وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عدم الاعتراف بالذنب رذيلة

نشر بتاريخ: 14/03/2025 ( آخر تحديث: 14/03/2025 الساعة: 13:51 )
عدم الاعتراف بالذنب رذيلة

ما يحصل في الضفة الفلسطينية وتحديدا في مخيماتها هو امتداد لحرب الابادة في غزة وعلى يد نفس الفاشية الصهيونية وعلى مرآى ومسمع العالم دون اي مبادرة من اي كان لوقف هذه الابادة وهذا دليل اخر على ان الانسانية اصبحت تحتضر خصوصا وان العالم اصبح يعي بان سبب كل ما ترتكبه دولة العدوان الصهيوني هو محاولة يائسة لانهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين كونهم اصحاب الارض التي تقوم عليها اسرائيل كمقدمة لانهاء القضية الفلسطينية برمتها كونها القلعة الاخيرة الصامدة في وجه التغول الصهيوني في المنطقة وربما في العالم كله بعد ان كشفت هذه القضية بسبب تحديها وصمودها في وجه الرواية الصهيونية المصطنعة كشفت للعالم اجمع كذب هذه الرواية الصهيونية وكشفت عن الطبيعة الحقيقية للحركة الصهيونية كحركة عنصرية استعمارية كارهة لكل من هو غير يهودي.

هذه المقدمة رسالة الى قادة حماس المقيمين في قطر بطلب ووصاية امريكية كما زعم ابومرزوق وهي رسالة من اجل ان لا يعطوا للعدو الصهيوني مبررات اكثر للاستمرار في جرائمه وذلك لان قادة حماس بالغوا كثيرا في ولائهم لحزب الاخوان المسلمين على حساب المشروع الوطني الفلسطيني وارواح ودماء اطفال ونساء فلسطين وايضا على حساب من ضحوا بارواحهم من الابطال من كتائب القسام العاشقين لفلسطين وذلك على عكس هؤلاء القادة العاشقين لحزب الاخوان المسلمين وذلك منذ الانقلاب على الشرعية في سنة 2007 وخطف غزة وتحويلها الى ساحة معارك مع عدو صهيوني لا يخاف الله بعد ان وصلت الى حد الابادة الجماعية والتطهير العرقي دفع ثمنها الباهظ اهلنا في غزة .

اعتقدت لوهلة بان قادة حماس وبحكم تربيتهم الاسلامية انهم لا بد وان يتقوا الله ويعترفوا بذنب الانقلاب والتراجع عنه كونه سبب لكل ما نحن فيه وانقسام وصل لحد الانفصال وذلك بعد اعتراف خجول من مشعل بذنب الاستفراد بالحكم ومؤخرا اعتراف من ابومرزوق بنكبة اكتوبر اضافة الى محاولات عديدة حصلت من اجل عودة الامور الى ما كانت عليه قبل الانقلاب و التي شهدت عليها عواصم كثيرة بمن فيها مكة عاصمة كل المسلمين الا انهم وللاسف ما زالوا يصرون على البقاء في ضلال عشق كرسي الحكم خدمة لاهداف اخوانية غير وطنية على الرغم من كل مايحمله اصرارهم هذا في ثناياه من خيانة للامانة التي وضعها فيهم الشعب سنة 2006 .

.اللقاء الاخير بين حماس وموفد ترمب في قطر هو السبب في كتابة هذا المقال كونه اشعل فتيل نصر وهمي في عقول من عمى الله بصيرتهم مع انه مجرد لقاء ولا يحمل اي جديد امريكي تجاه انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وذلك بسبب ان وجود قيادة حماس في قطر هو اصلا و كما اسلفت بطلب ووصاية امريكية.

ادارة ترمب بلقائها هذا لا تحمل اي خير لا لحماس ولا لحزب الاخوان المسلمين ولكنه تجديد لسياسة امريكية في احتواء هذا الحزب ومرشده تماما كما فعلت مع الاخوان في مصر في انقلابهم على نظام مبارك الذي لم يستمر طويلا وطعنته بعد ذلك بمقتل وها هو ترمب يعيد الكرة مع قادة حماس لتطويعهم من اجل تنفيذ رغباته وعلى راسها افشال المبادرة الفلسطينية المصرية التي يرى فيها ترمب تحديا لكبرياءه وغطرسته من قبل قادة عرب اعتقد ترمب انهم طوع بنانه لاعتقاده بانهم لا يملكون حق تحديه او عدم تنفيذ رغباته على اعتبار انهم يعيشون على الكرم والعطايا الامريكية وتحديدا قادة الاردن ومصر وهو ما اشار اليه ترمب وبشكل فظ في عدة مناسبات صحفية.

