|
تحالف السلام الفلسطيني ينظم ندوة بمشاركة العشرات من أهالي الأسرى
نشر بتاريخ: 02/08/2009 ( آخر تحديث: 03/08/2009 الساعة: 00:42 )
غزة -معا- نظم تحالف السلام الفلسطيني ندوة سياسية تحت عنوان "أما قلبي فحر"، في مدينة غزة، ناقشت ملف الأسرى، وسط حضور عدد كبير من الأسرى المحررين والمهتمين والباحثين، وممثلين عن المؤسسات والفعاليات الرسمية والشعبية، وأكدوا على ضرورة تفعيل قضية الأسرى على كافة المستويات وفضح الممارسات الإسرائيلية بحقهم.
وشارك في الندوة الأسير المحرر جبر وشاح نائب رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وأحمد سلامة رئيس لجنة الأسرى في الفصائل و القوى الإسلامية، ونشأت الوحيدي منسق عام الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية والأسير المحرر الباحث في شئون الأسرى عبد الناصر فروانه . وفي كلمته طالب وشاح بتحرك شعبي والنزول إلى الشارع لتفعيل قضية الأسرى، مشددا على انه وبدون تحرك شعبي لا يمكن للأسرى أن يتحرروا، مستعرضا عدد من الفعاليات الشعبية في السابق والتي أدت إلى إطلاق سراح اسرى. واستنكر وشاح بشدة استمرار الانقسام مؤكدا انه تسبب في ضرر بالغ في قضية الأسرى، محذرا من أن الأسرى سيبقون في السجون الإسرائيلية لعشرات السنين إذا استمر الانقسام. ودعا المواطنين إلى الضغط على قيادات فتح وحماس لإنهاء الانقسام واعتماد وثيقة الأسرى للوفاق الوطني. وأكد على ضرورة العمل الجاد والمنهجي لإعطاء هذه القضية بعدها السياسي والتحرري والإنساني والذي يجب أن يتصدر برنامج عمل القوى السياسية وهيئات العمل الأهلي، خاصة عبر طرح قوانين الاعتقال التعسفية، وطبيعة المعاملة التي يتلقاها الأسرى من حيث تناقضها مع كل الاتفاقيات الدولية التي نظمت علاقة المحتل بالشعب الذي يسعى لمقاومته أمام المؤتمرات الدولية المختصة، وطرحها في كل الهيئات الحقوقية الدولية، وجعل معركة حرية الأسرى قضية يومية يتابعها العالم بشكل دائم. وقال أن الاكتفاء بمهرجان خطابي، واعتصام لساعة في هذه المدينة أو تلك، أو برنامج تبثه الفضائيات بهذه الذكرى - رغم ضرورته - لم يعد ملائماً لقضية بهذا الحجم والدلالة، وإن برنامجاً للعمل اليومي الخاص بهذه القضية أصبح ضرورة وطنية يجب أن تضعها كل القوى في مقدمة مهماتها. بدوره أكد أحمد سلامة بأن الأسرى تأثروا سلبيا جراء الانقسام التي تعصف بالشارع الفلسطيني، التي استثمرتها قوات الاحتلال للامعان في الاعتداءات على الأسرى. وقال إن الأسرى يتعرضون إلى الضرب بالشفرات والتهديدات إذا ما حاولوا رفع شكوى للإدارة وللتأثير النفسي بمنع زيارات الأهالي لهم وعقابهم الجماعي ويعانون من الاكتظاظ في الغرف وعدم الاهتمام بهم في التعليم، كما ويتم احتجازهم مع أسرى جنائيين. وأكد أن هناك المئات من الأسرى يعانون من أمراض مختلفة، ويحتاجون لرعاية صحية مكثفة، مشيرا إلى ضرورة رفض هذه السياسة والاطلاع على مجريات حياة الأسرى وحصر المرضى منهم والمطالبة بالسماح للطواقم الطبية بإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك. من جانبه قال ناصر فروانة إن معاناة عدد من الأسرى تفوق معاناة شعوب بأكملها وخصوصا الذين قضوا