وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المطالبة باحداث تغيير حقيقي في واقع الشباب ووضع خطة وطنية لرعايتهم

نشر بتاريخ: 25/07/2009 ( آخر تحديث: 25/07/2009 الساعة: 18:10 )
غزة - معا- نظمت لجنة النشاط الشبابي في الجبهة الشعبية "يوم الشباب الجبهاوي"، الذي تهدف الجبهة لتكريسه تقليداً حزبيا سنوياً، وذلك في مطعم السماك بمدينة غزة.

وأكدت عضو المكتب السياسي للجبهة د. مريم أبو دقة خلال ترحيبها بالحضور، أن الشباب هم المستقبل والقوة المحركة، والمنقذ للوطن ولقضيتنا الفلسطينية التي تتعرض لانقسام مدمر، مطالبة الشباب الجبهاويين بالتقدم وأخذ مواقعهم بالعمل والنضال والثقافة، واصفة إياهم بالجيل صاحب الفكر التقدمي العلمي التنويري.

بدوره، أكد عضو قيادة فرع الجبهة في قطاع غزة صلاح عبد العاطي أن الجبهة كانت أول الأحزاب التي تولي قطاع الشباب أهمية، لذا حرصت على استيعاب طاقات الشباب في المجالين الوطني والسياسي الكفاحي، وشكلت نموذجاً في الفعل الكفاحي الوطني، وشكلت للعمل الشبابي منظمة الشبيبة الفلسطينية في الخارج اوائل العام 1975، وفي الداخل كانت لجان العمل التطوعي وجبهة العمل الطلابي مع نهاية سبعينات القرن الماضي، ولجان العمل بين الطلاب من مختلف الأعمار، بدءاً من طلائع غسان كنفاني، مرورا بجبهة العمل في الثانويين وانتهاء بجبهة العمل الطلابي في الجامعات، ومن ثم اتحاد الشباب التقدمي.

وأضاف عبد العاطي "أن هذه الأطر استطاعت أن تؤطر الآلاف من الشباب وتزجهم في ساحات الفعل اليومي سواء على صعيد رفد الثورة بالعناصر الشابة أو من خلال الانخراط في لجان المقاومة، والعمل وسط تجمعات ومخيمات شعبنا.

إلا أن مكانة ودور الشباب في الجبهة بحسب عبد العاطي تراجعت الى مكانة لا تمثل حجم ووجود الشباب في الجبهة، مشيراً إلى الواقع الحزبي الراهن يشير الى أن السن المتقدم يغلب على قيادة الجبهة في غزة، معتبراً أن ذلك يهدد مستقبل الحزب، ما يتطلب العمل على ايجاد سياسة مبرمجة ومخططة للعمل وسط الشباب، ووضع نظم تتيح التجديد في الهيئات الحزبية، و اطلاق العنان لابداعات الشباب وتوظيف طاقاتهم بما يخدم الحزب والوطن.

من جانبه، استعرض عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية عماد أبو رحمة دور اللجنة التنظيمية في دعم الشباب في قطاع غزة، وعلاقتها بلجنة النشاط الشبابي.

وقال أبو رحمة "أن قيادة فرع غزة تنطلق في عملها من رؤية محددة حددها المؤتمر السادس للجبهة، الذي اعتبر أن الحلقة التنظيمية هي الحلقة المركزية، وأن الشباب هم الخط الرئيس في هذه الحلقة".

وأشار أبو رحمة مستنداً إلى عدد من الاحصائيات الرقمية على أن الجبهة تتوسع في صفوف الشباب بنسبة فاقت 100%، واصفاً المظهر الرئيس للحزب بأنه شاب.

ولفت إلى أن البعد الكمي غير كاف لتوصيف الواقع، فحجم تأثير الشباب في القرار الحزبي ووزنهم في الهيئات القيادية لازال دون المستوى المطلوب، منوهاً إلى أن اللجنة المركزية الفرعية وقفت أمام هذه المشكلة وأوجدت عدد من الآليات لتجاوز هذا الخلل.

وفي خصوص علاقة اللجنة التنظيمية مع لجنة النشاط الشبابي، قال أبو رحمة "أن تطوراً ملموساً طرأ على هذه العلاقة، وأن التعاون بين اللجنتين حقق نتائج ايجابية الا أنها غير كافية أيضاً".