ومع ذلك هناك من يعتقد واهما بان لقاء الدوحة بين مبعوث ترمب وحماس يعتبر انتصار لحركة حماس بزعم انها الاقوى وبالتالي فرضت شروطها على ادارة ترمب وهذا الاعتقاد لا معنى له سوى انه ينم عن فقر مدقع في السياسة وفهم لعقلية رئيس منتخب حولته نرجسيته الى ديكتاتور وهو ترمب وحتى لا يخطيء احد التقدير ثانية فان تراجع ترمب الشفاهي عن رغبته بترحيل الغزيين جاء استجابة لطلب ضيفه ميهول مارتن رئيس وزراء ايرلندا لما للجالية الايرلندية في امريكا من اهمية .

ما سبق يعيدني الى صلب الموضوع وهو اعتراف او عدم قادة حماس بالذنب وامل بعودتهم الى الصف الوطني بعد فشلهم الذريع في الادارة والحكم والسياسة والمقاومة وعلى مدار ما يقرب من 18 سنة منذ اختطافهم لقطاع غزة خصوصا وانهم اعتقدوا واهمين في الماضي بان انسحاب شارون من غزة سنة 2005 كان بسبب ضربات المقاومة بينما في الحقيقة كان فخ صهيوني ديمغرافي وقعت فيه حماس دون غيرها من الفصائل الفلسطينية وهو السبب في كل ما نحن فيه وعليه في غزة وفي الضفة ومع ذلك ما زالت قيادة حماس تُكابر ولا تريد الاعتراف بسوء فعلتها في سنة 2007.

مكابرة قادة حماس هذه سببها انها قيادة منتخبة من قبل الشعب سنة 2006 وهذا حق في ظاهره ولكنه باطل في باطنه لان الانتخابات فعلا لم تتجدد منذئذ في كل فلسطين وانا لن اخوض في هذا الموضوع لاني وعلى الرغم من ايماني القوي باهمية الانتخابات الدورية كوسيلة ديمقراطية تمكن الشعوب من اختيار رؤسائها ومشرعيها ولمدة زمنية محددة الا اني ما زلت على يقين ايضا بان لا قيمة لهذه الانتخابات بدون سيادة بمعنى تحت اي احتلال فما بالنا ونحن نعيش تحت الاحتلال الصهيوني الاسوأ في تاريخ الاحتلالات. وهو ما زال يعتقل المشرعين الفلسطينيين المنتخبين وفوق ذلك اغتال الرئيس المنتخب بالسم مع انه منح كيانهم غير الشرعي شهادة ميلاد.

ما سبق وحتى لا يُخرَِج عن سياقه فهو لا يعني التشكيك في شرعية النظام السياسي الرسمي الفلسطيني تحت الاحتلال والسبب انه يستمد شرعيته من الانجازات التي حققها هذا النظام وعلى راسها ان هذا النظام تمكن من رفع علم دولة فلسطين فوق مبنى الامم المتحدة والذي ما كان له ان يحصل الا بعد ان تمكن هذا النظام من بناء كل مؤسسات الدولة التي اصبحت تتفوق بكفائتها وادائها على العديد من دول مستقلة ذات سيادة وذلك مقارنة مع النظام الحاكم في غزة وعلى راسه حركة حماس وقادتها الذين خطفوا غزة وهي مزدهرة ومحررة وهاهي الان اصبحت محتلة ومدمرة بسبب سوء ادارة قادة حماس كما اسلفت في الحكم وفي المقاومة.

ختاما اقول لقادة حماس المرفهين في قطر بطلب ووصاية امريكية كفاكم مكابرة و اتقوا الله وارحموا من حملكم الامانة لعل الله يرحمكم لان الاعتراف بالذنب فضيلة.