المجلس المركزي واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني
نشر بتاريخ: 17/04/2025 ( آخر تحديث: 17/04/2025 الساعة: 11:44 )
لا يوجد استقلالية مطلقة للقرار الفلسطيني ، هذا امر مفهوم ، وحتى عندما يأخذ القادة الفلسطينيون قراراتهم بحرية تامة ودون اي تدخل من اي جهة خارجية فانهم يأخذون في الاعتبار وضع الاقليم ومنحيات الصراع وتعقيدات معادلة الحلفاء والخصوم وتصبح قراراتهم وان كانت مستقلة الشكل إلا انها متأثرة بالعوامل هذه وبالتالي ليست مستقلة تماما ، وهذا امر طبيعي لمختلف الدول ، فما بالك بالفلسطينيين الذين يعانون من دكتاتورية الجغرافيا وتداخل المصالح الاقليمية والعربية والدولية في قضية وصراع تمتد آثاره إلى مختلف الجهات !!!!
ولكن دائما وابدا هناك حدود لتاثير تلك العوامل على القرارات الفلسطينية ، تضيق وتتسع تلك الحدود تبعا للمتغيرات ، ومرتبطة بشكل او باخر بموازين القوى والحالة العامة ، لكن وفي مختلف الظروف ومهما ضاقت الهوامش ومهما اشتدّت المصاعب فانها لن تصل إلى حد ان تتشكل القيادة السياسية الفلسطينية بفعل الضغوط الخارجية وبطريقة تخدم الأطراف الخارجية على حساب المصالح الفلسطينية الاستراتيجية ، هذا يتجاوز تلك الخطوط الحمراء ، ويتجاوز منطق اخذ الابعاد الاقليمية في الاعتبار ليصل إلى مستويات خطيرة من الخضوع لاملاءات خارجية .
المجلس المركزي الفلسطيني وحتى بكل العوار الذي يعاني منه فانه يقف امام مفترق خطير ، بل ومنزلق خطير ، الخضوع لاملاءات خارجية في اعادة تشكيل النظام السياسي الفلسطيني يعني ببساطة ينزلق إلى حد التسليم باستلاب الارادة الوطنية اولا ، ويعني اننا لا نخضع لمتطلبات الواقع بل نرهن المستقبل الفلسطيني برمته لمتطلبات ليست فلسطينية وإرادات ليست فلسطينية ومصالح ليست فلسطينية وهذا اقل ما يقال فيه انه الكفر الذي ليس بعده ذنب .
لا تبرير ولا تأويل ، لا حكمة ولا رجاحة عقل ، لا عقلانية ولا موضوعية ، لا بعد نظر ولا طول نفس ، لا شيئ ولا كل شيئ يبرر القبول بإملاءات لاعادة تشكيل النظام السياسي الفلسطيني حسب رغبات او إملاءات الاخر الخارجي ، فقط الشعب الفلسطيني هو من يختار قيادته ، اختارها سابقا عبر شرعية صندوق الرصاص ، ويختارها الان عبر شرعية صندوق الانتخاب ولن يختارها عبر صندوق العجب هذا والمعد له في الغرف المظلمة
هناك طريق واحد لتجديد او تغيير او تكريس النظام السياسي الفلسطيني ، الطريق واضحة وصريحة ولا يختلف حولها اثنين : الانتخابات الرئاسية والتشريعية وبدون اي تلعثم او مواربة .
كل الطرق الاخرى هي مدخل للوصاية الخارجية ، كل الطرق الاخرى مدخل للتشرذم ، كل الطرق الاخرى مدخل لتعريض السلم الاهلي للخطر ، كل الطرق الاخرى تقودنا إلى الهاوية وتعبدنا إلى ما هو اسوأ من قبل انشاء منظمة التحرير الفلسطينية ،
المجلس المركزي امام امتحان تاريخي ووطني ، والتاريخ لن يرحم ، وشعبنا لن يغفر ، ولن تمر الوصاية حتى ولو كانت عبر قرارات المجلس المركزي .
هل ما زال لدينا امل في المجلس المركزي ؟!!! يجب ان يكون لدينا امل ، وامل كبير ، نثق بوطنية الاغلبية الساحقة من اعضاءه ، ونثق بوعي الاغلبية الساحقة من اعضاءه ، ونثق بصلابة الاغلبية الساحقة من اعضاءه ، ونثق بان المؤامرة وان كانت قوية فليس لها عيون تستطيع ان تنظر في الوجوه وتقول الحقيقة .
المجلس المركزي اما ان يمثل منظمة التحرير الفلسطينية رمز القرار الوطني الفلسطيني المستقل او يمثل صعودا إلى الهاوية ….. ويبقى سؤال الشاعر الملهم محمود درويش معلقا امامكم :
من سيرفع راياتهم فوق أسوارنا ، انت ام هم ام فارس يائس ؟ من يعلق أجراسهم فوق رؤسنا انت ام حارس يائس ؟؟؟
انتم فقط من يمتلك الاجابة.