات الدراماتيكية للمنطقة، لذلك فإن المراقب والمحلل للاتصالات والمقابلات بين الزعماء العرب، والقمة الأخيرة فى الرياض والتى ضمت مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجى، واستضافتها المملكة العربية السعودية، يجد أن هناك مؤشرات إيجابية تؤكد أن القمة العربية الطارئة اليوم، ستخرج بقرارات مدروسة وقوية فيما يتعلق بإعمار غزة، ورفض تهجير الشعب الفلسطينى، ووضع المجتمع الدولى أمام مسؤولياته. الزعماء المشاركون فى القمة العربية، يحملون على أكتافهم اليوم تطلعات شعوبهم، فى الحياة التى يستحقونها من أمن واستقرار وتنمية وسلام، ووقف الأطماع المستعرة فى مقدراتهم، وتصحيح المفاهيم، مثل أن الولايات المتحدة الأمريكية، بالفعل لها دور مهم فى المعادلة السياسية بالمنطقة، ولكن لا يجب أن يكون الدور المهيمن والآمر، وأن الأمة العربية وبما تمتلكه من حق أصيل على أراضيها وثرواتها، لزاما عليها أن تضطلع بالدور المهيمن، وأن تحافظ على أمنها القومى. ويتبقى السؤال المهم، هل يمكن للقمة العربية أن تعيد إحياء مقترح تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة، والذى كانت قد اقترحته مصر فى 2015 على لسان رئيسها عبدالفتاح السيسى؟ الحقيقة أنه وبعد مرور 10 سنوات كاملة من المقترح، أثبتت الأحداث الخطيرة التى تمر بها المنطقة، أن الدولة المصرية كانت تتمتع برؤية ثاقبة وقراءة رائعة ورشيدة للخرائط، وقدرة فائقة على تقديرات المخاطر، واستشراف المستقبل، وأمام ما يحدث فى فلسطين وجنوب لبنان، وسوريا واليمن والسودان والصومال، كان يمكن للقوة العربية المشتركة أن تلعب دورا بارزا فى الردع والقدرة والتأثير المباشر على صنع القرار، فهناك فارق بين جيش عربى موحد، ورمز إرادة أمة بأكملها، وبين جيش معبر عن إرادة دولة منفردة! الحقيقة أن مصر تتمتع بجيش قوى قادر على الحماية والردع وصون الأمن القومى المصرى، والعربى، ولكن أمريكا وأوروبا، رغم قوة جيوشهم قد أسسوا «الناتو» وتوسعوا فى عضويته، ليصل إلى 32 دولة مستقلة، لذلك فإن فكرة تأسيس قوة عسكرية عربية قوية، تكتسب أهمية كبيرة، ويمكن أن تكون نموذجا مصغرا من «الناتو» تكتسب شرعية قوية، وتمثل الأمة، وتكون رقما فاعلا فى معادلة القوة، وثقلا يعدل ميزان القوة فى المنطقة، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن كل المقومات البشرية والاقتصادية والجيوسياسية، قادرة على نجاحها وتطوير قدراتها. العالم لا يحترم سوى الأقوياء، والعرب يتمتعون بكل مقومات القوة، وإذا تصافت النفوس، وزادت القناعات بالاصطفاف والوحدة، وإدراك أهمية حماية الأمن القومى العربى، فإن القمة ستخرج بقرارات معبرة عن إرادة الشعوب، وترفع من منسوب الأمل لديها، بأن الأمة قادرة، ففى الوحدة والاصطفاف، قوة، وفى التشرذم، ضعف وترهل. |