وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رشقة صاروخية فيها رسائل لكل لاطراف

نشر بتاريخ: 07/04/2025 ( آخر تحديث: 07/04/2025 الساعة: 14:19 )
رشقة صاروخية فيها رسائل لكل لاطراف

يوم امس الاحد السابع من نيسان 2025 (وليس الاول من نيسان) في حدود الساعة التاسعة ليلا دوت صافراتالانذار في عدد من بلدات جنوب الكيان كانت ابعد نقطة دوت فيها االصافرات منطقة تل الريش ( بات يام) والتي تبعد عن حدود قطاع غزة ما يقارب 60 كم .

منذ عاودت اسرائيل هجومها على القطاع بعد انتهاء المرحلة الاولى من الهدنة اوائل اذار مارس الماضي وحركة حماس تطلق صواريخها بين الفينة والاخرى على بعض بلدات الغلاف وتبرر ذلك بالرد على جرائم العدو الصهيوني التي اخذت شكلا اكثر دموية واجرام منذ تصاعد حدة العدوان بعد انتهاء المرحلة الاولى ،فهل اطلاق صاروخ على معبر كيسوفيم يعتبر رد على محو مدينة باكملها من الوجود؟اعتقد جازما ان الرد على جرائم الكيان يحتاج الى منطق مختلف واساليب فيها ابداع ومن اجل تحليل اصرار اسرائيل على الابادة الجماعية واصرار حماس الى اطلاق صاروخ قاصر بين الفينة والاخرى لا بد من الذهاب الى اسباب ومبررات كل طرف.

الاستعمار واداته الطولى في المنطقة (الكيان الاسرائيلي) يعانون من ازمة جدية افتعلتها الادارة الامريكية طمعا في بسط هيمنة اقتصادية مطلقة على غالبية دول العالم وهذا ما عبر عنه السيد ترامب قبل العودة الى البيت الابيض في يناير الماضي،لقد اشرت في اكثر من مقال انه يريد م اجزاء من الدنمارك، فلسطين،المكسيك، بنما وكل كندا الى الولايات المتحدة كخطوة اولى على طريق اتباع اجزاء اخرى الى ادارته،كما عبر عن رغبته في تدفيع دول العالم ثمن الحماية التي وفرتها امريكا منذ عقود،وقد بدا ذلك جليا اثناء زيارة زيلينسكي الى البيت الابيض والتي طلب منه ترامب خلالها حصة غير منطقية من المعادن النادرة.

قبل ايام اصدر ترامب قرار برفع الرسوم الجمركية على صادرات لعديد من دول العالم ضمن قائمة تتراوح الزيادات فيها بين 10% و45 % مما اثار موجه احتجاجات في العديد من دول العالم وذهاب بعض هذه الدول ال فرض رسوم مشابهة على البضائع الامريكية،بل ذهبت بعض الدول الى تشكيل تكتلات تجارية تهدف الى مقاطعة المنتجات الامريكية اضافة الى تسويق بضائعها فيما بينها مما سيشكل خسارة غير محسوبة للاقتصاد الامريكي،وربما تعمد بعض الدول التي لم تفرض عليها رسوم جمركية الى دور الكومبرادور بحيث تستورد البضائع من الدول المتضررة من رسوم ترامب وتعيد تصديرها الى امريكا خاصة المواد التي يقتصر استخدامها بشكل كبير على دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية.

مشكلة ترامب لم تتوقف عند حد مقطاعة البضائع الامريكية من بعض الدول المهمة في التجارة العالمية بل تعدتها الى تمرد بعض الولايات ومنها اهم ولاية اقتصادية (فلوريدا) مضاف الى ذلك عشرات المظاهرات المنددة بسياسة رامب سواء في داخل امريكا ام في الدول الاوروبية والاسيوية،مما سيشكل رقة ضغط جديدة على الادارة التي يتزعمها ترامب ومن خلفة ايلون ماسك.

