وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراقع يطالب بفتح ملفات الشهداء الأسرى واستعادة الجثث المأسورة

نشر بتاريخ: 25/07/2009 ( آخر تحديث: 25/07/2009 الساعة: 14:18 )
بيت لحم- معا- طالب وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع بفتح ملفات الشهداء الأسرى البالغ عددهم ما يقارب 196 شهيدا منذ عام 1967 وبملاحقة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم قتل بحق الأسرى وعن سبق إصرار، مطالبا كذلك بإعطاء ملف الشهداء المأسورين في مقابر الأرقام العسكرية الإسرائيلية أهمية خاصة لاستعادة رفاتهم ودفنها في مناطق سكناهم.

وجاءت أقوال قراقع خلال زيارته لمنزل فاطمة الجعفري شقيقة الشهيد علي الجعفري في مخيم الدهيشة وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لاستشهاده داخل سجن نفحة في الإضراب التاريخي الذي خاضه المعتقلون عام 1981 حيث سقط الشهيد علي الجعفري من مخيم الدهيشة وراسم حلاوة من مخيم جباليا في اليوم التاسع من الإضراب والذي كان شعاره "نعم للجوع ... لا للركوع".

وقال قراقع:" إن علي الجعفري وزميله راسم سقطا بسبب إجبارهما على تناول الطعام بالقوة بواسطة "بربيج" عندما دخل الحليب الى الرئتين بدل المعدة مما أدى الى الوفاة".

واعتبر أن عملية قتل مع سبق الإصرار جرت بحق الأسيرين في سجن الرملة المركزي بعد نقل عدد من المعزولين عن الطعام الى ذلك السجن، حيث رفض الأسرى تناول الطعام وعدم الاستجابة لسياسة الترهيب الهادفة الى كسر الإضراب.

وأضاف قراقع تعرض الأسرى للضرب الشديد وتم تقييد أيديهم وأرجلهم وإجبارهم على تناول الغذاء السائل بواسطة "بربيج" يدخل من الفم أو الأنف الى المعدة حيث يصب الطعام السائل في محقن ويدخل "البربيج" الى المعدة ويقوم الطبيب بسحب "البربيج" ودفعه بقوة ليضرب المعدة مما يؤدي الى إصابة المعدة بجروح.

وقال قراقع:" لقد تعمد السجانون إدخال البربيج الى القصبة الهوائية للأسيرين علي وراسم مما أدى الى اختناقهما ومقتلهما"، مشيراً أنه وذلك الجو الذي يعيشه الأسرى يصعب وصف درجة الانحطاط الإنساني الذي وصلت إليه إدارة السجون والحراس والممرضين والأطباء، كما يصعب المرء وصف حالة الصمود لهؤلاء الرجال الذين وصلت معاناتهم الى الأوج.

كما قال قراقع:"لم تكتف مصلحة السجون بقتل الشهداء الأسرى وإنما احتجزت جثة الشهيد علي الجعفري 13 عاما وتم تسليم رفاته سنة 1993 حيث دفن في بيت لحم في جنازة كبيرة ومهيبة".

وبهذا الصدد طالب قراقع بفتح ملف الشهداء المحجوزين في أربع مقابر عسكرية إسرائيلية داخل إسرائيل يطلق عليها مقابر الأرقام تضم مئات الشهداء الفلسطينيين والعرب، معتبرا أن حجز رفات الشهداء سنين طويلة هو قمة التدني الخلقي والفساد السياسي لدولة إسرائيل التي تعاقب الأموات بعد موتهم كوسيلة عقاب لعائلاتهم وأطفالهم.

وأشار قراقع إلى أن 200 شهيد من الضفة وغزة لا زالوا محتجزين في مقابر تفتقد للحد الأدنى من المقومات الإنسانية والدينية وهي مقابر يمنع دخولها، حيث تتعرض جثث الشهداء في هذه المقابر لنهش الطيور والحيوانات والانجراف وتفتقد للرعاية مما يتطلب تدخلا جديا لإغلاق هذا الملف وإنهاء معاناة عائلات الشهداء.