وحول وصول الشباب إلى مواقع صنع القرار في الحزب، قال أبو رحمة "إن النظام الداخلي يضع معايير وشروط ومواصفات للوصول للهيئات القيادية في الحزب، وهو ما يمكن أن يكون مقيد لوصول الشباب إلى هذه المواقع، إلا أن قيادة الفرع حرصت على زج الشباب في الهيئات القيادية وأعطتهم أولوية في الترشح، الا أننا واجهنا مشكلة في نسبة الشباب القادرين على الوصول إلى هذه الهيئات وهو ما يتطلب تضافر الجهود لتطوير الذاتي والموضوعي كي نحقق نتائج أفضل".

من جهته، استعرض نائب مسؤول لجنة النشاط الشبابي الرفيق نعمان أبو جياب المهام التي تتولاها اللجنة على الصعيدين الطلابي والشبابي، وقسم عملها إلى ثلاثة مستويات، الأول اداري مهني برنامجي، والثاني حزبي ونقابي داخلي، والثالث شبابي وطني.

وقال أبو جياب "أن اللجنة واجهت صعوبات ومعيقات عامة عدة، منها: غياب الرؤية الناظمة للعمل الطلابي والشبابي داخل الحزب ومنظماته، وغياب التكامل والتناغم في الأداء وفقاً لهذه الرؤية، ونقص عدد الكادر المؤهل وضعف الحماس العام لديه، ولدى الكادر المحيط، وكذلك نقص وضعف الامكانات المالية".

الا أن اللجنة استطاعت بحسب أبو جياب، اعادة هيكلة الأطر وترتيب أوضاعها وضمان انتظام أعمالها، واقرار الخطط و الموازنات ودمجها ضمن موازنة وخطة مشتركة باسم اللجنة، والحفاظ على انتظام التقارير المالية، والنسب المقرة من الايرادات، كما حافظت على دورية اجتماعاتها، ونفذت عدد كبير من الأنشطة الشبابية والطلابية الناجحة.

هذا وتخلل الجلسة الأولى، التي بدأت بالسلام الوطني، وقسم الجبهة الشعبية، مداخلات قدمها عدد من قيادات الجبهة الشعبية، والرفاق الشبان من الأطر المختلفة، طالب فيها مسؤول فرع الجبهة في القطاع وعضو المكتب السياسي فيها د. رباح مهنا الشبان بالتحلي بالاندفاع المنضبط، والوعي والثقافة الديموقراطية والعلمية، وأخذ دورهم القيادي في نشر فكر الجبهة التقدمي الديموقراطي التنويري.

كما طالب عدد من الشبان قيادة فرع غزة، بتشجيع الشبان وأطرهم النقابية والطلابية أكثر، وإعطائهم فرص أكبر للوصول إلى مواقع صنع القرار في الحزب.

هذا، وقال المحامي أحمد أبو صفية في كلمة له حول دور لجنة العمل النقابي في دعم الشباب "أن الشباب الفلسطيني شكّل محور أساسي من تفكير وعمل وجهد لجنة العمل النقابي، منذ بدايات تأسيسها كإطار محيط بالجبهة الشعبية لما تمثله فئة الشباب من عمود فقري وطاقة فعالة في الأطر النقابية والمهنية خاصة، معتبراً أن الأوضاع الداخلية التي تمر بها الساحة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة والتي وضعت العراقيل أمام أي فعل نقابي لم تمنع لجنة العمل النقابي من إيجاد متسع ولو بسيط للقيام ببعض الأنشطة والفعاليات المرتبطة بشكل أو بآخر بالشباب، حيث تم تنظيم العديد من الدورات التدريبية والأنشطة التوعوية الخاصة بالخريجين الجدد، والدورات النقابية والندوات العمالية المتعلقة بالبطالة وبأوضاع العمال، والتواصل مع الأطر الطلابية في الجامعات وفق التخصصات المهنية للطلاب المقبلين على التخرج.

وقدّم مجموعة من الاقتراحات والتوصيات من شأنها المساهمة في إحداث تغيير حقيقي في واقع الشباب أهمها إعداد قاعدة بيانات عن الشباب، وخطة وطنية شاملة لرعاية الشباب، عبر ورشة وطنية تخصص لهذا الغرض، وإعادة صياغة العلاقة بين الأطر الطلابية والأحزاب السياسية وخاصة الديمقراطية والتقدمية منها،والعمل على ضمان تمثيل أوسع للشباب في الهيئات القيادية للأطر النقابية والمهنية وبالهيئات القيادية للأحزاب السياسية، والعمل على إقرار قانون عصري لرعاية الشباب، وإصدار قانون تربية وتعليم فلسطيني يضمن ديمقراطية التعليم، وإقرار قانون عصري للانتخابات التشريعية والبلدية على أساس مبدأ التمثيل النسبي، لإتاحة الفرصة للشباب، والاهتمام بنشر الثقافة السياسية بين الشباب، والنضال من أجل مساعدتهم في توفير فرص عمل مناسبة.

