وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لماذا الدعوة الى حل السلطة الفلسطينية الان ؟ بقلم: نافذ الرفاعي

نشر بتاريخ: 19/03/2006 ( آخر تحديث: 19/03/2006 الساعة: 15:52 )
انا من الداعين الى حل هذه السلطة لانني لست من هواة العبث السياسي, ولا الداعين للمقامرة السياسية, ولا مغامرا ولا من دعاة الفوضوية. بل نتاج تفكير عميق وقراءة متمعنة وجدية للواقع السياسي, والتطورات الخطيرة التي تعصف بنا. ان اجتياح سجن اريحا يشكل المحطة النهائية لهذه السلطة, والتساؤل لماذا لم يكن اجتياح المقاطعات في جنين او الخليل المحطة النهائية !!

والجواب لان المرحلة تختلف, ولاننا كنا نخوض مواجهة مسلحة, كنا نرد في تل ابيب, وكانت مرحلة الشهيد ياسر عرفات . اما اليوم فنحن ملتزمون بخطاب ابو مازن ورؤيته (ان المفاوضات هي الطريق الى تحقيق الدولة الفلسطينية) الحلم الذي اكتفى به الفلسطينيون عوضا عن فلسطين التاريخية .

واليوم تقف هذه السلطة امام تساؤل كبير؟ هل ستتطورالسلطة الفلسطينية الى دولة فلسطينية ؟سؤال يعرف اصغر طفل فلسطيني اجابته .

الى اين تسير بنا المجريات السياسية ؟

يجتاح الاحتلال سجن اريحا ويستطيع ان يحقق ذلك في دقائق ويستمر طوال يوم كامل والسؤال لماذا ؟ لانه يتمتع باذلال السلطة وقهر الشعب الفلسطيني !!

لماذا يستخدم الدبابات والطائرات ضد مجموعة من حراس السجن ؟ انه عرض سخيف للجبروت والقوة ؟ لم يكن هؤلاء الحراس جاهزين عسكريا بل محميين بالحصانةو بالاتفاقات, التي خانها عهر البريطانيين التاريخي الظالم لشعبنا, وصلف ووقاحة الامريكيين, وقهر الاحتلال الغاصب واللاشرعي.

لان القراءة تاتي في اصعب اللحظات التاريخية, يجب ان تكون مسؤولة ومرتكزة الى المستقبل وهل نحن ذاهبون الى دولة ؟؟؟

المحتلون يعلنون انه لا شريك فلسطيني ,عرفات ارهابي ! وابو مازن ضعيف! هل يعترف الاسرائيليون باي فلسطيني معتدل او متطرف كشريك؟

يبدو ان الشريك لاسرائيل هو اولمرت او نتنياهو او بيرتس ,(والسلطة الفلسطينية يجب ان تبقى بلا حراك- تستقبل ولا ترسل- هكذا يريدها الاسرائيليون) سلطة مشلولة تماما.

ان مسلسل الاتهامات جاهز, فبعد هدم السجن سيقولون ان السلطة لا تعتقل احدا وهم يدمرون دورها, اننا لسنا جواسيس لنعتقل كي تاتي اسرائيل تجتاح السجن وتاخذ المعتقلين . هذا منطق حكومة احتلال تبحث عن شركاء جواسيس ونحن ثوار ومحاربين من اجل حرية شعبنا .

والسؤال هل الافق السياسي يشير الى ان المستقبل والاداء الفلسطيني سيقود الى دولة؟.... الى جزء بسيط من الحلم من السلام بالحد الادنى!!!!

هل علينا ان ندفع فاتورة انهيار النظام العالمي وغطرسة القوة؟؟!!.

الا نملك البدائل ؟ الا نستطيع العودة الى الخلف اذا لم نستطع التقدم الى الامام (خالد بن الوليد سمي سيف الله المسلول لانه انسحب ولم ينتظر الهزيمة )ماذا ننتظر ؟اننا نستطيع الانسحاب من هذه المهزلة .

والسؤال الى اين نذهب بعد ذلك , نعم نستطيع ان نذهب الى خيمتنا ونجدد بنيانها انها منظمة التحرير الفلسطينة, تدعم المجتمع المدني الفلسطيني في استكمال مشروعه التحرري, ضمن رؤيا انتفاضة 1987 ,عندما كان العالم يصطف معنا ولكن برؤيا جديدة, لانه لا يوجد تكرار في التاريخ , أي نفس المنطلقات والمجتمع المدني يطور رؤياه بالاستعانه بقواه الحية ومفكريه.

كيف لنا ان نوافق على تحول هذا الاحتلال الى خمس نجوم, واحتلال غيرمكلف, حيث ان السلطة تتحمل كافة الاعباء الاقتصادية والرواتب والنواحي الاجتماعية والبنى التحتية وتبقى سوقا لبضائعه منتهية الصلاحية ومكبا لنفاياته.

لماذ لا تسلم السلطة للامم المتحدة؟! ويفرض المجتمع الدولي تلك الاعباء على دولة الاحتلال.

اننا نخسر يوميا بحيث يحول الاحتلال حياتنا الى جحيم, ليفتش ويعري كما يشاء, كونه احتلال غير اخلاقي, ان من يدعي ان هناك سلاما ويعري ضباط الشرطة والامن الفلسطيني فيجب ان لا يكون مقبولا ذلك منا,وعدم القبول هو ابسط شيء نستطيعه.

ان مصادرة الارض والجنون الاستيطاني وضم القدس والكتل الاستيطانية, يفقد شرعيته عندما نقول ان الاحتلال لا يوجد بيننا وبينه أي سلام ,وانه لا يعترف بنا كطرف وكشريك .

لن نخسر بحل السلطة سوى فقدان الاعتراف العربي والاسلامي لاسرائيل لمسوغاته ومبرراته الرسمية>

اننا كشعب جبار خاض انتفاضتين في عقد واحد, نستطيع اليوم ان نرسم طريقا جديدا ولتذهب امريكا الى الشيطان اذا ما بقيت منحازة الى الاحتلال, ونحن نعرف اننا ورقة الاستقرار في الشرق الاوسط.

لذلك اذا لم تعتذر امريكا علننا,وتستعد بريطانيا لتعويض الشعب الفلسطيني عن جرائمها التاريخية بحقه ,.وتطلق اسرائيل سراح كل الذين اعتقلتهم من سجن اريحا. وتدفع تكاليف اعادة بناء السجن. والتعويضات للذين قتلتهم وجرحتهم،ليكون هناك امل بسيط باننا سلطة امامها فرصة لتتحول الى دولة,دولة تحقق السلام لابناء شعبها.

اذا لم يوجد امل منشود بان نهاية المرحلة ستقود الى دولة فلسطينية قابلة للحياة اقتصاديا وسياسيا, وتكرس العزة والكرامة, فلا بد ان يكون خيار حل السلطة هو البديل الموضوعي وغير المتهور بل العقلاني.

لذلك ادعو القيادة الفلسطينية الى عقد اجتماع للعقول الفلسطينية, لمناقشة الى اين نحن نسير وهل حل السلطة طريق الخلاص من المازق الحالي ؟؟ .

انا اقول نعم ,وعشرات الاصوات من كوادرحركة فتح وقفت بجانب دعوتنا,
ليس ردود افعال , بل قراءة سياسية معمقة .