|
وزارة الثقافة تنعى فقيد السينما والثقافة الفلسطينية مصطفى ابو علي
نشر بتاريخ: 31/07/2009 ( آخر تحديث: 31/07/2009 الساعة: 18:45 )
بيت لحم -معا- نعت وزارة الثقافة الفلسطينية اليوم الجمعة، المخرج السينمائي مصطفى ابو علي والذي وافته المنية يوم امس.
وقالت الوزارة في بيان وصل معا نسخة منه :"فقدت الثقافة والسينما الفلسطينية علما من أعلامها المبدعين، المخرج السينمائي مصطفى أبو علي، الذي ترجل بعد مشوار طويل من العطاء والابداع والسعي الدائب لانتاج خطاب ثقافي مقاوم. (مصطفى أبو علي، سلافة جاد الله، هاني جوهرية، خليل سعادة، خديجة حباشنة ...)كوكبة من المثقفين الفدائيين والفدائيات ممن امتلكوا حساسية مرهفة، سعوا لبناء أدوات تعبير ثقافية مكملة وداعمة للبندقية. فبدءوا بمشروع تصوير مليون بطاقة فدائي وفدائية، وبتقديم صورة واقعية عن التحول الثوري الفلسطيني وتفاعلاته العربية والعالمية، وسجل هؤلاء الرواد بعدسة الكاميرا ملامح الهوية الوطنية الفلسطينية المتبلورة آنذاك". واضافت في بيانها:" استطاع فقيدنا ومجموعته السينمائية الرقي بالسينما الوثائقية والتسجيلية الفلسطينية، عبر تقديم أفلام مميزة برؤية عميقة للصراع العربي والفلسطيني – الاسرائيلي، ومن خلال إيصال فكرة المقاومة ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال الاسرائيلي من منطلق إنساني حقوقي بعيدا عن العواطف والخطاب التهييجي. وفي هذا السياق أخرج مصطفى مجموعة من الافلام الهامة، كفيلم " حرب الايام الاربعة" وفيلم "طريق النصر" وفيلم "ليس لهم وجود"، وحاز فيلمه "مشاهدات من الاحتلال في غزة" على الجائزة الذهبية في مهرجان (كان) السينمائي / فرنسا عام 1973". واكدت الوزارة ان مصطفى ابو علي ومجموعه السينما الفلسطينية، شكلت قاعدة لاستقبال مساهمة السينمائيين العالميين الذين أنتجوا مجموعة من الافلام الوثائقية والتسجيلية ، كان أهمها فيلم "هنا وهناك " للمخرج الفرنسي العالمي غودار الذي ما زال من أهم الافلام التي تناولت النضال الفلسطيني. وقد تمخض التعاون بين السينمائيين الفلسطينيين والعرب والعالميين عن دخول القضية الفلسطينية بوابة العالم بعيون الكاميرا وكان ذلك إنجازا باهرا وقالت :"لم يتوقف المخرج أبو علي عند سقف الانجازات الاولى ووهجها، فتابع حلمه الثقافي الذي بقي لصيقا بالنضال. تلك هي مأثرة السينمائيين الأوائل، الذين ظل فكرهم وبقيت كاميراتهم مرافقة لبنادق المقاتلين في خنادقهم. وكان من الطبيعي ان يكونوا هدفا للمعتدين، في معظم المرات كانت عدسات "كامراتهم" أقوى، ولكن وفي لحظة عابرة أصابت عدسة بندقية القناص الغادر عدسة كاميرا هاني جوهرية الذي سقط شهيدا للسينما والثقافة والثورة، وأصابت قذيفة المصورين مطيع وعمر اثناء التقاطهما صورا في إحدى المعارك فسقطا شهيدين واختلط حطام آلات التصوير بأشلاء جسديهما الطاهرين. وكانت سلافة قد أصيبت برصاصة في وقت مبكر، لكن السينمائيين ومصطفى في طليعتهم واصلوا حلمهم وتحملوا كل الصعاب والعقبات. عنصر القوة في هذه التجربة السينمائية كان الاعتماد على فريق متعاون ومتكامل ، ولم يكن الابداع الفردي - والسينما هي إبداع فردي- يتعارض مع العمل الجماعي. ومن أجل تواصل عمل الفريق أسس مصطفى" جماعة السينما الفلسطينية" في بيروت ، وأعاد العمل بها بشكل مطور في فلسطين. كم كان مخرجنا الفقيد متفانيا لا يحب الاستعراض والظهور. فعندما سئل لماذا توقفت عن انتاج أفلام سينمائية : أجاب: أحيانا أجد نفسي في إنتاج الاخرين وطالما يوجد إنتاج سينمائي فلسطيني جاد فأنا أشعر بأنني منتج، كما أنني لا أستطيع الانتاج بدون توفر التمويل". والتمويل الذي يقبل به مصطفى أبو علي هو: التمويل النظيف والموازنة التي تعتمدها المؤسسة. ولهذا السبب رفض أشكال عديدة من التمويل بمعزل عن المؤسسة. وبقي نموذجا في إبداعه المقترن بقيم النزاهة والشفافية والاخلاق. واكد على انه لم تثن مصطفى الازمة المالية الحادة عن متابعة حلمه الثقافي. فقد جدد نشاطه وكأنه عاد الى مرحلة الشباب. قدم مشروع أرشيف السينما الفلسطينية، ومشروع مقر وقاعة لعرض للافلام. وكتابة سيناريو لكتاب " التطهير العرقي " تأليف إيلان بابيه. وكان الفقيد قد أبدع في تحويل رائعة إميل حبيبي (المتشائل) الى سيناريو، قدم "نصا خلاقا" كما قال عنه الاديب الراحل حبيبي. اربعة عقود من العطاء والتفاني في الجبهة الثقافية، زرع في الحقول الوعرة، أضاف خلالها الشيء الكثير للسينما والنضال والثقافة ولمنظومة الافكار والقيم الحية، التي تحرضنا وتحرض الاجيال الجديدة على مواصلة حلمه التحرري الديمقراطي الانساني وصولا لولادة فجر جديد في وطن سعيد . وزارة الثقافة تعاهد الفقيد والمثقفين والسينمائيين الفلسطينيين على مواصلة تحقيق حلم رائد السينما الفلسطينية الشهيد مصطفى أبو علي الذي ستبقى أفكاره وقيمه تضيء مسيرتنا الكفاحية. |