|
محطات من دورينا - *بقلم :صادق الخضور
نشر بتاريخ: 24/07/2009 ( آخر تحديث: 25/07/2009 الساعة: 13:56 )
الخليل - معا - موقعة التميز في نصف النهائي بين الهلال والوادي شابها بعض النشاز ، وباحت بأكثر من سرّ ، فالوادي متخصص في النهائي ، وها هو يبدع ويمتع ويقنع ويقدم وجبة كروية دسمة تمثلت في امتلاك خط الوسط الذي يعتبر مكمن الترجيح في مواجهة فريق كالهلال المدجج بالنجوم والذي لم يستطع حتى اللحظة إيجاد توليفة ناجحة بين اللاعبين تجعلهم يقدمون المرجو، مستغرب الإبقاء على لاعبين بعينهم في التشكيلة لمجرد أنهم لاعبو تعزيز مع أن مستواهم أقل بكثير من مستوى الجالسين على دكة الاحتياط ، لكن الغرابة قد تزول حين يرتبط الأمر بالقرابة .
على أية حال ، كانت المباراة قمة في الإثارة ولم يعكّر صفوها سوى عصبية لاعب بعينه ، وهنا نتوقف عند مطالبة الاتحاد بالحزم وليس إلا ، الحزم الذي يعيد الاعتبار للحكام ، والاحترام للصحفيين- عفوا لكاميراتهم ، فاللاعب المستفز" بفتح الفاء " يؤجج الجماهير وينتقل بها من حالة الهدوء والانضباط إلى حالة من الفلتان اللفظي والمرتبط بالممارسة . في مباراة الوادي والهلال وبينما كان المشهد حضاريا وبامتياز ، ورائعا بكل المقاييس ، كان ظهر العباسي عرضة للإصابة بعبوة كولا عابرة للمدرجات ، و تكسرت كاميرا عنان التي لطالما أطلقت للإبداع العنان ، مع أن هذا وذاك كانا يقومان بالواجب ، ويغطيان أداء الفريقين ، دون تحيز وبموضوعية. ما حدث يجب أن يعالج ، وليس من المفترض أن تكون تصرفات فردية لأي لاعب سببا في انهيار منظومة التشجيع الملتزم ، والرياضة فوز وخسارة ، وتحقيق الفوز لا يتأتى بقرار ، ولا بإنفاق متواصل حتى ولو بلغ المليار ، والريال أكبر دليل ، الرهان دوما على الإرادة والانتماء والإصرار . في دوري اليد مثلا ، كان الاتحاد صارما فقالوا عنه ظالم ، فماذا ستكون ردة الفعل على ما يتسبب في الإساءة لصورتنا الكروية في كرة القدم ؟؟؟؟ سؤال نأمل ألا يظل دون إجابة . هذا المدرب والمحلل ...يستحق التقدير إنه المدرب والرياضي زايد أبو اسنينه الذي ارتقى بفريق الرماضين للأولى أ ، وقاد مؤخرا فريق الخليل ، وعبر عن تحليل واع لمستويات فرق المحافظات ، وقدم آراء تنم عن فهم رياضي واضح . الرجل المبتسم دوما صارم في عمله وهذا ما لمسته منذ زمن حين كانت لي مواكبة لعمله في المجالين الرياضي والتربوي ، وهو يستحق أن يتم إنصافه إعلاميا بعد أن بات التركيز الإعلامي أحيانا على مدربين ومحللين لا يقدمون أية رؤية واضحة ويغيب العمق في التحليل ، ويجيبون عادة بإجابة تبتعد عن السؤال . في لقاءات التحليل يجب التركيز على النوعية وليس على الكم ، والنجاح ليس في التعدد بل في التميز . أبو اسنينه ...درّب العديد من الفرق وترك بصماته ، والرجل يعبر عن أنموذج يجمع بين الكفاءة الرياضية والتأهيل الأكاديمي . الدوري المنتظر ...