"بئر ماعين" محاولات مستمرة من المستوطنين للاستيلاء عليه

الخليل-معا- يقع بئر ماعين في السفوح الشرقية من تل ماعين الأثري، ويقع ما بين قرية ماعين وتجمع شعب البطم وتبعد عنه مستوطنة "افيجال" المقامه على اراضي المواطنين في مسافر يطا ما يقارب 200 متر ويبعد عن الشارع الالتفافي عشرات الامتار من الجهة الغربية.
بئر ماعين يعد احد المعالم الاثرية المنتشرة في شرق يطا والمسافر، وهو بئر روماني عمقه 8 أمتر وذاو شكل دائري مرصوفة جوانبه بالحجارة العتيقة وتخرج المياه من باطن البئر.

استخدمه الأهالي منذ عشرات السنوات للشرب وري اغنامهم وتحيط بالبئر عشرة كهوف سكنتها عائلة الجبارين حتى بداية التسعينات من القرن الماضي، وانتقلوا للعيش في شعب البطم وماعين وغيرها من مناطق شرق يطا والمسافر وبقي الاهالي يستخدمون مياه البئر للشرب وري الأغنام على مدار السنوات الماضية.

كبقية المناطق الاثرية، اقتحم المستوطنون البئر عشرات المرات وادوا طقوس تلمودية وكانت هناك دعوات متكرره لإقتحام البئر من قبل المؤسسات الاستيطانية والمستوطنين لتحويله لكنيس يهودي، وبالتزامن مع الاقتحامات المتكررة لتل ماعين الاثري، واخذ مقاسات وعمل ترسيم بالمنطقة الاثرية الممتدة من تل ماعين حتى البئر من قبل سلطة اثار الاحتلال، وذلك لتهويد المواقع الاثرية بالمنطقة خصوصا بعد اقتحام "بن غفير" لتل ماعين والذي تلاه ايضا اقتحام لمجلس المستوطنات، وهذا ما يوحي بخطر كبير يداهم المواقع الاثرية من قبل المستوطنين.

في اواخر شهر سبتمبر من العام 2024 بدأ المستوطنون بأعمال ترميم ببئر ماعين الاثري بهدف السيطرة عليه حيث جرفوا محيط البئر وجرفوا مداخل الكهوف والسناسل الحجرية ووضعوا سلم بداخله للنزول اليه، وبعد اشهر قاموا ببناء هيكل من الحديد بجانب البئر ونصبوا عرائش مؤقتة و كثف المستوطنون من تواجدهم على البئر في ظل منع المواطنين ورعاة الاغنام من الوصول اليه.

مؤخرا قام المستوطنون بتوسيع مخططاتهم الاستيطانية والتوسع باتجاه قمة تل ماعين حيث اصبحوا يعتدون على المواطنين ورعاة الاغنام ويطاردونهم من السفوح الشرقية للتل وصولا للمنازل، بالتزامن مع ادخال المستوطنين قطعان مواشيهم بالمحاصيل الزراعية وبالاشجار الفلسطينية، بهدف تدميرها وهذا ما زاد من معاناة المواطنين وضيق الخناق عليهم.

اعلى قمة تل ماعين الاثري يعتبر ذا موقع استراتيجي يطل على اغلب مناطق جنوب محافظة الخليل ويحتوي تل ماعين على معالم اثرية رومانية وكنعانية منها بقايا القصر الروماني ومعصرة زيتون رومانية عدا عن الكهوف والقبور القديمة والسناسل الحجرية الكبيرة.

تعرضت منازل المواطنين في منطقة تل ماعين والمناطق المحيطة به للهدم، حيث هدمت سلطات الاحتلال عدة منازل بالمنطقة، الى جانب اخطار غالبية منازل المواطنين بحجة البناء بدون ترخيص، وفي المقابل نجد زحف المستوطنين باتجاه التل مدعوم من قبل سلطات الاحتلال وذلك لتوسيع المخططات الاستيطانية لمستوطنة "افيجال" المقامة على اراضي المواطنين بمسافر يطا.

إعداد: الناشط في مسافر يطا

أسامة مخامرة