![]() |
عقب بيان الرئاسة : الاتصالات الخارجية لحماس وتداعياتها على الموقف الوطني الفلسطيني
نشر بتاريخ: 12/03/2025 ( آخر تحديث: 12/03/2025 الساعة: 13:02 )
![]()
لندن - معا- تتصاعد الأزمة الداخلية الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس عقب الإعلان عن انخراط الأخيرة في مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية " دون تفويض وطني"، وهو ما أثار ردود فعل قوية من الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح، التي اعتبرت هذه الاتصالات تجاوزًا للشرعية الوطنية والتفافًا على القرارات العربية والدولية الداعمة للقضية الفلسطينية. في هذا السياق، تبرز الحاجة إلى تحليل أبعاد هذه الاتصالات وتأثيرها على الموقف الوطني الفلسطيني والمصالح الاستراتيجية للشعب الفلسطيني. مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن وضع ورقة تقدير موقف عن تداعيات هذه النقطة وهي الورقة التي ناقشت ما يلي...الخلفية السياسية للأزمة ، بداية من التوقيت الحساس للاتصالات حيث جاءت التقارير عن اتصالات حماس مع جهات أجنبية، لا سيما الولايات المتحدة، في فترة حرجة تتزامن مع انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة، والتي أكدت على دعم القضية الفلسطينية ورفض محاولات تهجير سكان قطاع غزة. هذا التوقيت عزز الاتهامات بأن حماس تسعى إلى إفشال التوافق العربي الفلسطيني وتقويض الجهود المشتركة. وعن الموقف الرسمي الفلسطيني تقول الورقة آن الرئاسة الفلسطينية أكدت على أن هذه الاتصالات تتعارض مع القانون الفلسطيني الذي يجرم التخابر مع جهات أجنبية، محذرة من أن هذه الخطوات قد "تضعف الموقف الفلسطيني الموحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والمخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية". وعن التداعيات السياسية للاتصالات الخارجية لحماس تشير الورقة آن الدافع وراء اصدار حركة فتح لهذا البيان يعود الى: 1. تقويض الوحدة الوطنية الفلسطينية o تسعى حماس إلى انتزاع شرعية دولية منفصلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، مما يضعف قدرة الفلسطينيين على التفاوض كجبهة موحدة. o تُعيد هذه التحركات إنتاج الانقسام القائم بين غزة والضفة الغربية، مما يضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني على الساحة الدولية. 2. التأثير على الدعم العربي والدولي o تسببت هذه الاتصالات في إثارة القلق بين الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي ترى في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. o قد تؤدي هذه التحركات إلى تراجع الدعم العربي والدولي لحماس، وإعادة النظر في التعامل معها كجهة سياسية مستقلة. 3. منح الاحتلال ذرائع إضافية
o قد تستغل إسرائيل هذه الانقسامات لتبرير سياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، مستفيدة من تراجع الإجماع الوطني الفلسطيني. وعن الأبعاد الإقليمية والدولية ناقشت الورقة النقاط التالية: 1. الدور الأمريكي وإعادة ترتيب الأوراق الإقليمية o تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط من خلال تحييد بعض الفاعلين واستبدالهم بجهات أكثر توافقًا مع سياساتها. o تتزامن هذه الاتصالات مع تحركات أمريكية أخرى في المنطقة، بما في ذلك الحوار مع الحوثيين، مما يشير إلى وجود مساعٍ لفتح قنوات دبلوماسية جديدة بعيدًا عن القنوات التقليدية. 2. الدور الإيراني والدعم لحماس o تُتهم حماس بأنها تتلقى دعمًا سياسيًا وعسكريًا من إيران، مما يضعها في محور يتعارض مع بعض التوجهات العربية. o قد تسهم هذه الاتصالات في تعقيد العلاقة بين حماس والدول العربية التي ترى في إيران تهديدًا لمصالحها الإقليمية. وعن السيناريوهات المستقبلية والتوصيات تقول الورقة : 1. السيناريو الأول: تصعيد الانقسام الفلسطيني o استمرار حماس في اتصالاتها الخارجية قد يؤدي إلى مزيد من التوتر مع السلطة الفلسطينية، مما يعمّق الانقسام الداخلي. o قد تواجه الحركة ضغوطًا سياسية وعسكرية من إسرائيل والدول العربية للحد من نفوذها. 2. السيناريو الثاني: احتواء الأزمة والعودة إلى الوحدة الوطنية o يمكن لحماس أن تتراجع عن هذه الاتصالات في حال تعرضت لضغوط داخلية وخارجية. o يتطلب هذا السيناريو جهودًا دبلوماسية من قبل الدول العربية والسلطة الفلسطينية لإعادة توحيد الصف الفلسطيني. 3. التوصيات: o ضرورة التمسك بالإطار الشرعي لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني. o تعزيز جهود المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي. o توحيد الجهود العربية لدعم القضية الفلسطينية ومنع محاولات التشتيت والتفكيك الداخلي. o تعزيز الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل لوقف سياساتها التوسعية والعدوانية. وفي الخاتمة تقول الورقة إن الاتصالات الخارجية التي تجريها حماس تُشكّل تحديًا للموقف الفلسطيني، وتزيد من تعقيدات المشهد السياسي الداخلي والخارجي. في ظل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، يبقى الخيار الأفضل هو تعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة بدلاً من تشتيت الصفوف والانخراط في مفاوضات قد تضعف الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية. |