سنوات طويلة في الاعتقال، مؤكدا أن الانتهاكات في السجون طويلة وليس لهها حدود وتمارس وفق سياسية غير معلنة ولكنها ممنهجة. ولفت فروانة في كلمة له أن الحركة الأسيرة استطاعت في الماضي أن تنزع العديد من الانجازات وغيرت الكثير من الحياة الإعتقالية داخل السجون. ونوه إلى وجود 12 أسير قضوا أكثر من ربع قرن وهناك ثلاثة اسرى امضوا أكثر من ثلاثين عاما، معبرا عن دهشته واستغرابه لعدم تحرير هؤلاء. وحذر من زيادة أعداد الأسرى داخل السجون خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن والانقسام فاقم من معاناة الأسرى. وأشار إلى حدوث بعض الإشكالات في السجون بسبب الانقسام، مضيفا أن الحركة الأسيرة لم تتمكن من اخذ قرار صريح وواضح في الإضراب بسبب الانقسام. ولفت فروانة إلى أن معاناة الأسرى خلال عامي الانقسام تفوق معاناتهم خلال أربعة عقود سبقت الانقسام. وشدد على أن جميع الأسرى ينتمون إلى حركة أسيرة واحدة واليوم لم تعد قضيتهم مركزية وهناك تراجع في الفعاليات التضامنية مع الأسرى. وقال فروانة إن ما يجري من فعاليات هي فعاليات وأنشطة تقليدية غير مؤثرة ونحن بحاجة إلى التوحد خلف قضية الأسرى واستحداث أساليب أكثر تأثيرا خصوصا في ظل إجماع إسرائيلي بضرورة الانتقام من الأسرى والضغط عليهم في مقابل لا مبالاة فلسطينية تجاه الأسرى. وأضاف بأن هناك ما هو أخطر من الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجون وهناك ظروف معيشية قاسية وعدم التعرض للشمس والضغط النفسي وافتقار السجون للعيادات الأطباء يشاركون في تعذيب الأسرى، وعمل تجارب على الأسرى. وأكد فروانة أن الإهمال الطبي أصبح سياسة ممنهجة ضد الأسرى، مشيرا إلى وجود نحو ألف اسرى يعانون من أمراض صعبة، من بينهم 16 أسير يعانون من أمراض خبيثة. وفي السياق ذاته قال الوحيدي إن الكل الفلسطيني مقصر بالتضامن مع الأسرى رغم وجود 850 أسير من قطاع غزة، داعيا عوائل وأقارب هؤلاء إلى المشاركة في الفعاليات التضامنية مع الأسرى. وانتقد عمل المؤسسات المتخصصة في الدفاع عن قضية الأسرى، داعيا هذه المؤسسات إلى التوحد في الدفاع عن الأسرى، مشيرا إلى الانقسام اثر على الاعتصامات الأسبوعية التي تنظم تضامنا مع الأسرى في مقر اللجنة الدولية في الصليب الأحمر. واعتبر أن عقد مثل هذه الندوات تأتي كجزء من الوفاء للتضحيات التي يبذلها الأسرى، وكتقدير لكفاحهم وتحديهم لآلة التعذيب الرهيبة، في واحدة من أعظم ملاحم الصمود الإنسانية. وطالب بضرورة بذل المزيد من الجهود من قبل السلطة الوطنية والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل العمل على إطلاق سراح الأسرى، وتسال إلى كم مبادرة حسن نية يحتاج الأحد عشر ألف أسير فلسطيني للإفراج عنهم؟؟؟ كما أكد أن قضية الأسرى اليوم يجب أن تحتل سلم الأولويات الوطنية وان يعاد العمق الشعبي لهذه القضية في ظل ظروف قمعية وسحب امتيازات واستحقاقات كانت الحركة الأسيرة قد حصلت عليها بعد معارك الأمعاء الخاوية البطولية . وشدد على ضرورة التحرك على أوسع نطاق ممكن، لتجنيد أوسع تأييد على المستوى الدولي، للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإغلاق هذا الملف. |