اما السيد نتنياهو فقد عجز عن تحقيق اهداف عدوانه المعلنة واولها استعادة الرهان والقضاء على حركة حماس ،كما انه لم يتمكن تى تاريخة من ضمان استمرار الموقف الامريكي الداعم للتهجير ،وبالرغم من ان مخطط الجنرالات يسير وان بشكل بطيء الا انه ليس هناك اي ضمانة بامكانية التهجير القسري لغالبية سكان القطاع هذا التهجير الذي يشكل عامل استمرار للائتلاف الحاكم في اسرائيل فشرط بن غفير للعودة للحكومة كان مشروطا بالتهجير ليس في عزة بل في الضفة ايضاً.

يريد نتنياهو استثمار وجود ترامب من اجل قوننة ضم ما امكن من اراضي الضفة الغربية ( يهودا والسامرة ) اضافة الى تشريح توسيع ميتروبيتان القدس لتص الى 10% من مساحة الضفة الغربية وقد اقر المجلس الوزاري لمصغر فتح نفق يربط بين العيزية والزعيم للفلسطينيين مما يؤدي الى ربط معاليه ادوميم بالقدس ويقطع التواصل بين جنوب الضفة الغربية واريحا،طبعا هذه الممارسات تشبع شبق المتطرفين بن جفير وسموترتش بما يضمن بقائهم في الحكومة ويحول دون سقوط نتنياهو.

لم يحصل عبر التاريخ ان تجرا اي رئيس وزراء اسرائيلي على المساس برمزية اجهزة الامن والجيش ،لكن الملك الاخير نتنياهو (وهذا ليس اسمه الحقيقي هو بن صهيون ميليكوفسكي) ،لقد مرغ رمزية الجيش واجهزة الامن في الوحل عبر تحميلهم مسؤولية هجوم حماس على غلاف غزة ومن ثمن تغيير القياد الامنية مما يكسر جدار الحماية الذي لف اجهزة الامن على مدى اكثر من سبعة عقود،ليس هذا فحسب بل هو ماض في طريق تقوض مؤسسة اخرى استخدمت للترويج لاسرائيل كدولة ديمقراطية وهي مؤسسة القضاء التي ينوي هدمها رغم كل اشكال المعارضة.

عبر كل ما سلف سلطنا الضوء على مشاريع الاستعمار الامريكي وربيبته اسرائيل والازمة التي تعصف بكليهما وستزداد حدة مع مرور الوقت،لكن ما علاقة كل ذلك بحماس ورشقة صواريخها وزيارة نتنياهو للبيت الابيض اليوم،ولكي نكون موضوعيين علينا وضع الامور في نصابها فليس صدفة ان تكون الرشقة الصاروخية الاهم بعد تجدد العدوان عشية زيارة نتنياهو للبيت الابيض،نتنياهو لن يتردد في استخدام هذه الرشقة للحصول على مزيد من الوقت لاستكمال مشروعه في الشرق الاوسط الجديد وترامب سوف لن يتردد في استثمار الرشقة للضغط على دول جوار غزة لاستقبال المهجرين.

اما الاخوة في حماس فان كانت الرشقة بتنسيق مباشر ام غير مباشر من خلال الوسطاء لاستثمار زيارة بن صهيون ميليكوفسكي الى البيت الابيض ام كانت مصادفة فان حماس ارادت توجيه رسائل واضحة في اتجاهات اربع،الرسالة الاولى الى اسرائيل ،والرسالة الثانية الى امريكا والرسالة الثالثة الى دول الاقليم والاخيرة الى الشعب الفلسطيني،اما محتوى الرسائل فتقول لاسرائيل اننا لا زلنا قادرين على شل اقتصادكم،ورسالة امريكا ان على ترامب ان يفكر جيدا قبل ارسال جيشه حيث ستكون غزة مقبرة لهم اما رسالة دول الاقليم بما فيهم السلطة الوطنية الفلسطينية با حماس لا زالت قادرة على ادارة قطاع غزة وانها لن تسمح لاحد بمشاركتها في ذلك، اما رسالتهم الى الشعب الفلسطيني خاصة في القطاع ومفاده اننا باقون فلا داعي للتظاهر والاحتجاج.