![]() |
المفاوضات الإسرائيلية-الحمساوية: مقاومة تحت الحصار والقتل
نشر بتاريخ: 10/03/2025 ( آخر تحديث: 10/03/2025 الساعة: 18:50 )
![]() عنان نجيب
في ظل حصار خانق وقتل ممنهج، تواصل غزة الصمود رغم كل المحاولات الإسرائيلية والأمريكية لكسر إرادتها. المفاوضات الحالية، التي تدور تحت مظلة الضغوط الأمريكية، لم تعد محصورةً بالشروط الإسرائيلية فحسب، بل دخلت مرحلة جديدة مع تقديم واشنطن مقترحًا مباشرًا إلى حماس، يُلغي الدور الإسرائيلي المباشر ويفتح بابًا للمناورة الدبلوماسية.
الوفد الإسرائيلي: محاولة لفرض الأجندة الأمنية يتكون الوفد الإسرائيلي من شخصيات أمنية وسياسية رفيعة المستوى، بما في ذلك نائب رئيس الشاباك "غال هيرش" ومستشار نتنياهو "أوفير فالك". هذا التكوين يؤكد أن إسرائيل ما زالت تتعامل مع المفاوضات من منظور أمني بحت، لكن التطور الأخير في طبيعة المقترحات —خاصةً الأمريكي منها— يُضعف دورها الميداني، لصالح وساطة دولية قد تُعيد رسم خريطة التفاوض.
مقترح واشنطن الجديد: 10 أسرى مقابل وقف إطلاق نارٍ لشهرين وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية (كان)، قدمت واشنطن مقترحًا جديدًا إلى حماس، ينص على: - الإفراج عن 10 أسرى اسرائيليين أحياء - **وقف إطلاق نارٍ لمدة شهرين**، مع استئناف المفاوضات لاحقًا لتمديده.
هذا المقترح يحمل تحولًا جذريًا مقارنةً بـ"مقترح ويتكوف" الإسرائيلي السابق، الذي سعى لتقسيم صفقة الأسرى إلى مرحلتين. فالمقترح الأمريكي يتجاوز التقسيم الزمني، لكنه يقلص عدد المفرج عنهم بشكل كبير، ما قد يُشكل انتكاسةً للمطالب الفلسطينية بالإفراج عن آلاف الأسرى.
من وجهة نظر فلسطينية، يظل المقترح غير كافٍ، لأنه: 1. يُهمش حقوق الأسرى الجرحى والمرضى والنساء والأطفال. 2. يربط وقف العدوان الإسرائيلي بصفقة محدودة، بدلًا من إنهاء الحصار بشكل دائم.
الضغوط الأمريكية: من دعم إسرائيل إلى لعب دور الوسيط الولايات المتحدة، التي ظلّت لعقودٍ حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل، تحاول الآن إعادة ترتيب أوراقها عبر تقديم مقترحات مباشرة لحماس، **دون تنسيق مسبق مع إسرائيل**، وفق مصادر إعلامية. هذا التحول يعكس: قلقًا أمريكيًا من تدهور الأوضاع الإقليمية مع استمرار الحرب. - رغبةً في احتواء حماس** عبر قنوات اتصال غير إسرائيلية، قد تفتح الباب لتفاهمات أوسع.
لكن هذا لا يعني تخلي واشنطن عن تحالفها مع إسرائيل، بل محاولة لإنقاذ حليفتها من مأزق عسكري وسياسي متكرر، عبر "صفقات مصغرة" تُطيل أمد الهدوء المؤقت.
خوف إسرائيلي من تفعيل "نافذة الاتصال" الأمريكية-الحمساوية أصبح التخوف الإسرائيلي من المفاوضات المباشرة بين حماس والولايات المتحدة واقعًا ملموسًا، بعد أن أدارت واشنطن محادثاتها مع حماس عبر وسطاء مصريين وقطريين، **من دون مشاركة إسرائيلية مباشرة**. هذا التطور: - يُضعف الورقة التفاوضية الإسرائيلية، التي كانت تعتمد على احتكار دور الوسيط. - يُعزز الموقف الدولي لحماس كطرفٍ لا يمكن تجاوزه في أي تسوية.
التحديات والتوقعات: صفقةٌ مؤقتة أم معركةٌ مؤجلة؟ رغم أن المقترح الأمريكي قد يؤجل المواجهة العسكرية لشهرين، إلا أنه يطرح إشكالياتٍ جذرية: - حماس تُطالب بوقف دائم للعدوان، ورفع الحصار، وإطلاق سراح أسرى كبار. - إسرائيل تُصر على ربط أي هدنة بـ"تصفية القيادات الحمساوية"، وفق تصريحات مسؤولين. - **الأسرى الفلسطينيون** يدفعون ثمن المماطلات، حيث تستمر معاناتهم في سجون الاحتلال.
في هذه الأثناء، قد تضطر حماس لقبول المقترح الأمريكي كـ"خطوة تكتيكية" لتحقيق هدنة مؤقتة، لكنها ستواجه ضغوطًا شعبية لرفض أي صفقة تُهمش حقوق الأسرى.
---
![]() المشهد التفاوضي الحالي يعكس **هشاشة التحالفات الإقليمية**، وانزياحًا في سياسة واشنطن التي لم تعد تثق تمامًا بالحل الأمني الإسرائيلي. لكن المقترحات المطروحة تظلّ حبرًا على ورق إذا لم تُترجم إلى خطوات عملية: إطلاق سراح آلاف الأسرى، ورفع الحصار، وإنهاء الاحتلال.
السؤال الأكبر الآن: هل ستنجح حماس في تحويل المقترح الأمريكي إلى جسرٍ لصفقة شاملة، أم أن المقاومة ستعود إلى ساحة المواجهة، بعد أن تكشف المفاوضات مرة أخرى أن "اللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال هي لغة تختلف عن التفاوض |