أين وصل ؟؟ خلال حوارات مع بعض إداريي الممتازة لم يخفوا رغبتهم في تعرف آلية الدوري القادم والملاعب على اعتبار أن تعرف البرنامج والآلية بات ضرورة لا تحتمل التأخير ، وهو مهم على صعد عدة ومنها تمكين المدربين من قراءة مواجهات الأسابيع الأولى قراءة فنية ، والإعداد لها بما يتناسب معها ، ولا أظن المدربين غافلون عن هذا . أما البعد الثاني فهو مرتبط بالتجهيزات الإدارية من قبل الإدارات ، فالدوري لم يتبق له إلا شهر ، وليس من المعروف نظامه ، وهذا مستغرب ، والبعض يتذرع بوضع الملاعب وقد دحضنا هذا الزعم في مقال سابق وكشفنا عن أن الملاعب الجاهزة والفرق المشاركة قابلة لأن يكون الدوري ذهاب وإياب . في موضوعة الملاعب ، نسأل وللمرة العاشرة : ماذا جرى لملعب أريحا ؟ وماذا اعترى ملعب قلقيلية ؟ وللمرة الأولى نتساءل : ما هو وضع ملعب الحسين في الخليل ؟ فيما يرتبط باللاعبين : يقال أن هناك لاعبين لعبوا مباراة واحدة مع فرقهم في الكأس تحت ضغط التهديد والوعيد من إدارات أنديتهم ثم انقطعوا أملا في الحصول على الاستقالة ، والمطلوب أن تثار هذه القضية : إما الاستبعاد أو الاستعباد !!! فيما يتعلق بدوري الدرجات الدنيا ...هل سيتأخر إطلاقه كما العام المنصرم ؟؟ نقطة أخرى جديرة بالاهتمام وهي ضرورة أن يكون هناك سجل تراكمي للعقوبات يتم نشره أسبوعيا لضمان وضوح الرؤيا والحد من الاعتراضات والابتعاد عن الغموض ،المطلوب سجل ينشر بصورة منتظمة فلا يعقل أن تتساءل عن غياب لاعب عن مباراة فيقال لك : الإدارة والمدرب يظنون ولا يجزمون بأن لديه العدد كذا من البطاقات . المطلوب الانتصار للتنظيم والابتعاد عن العشوائية خيار يجب ألا يتم تحييده أو تناسيه . الغريب ليس هناك من يطالب بإيضاح الآلية المرتبطة بالدوري ، وكأن المطلوب فقط أن ينطلق الدوري وأن ننجز ، مع أن رئيس الاتحاد قال مرارا وتكرارا نرحب بكل تساؤل يرفد الجهد . الغريب أن يكون اهتمام الإدارات فقط بالتعاقدات ولا شيء سواه مع أن حسم موضوع الآلية هو الذي سيشكل الفارق حال انطلاقة الدوري . عذرا ....سعيد له أعتذر وكنت قد وسمته باللعب المعتمد على غيره وها أنا أتراجع وأقدم اعتذاري للاعب سعيد السباخي لاعب الوادي ، فاللاعب في المبارة الأخيرة برهن لي كما للكثيرين أنه قناص وصانع ألعاب وهداف . عذرا سعيد ، وأنت الذي أبدعت وسجلت ، وشكلت مع أبناء فريقك نسيجا إبداعيا ،وأثبت أنك موهوب وأن أهميتك تتحصل من خلال زملائك ولأنك مبدع في حد ذاتك بما تمتلكه من مهرات فردية وحسن تصرف بالكرة ، وأبرز ما جسدته في لقاء الكأس الأخير كان روعة اختيار التوقيت سواء ارتبط الأمر بالتسديد أو التمرير . عذرا سعيد على الحكم الخاطئ أحيانا ، متمنيا أن أكون بهذا قد سجلت هدفا في مرمى التراجع عن الحكم المتسرع أحيانا ، وقلما يتراجع مصدرو الأحكام ممن يتبنون أحيانا منهجية " عنزة ولو طارت " |