وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مديرية اعلام نابلس تنظم جولة للصحفيين على قرى جنوب نابلس

نشر بتاريخ: 26/07/2009 ( آخر تحديث: 26/07/2009 الساعة: 22:47 )
نابلس - معا - نظمت محافظة نابلس، مكتب وزارة الاعلام بنابلس وجمعية الاغاثة الزراعية جولة لعدد من الصحفيين والاعلاميين العاملين لدى وسائل الاعلام المحلية والعالمية، شملت عددا من قرى جنوب محافظة نابلس لاطلاعهم على حجم التوسع الاستيطاني واعتداءات المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وشارك في الجولة د. المتوكل طه وكيل وزارة الاعلام وعنان الاتيرة نائب محافظ نابلس وماجد كتانة مدير مكتب وزارة الاعلام بنابلس وغسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية وخالد منصور من الاغاثة الزراعية.

واستهلت الجولة بزيارة قرية قريوت حيث عقد لقاء في مقر المجلس القروي بحضور رئيس واعضاء المجلس القروي وعدد من وجهاء القرية، وتحدث عبد الناصر البدوي رئيس المجلس عن حجم التوسع الاستيطاني في القرية والذي التهم قرابة 68% من اراضي القرية واصبح يحيط بالقرية من جميع الجهات من خلال 3 مستوطنات واربع بؤر استيطانية، ورغم صدور عدة قرارات بازالة بعض البؤر الاستيطانية الا ان هذه القرارات لم تجد طريقها للتنفيذ منذ اكثر من 3 سنوات، ونوه الى ان مدخلي البلدة الرئيسيين احدهما مدمر منذ سنوات والاخر مغلق بقرار اسرائيلي، ويستخدم سكان القرية طريقا فرعيا يستغرق قطعه 40 دقيقة في حين ان الطريق الرئيسي لا يحتاج لاكثر من خمس دقائق.

واشار بدوي الى شكل جديد من اشكال الاستيطان تعاني منه قريوت ويتمثل في الاستيطان الزراعي في اراصي القرية بدعم من جمعيات زراعية يهودية في اسرائيل والولايات المتحدة، وطالب السلطة الوطنية بتقديم الدعم لبلدته للتصدي لسياسات الاستيطان وتعزيز صمود الاهالي في ارضهم.

واشار زكريا السدة من منظمة حاخامات من اجل حقوق الانسان الى ان المستوطنين في نابلس قاموا قبل ايام بتوزيع بيان باللغة العبرية يحث المستوطنين على التصدي لاي محاولة لاخلاء اية بؤر استيطانية بالقوة، موضحا ان احدى المستوطنات المحيطة بقريوت وهي "ايش كوديش" فيها معصرة تستخدم لعصر الزيتون الذي يتم سرقته من اراضي المواطنين الفلسطينيين تمهيدا لتسويقه في الاسواق الاسرائيلية والاوروبية.

بدورها تحدثت عنان الاتيرة عن الجهود التي تبذلها محافظة نابلس في سبيل التصدي للاستيطان، حيث تم تنظيم العديد من الجولات لقرى المحافظة للاطلاع على معاناة المواطنين جراء الاستيطان.

واشارت ان الاحصائيات في نابلس تبين ان الاف الدونمات المزروعة بالزيتون تعرضت للاحراق او الاقتلاع بالاضافة الى اعتداءات على المواشي وممتلكات المواطنين، منوهة الى ان المستوطنون يحتمون بقوات الاحتلال التي توفر لهم الحماية وتعتدي على المواطنين الفلسطينيين.

واكدت ان محافظة نابلس رفعت صوتها الى كل الوزارات وخاصة الزراعة من اجل تنفيذ مشاريع شق طرق زراعية لتسهيل وصول المزارعين الى اراضيهم.

وقال د. المتوكل طه ان هدف الهجمة الاستيطانية هو الحيلولة دون توفر الظروف المناسبة لقيام دولة فلسطينية، وان هذه الجولة وما سبقها من جولات مشابهة تهدف الى نقل صورة المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون الى العالم، وكذلك من اجل حث المؤسسات الفلسطينية والعربية على تقديم الدعم للقرى المهددة بالاستيطان من اجل تعزيز صمود اهلها.

وحذر طه مما وصفه بحرب الاستنزاف التي يشنها المستوطنون منذ اكثر من عامين ضد الارض والممتلكات، مشيرا الى ان هذه الحرب بدأت تتصاعد وتأخذ اشكالا اكثر عنفا واذا استمر الحال على ما هو عليه فسنصل الى مرحلة يقوم فيها المستوطنون بمنع حركة المواطنين، داعيا الى تبني خطة استراتيجية لمواجهة حرب الاستنزاف هذه، كما طالب المجتمع الدولي بالتحرك الجاد لوقف الاستيطان.

واكد خالد منصور على اهمية هذه الخطوة لفضح الممارسات الاستيطانية الاسرائيلية، مشيرا الى الجهود التي تقوم بها الاغاثة الزراعية لتعزيز صمود السكان من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الزراعية كشق الطرق وحفر الابار.

وقال منصور ان مواجهة الاستيطان يحتاج الى موقف سياسي مشيدا بموقف السلطة الوطنية القاضي بوقف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي الى حين الوقف الكامل للاستيطان.

وشملت الجولة كذلك قرى مادما وعصيرة القبلية وبورين المجاورة لمستوطنة "يستهار" واختتمت بلقاء مع مجلس قروي بورين تم خلاله اطلاع الصحفيين على الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها سكان هذه القرى من قبل المستوطنين.

وتحدث غسان دغلس عن الاعتداءات التي تتعرض لها هذه القرى يوميا مشيرا الى انه تم تسجيل 21 اعتداء على قرى جنوب نابلس خلال شهر حزيران فيما تم تسجيل 19 اعتداء منذ بداية الشهر الجاري، وتنوعت هذه الاعتداءات ما بين احراق اراض ومصادرة اراض وتحطيم سيارات.

واكد علي عيد رئيس مجلس قروي بورين ان القرية تقع تحت دائرة الاستهداف اليومي من قبل المستوطنين ضد المواطنين واراضيهم والمنازل قيد الانشاء لمنع اكمال بنائها، داعيا السلطة الوطنية الى اخذ العبر من المفاوضات الطويلة التي استغلتها اسرائيل لفرض سياستها على الارض.

وطالب عيد بضرورة ان تقدم السلطة الوطنية الدعم للهيئات المحلية من اجل مساعدتها في التصدي للاستيطان عبر تنفيذ مشاريع للبنية التحتية والزراعية في القرى، مثمنا قرار وقف المفاوضات الى حين وقف الاستيطان.