ورحب في ختام كلمته، بقرار اعتبار هذا المؤتمر تقليد سنوي، والذي يساهم في إيجاد الحلول لإشكاليات الشباب وهمومهم كجزء من الهم السياسي والوطني العام.

من جانبه، وضح مروان أبو زعنونة دور لجنة المؤسسات بالجبهة في دعمها للشباب من خلال أربعة محاور رئيسية أولها دورها تجاه الشباب الجبهاوي، مؤكدة أن اللجنة اتبعت سياسة إشراك الحزب في توفير كادرات مؤهلة للمنافسة على الوظائف الشاغرة من خلال إشعاره بشاغر الوظائف وإتاحة المجال لهم للتنافس مع الآخرين والمستفيدين كان غالبيتهم من الشباب المؤهل أساساً والقادر على المنافسة مع الآخرين، مضيفة أن اللجنة جيرت برامج عملها لتخدم فئات الشباب واستفاد الشباب الجبهاوي منها بصورة مباشرة مثل ورش العمل والدورات التدريبية وبرامج الرائدات الصحيات وفرق الدبكة والفلوكلور واللجان الزراعية والمشاريع الشبابية، مشيراً إلى أن دور الشباب الجبهاوي تجاه المؤسسات ينطلق من أن هذه المؤسسات ملك مطلق للحزب وبالتالي له حق كامل بها سواء في رسم السياسة أو الاستفادة منها إلى أقصى حد أو التدخل في طريقة عملها.

أما في المحور الثاني حول دور الشباب في المؤسسات المجتمعية لفت إلى أنه كان للشباب دور وحضور في العديد من المؤسسات المجتمعية، وشكلوا نماذج ناجحة ربما فاقت نجاحات الشباب في المؤسسات الخاصة.

وعن دور الشباب في إنشاء مؤسسات المجتمع المدني كما تضمنه المحور الثالث أكد أنه بعد أوسلو لم يشكل الشباب ظاهرة للوقوف أمامها وتقييمها حيث أن حجم المؤسسات المنشأة بعد أوسلو لم تتجاوز أصابع اليد ولم يكن للشباب دوراً في إنشائها، بل اقتصر دورهم في الانخراط بها وانحصر اهتماماتهم في الأذرع الشبابية الحزبية.

وفي المحور الرابع والأخير، اعتبر أن كافة التقارير الخاصة بالمؤسسات لم تتحدث عن خطة مؤسساتية واضحة لقطاع الشباب، واقتصرت على برامج ممولة دعت الحاجة لكسب التمويل لإخراجها للوجود وليس ضمن خطة واضحة المعالم، كما لم تتضمن خطط المؤسسات جميعها كيفية إدراج الشباب في مراكز صنع القرار بالتدريج ونقل الخبرة وإكسابهم المهارات الإدارية المطلوبة رغم أن بعض المؤسسات قامت بهذا التوجه بشكل منفصل وليس ضمن خطة شاملة وواضحة المعالم.

واقترح زعنونة في ختام كلمته مجموعة من التوجهات المستقبلية منها ضرورة تحديد نسبة للشباب في مجالس الإدارة، والحاقهم في الجمعيات العمومية وتحديد نسبة عالية لهم، والتخطيط لوصول الشباب لمراكز القرار كمدير إداري وتنفيذي ومالي ضمن خطة واضحة تعتمد على سياسة التدريب وصقل الخبرات وتحمل المسئولية، واعتماد خطة مؤسساتية واضحة للنهوض بأوضاع الشباب في مؤسساتنا ومؤسسات المجتمع المدني، ويجب أن تكون مرتبطة بمدة زمنية محددة كخطة ثلاثية أو خماسية.

تجدر الإشارة، الى أن هذا اليوم شهد تفاعلاً ونقاشاً معمقاً ومداخلات بين الشباب وقيادة الجبهة في العديد من القضايا التي تخص قضايا الشباب، ومن المنتظر أن يخرج عنه توصيات تعزز من اتجاهات قيادة الجبهة في دعم قطاع الشباب، باعتبارهم الدعامة الأساسية للحزب.