![]() |
نتنياهو يلتقي ترامب: ثلاثة إخفاقات ونجاح قاتل
نشر بتاريخ: 10/04/2025 ( آخر تحديث: 10/04/2025 الساعة: 12:41 )
![]() تبارت وسائل الإعلام الإسرائيلية في وصف نتائج لقاء نتنياهو ترامب، الاثنين الماضي في البيت الأبيض، بأنّها «مخيّبة للآمال» وفشل ذريع لرئيس الوزراء الإسرائيلي في الخروج، بإنجازات يمكن أن يلوّح بها كعادته. ولخّص مصدر إسرائيلي كبير اللقاء بالقول، إنّه «كان بالإمكان الاستغناء عنه بمكالمة هاتفية، لكن لا يمكن رفض الدعوة». غزّة قد تكون هناك فعلا خلافات جدّية بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو بشأن ملفّات الجمارك وإيران وتركيا، إلّا أن هناك تفاهما عميقا وتنسيقا دائما وملتصقا بينهما بكل ما يخص غزة، وحرب الإبادة، ومشاريع التهجير والاقتلاع. وهذا أكثر ما يهم نتنياهو في هذه اللحظة التاريخية. والسطر الأخير، الذي يمكن استخلاصه من مشهد ترامب – نتنياهو، أن الإدارة الأمريكية الحالية تدعم العدوان الإسرائيلي بالكامل، وليس لديها أي تحفّظات على ما تقوم به إسرائيل من قتل وتدمير واحتلال وتهجير وتجويع في غزّة. في بث حي ومباشر عبّر ترامب عن تعاطفه مع «عذابات» المحتجزين الإسرائيليين، وسرد لقاءاته معهم ومع أسرهم، مادحا نتنياهو بأنّه يعمل على إطلاق سراحهم. ووفق ما رشح مما قاله، وما لم يقله الرئيس الأمريكي، فإن لا قيود على الدولة الصهيونية في حربها على غزّة، ووصل به الأمر إلى لومها على الانسحاب من غزّة، ما يعني أن عودة الاحتلال الكامل للقطاع واردة أمريكيا. واستغل نتنياهو الموقف للتأكيد على ما سماه «التهجير الطوعي» وفق خطة الرئيس ترامب. وبرز في اللقاء تناغم كامل بكل غزّة ومصير غزّة. اعتبر المقرّبون من نتنياهو ما جرى، وما لم يجر، في اللقاء بشأن الحرب على غزّة نجاحا لنتنياهو، وبالأخص أنّه لم يتعرّض لضغوط للتوصل إلى صفقة تبادل جديدة ووقف لإطلاق النار، ولم يُطلب منه العمل على إنهاء الحرب. ولعل هذا النجاح القاتل هو أخطر ما كان في لقاء نتنياهو – ترامب، لأنّه أغلق الباب عمليا أمام هدنة، وفي وجه التخفيف من معاناة أهالي غزّة. لكن وجب التأكيد أن هذه هي الصورة الآن وفي هذه اللحظة، إذ ما زالت هناك إمكانية ولو ضعيفة للتوصّل لاحقا إلى صفقة تبادل وهدنة مرحلية، ربّما عشية زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية. بالمجمل سمع نتنياهو في واشنطن ما يرضيه بشأن غزة، وبقدر ما يتعلّق الأمر بالولايات المتحدة لديه مطلق الحريّة في مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل. جواء في موقع القناة 12 الإسرائيلية أن «الإنجاز (الوحيد) لنتنياهو كان بشأن المخطوفين ـ ترامب لم يضغط عليه، وسانده في مواصلة السير في الطريق التي يراها مناسبة لاستعادتهم». وبما أن نتنياهو يعلن في كل مناسبة أن تحرير المحتجزين يتم فقط عبر الضغط العسكري، فإن ترامب يدعمه في ذلك، بل دعا الإسرائيليين لتثمين ما يفعله رئيس وزرائهم بهذا الشأن. إيران يبدو أن أحد أهم دوافع دعوة نتنياهو إلى واشنطن هو لإبلاغه رسميا وعلنا عن بدء المفاوضات الأمريكية – الإيرانية حول اتفاقية جديدة تمنع طهران من تطوير سلاح نووي. وقبل اللقاء ساد الاعتقاد في إسرائيل بأن لقاء ترامب – نتنياهو سيرفع سقف التهديد العسكري ضد إيران، واعتبر الكثيرون ما جرى في اللقاء صفعة لنتنياهو، وأنّه لو كان الرئيس غير ترامب لأقام نتنياهو الدنيا ولم يقعدها، كما فعل في الماضي. لكن يبدو أن نتنياهو تعلّم من درس زيلينسكي، ألا يقع في المصيدة وألا يعارض ترامب علنا. وللتخفيف من وطأة الضربة التي تلقّاها، اهتم نتنياهو بأن يسرّب لوسائل الإعلام أن «هناك تنسيقا، لكن لا يوجد اتفاق» بين إسرائيل والإدارة الأمريكية بشأن الملف النووي الإيراني». نتنياهو يعارض المفاوضات، ويرى أنها تعطّل الاستعدادات العسكرية لضرب إيران، أو لتوجيه إنذار أخير لها. وهو يخشى أن تتوصّل الولايات المتحدة إلى معاهدة جديدة لا تلبّي الشروط الإسرائيلية، لذا سارع هو ومحيطه الأمني والسياسي إلى طرح هذه الشروط: |