ماذا يفعل كبار زعماء العالم بعد ترك مناصبهم ؟

بيت لحم - معا - خلافا لما يجري في اسرائيل حيث لا يترك السياسيون كراسيهم ومن يستقيل يشرع بالنضال للعودة مجددا وخلافا لما يجري في العالم العربي حيث لا ذكر لزعيم سابق يعكف كبار زعماء العالم ممن تركوا مناصبهم ديموقراطيا على كتابة مذكراتهم والعيش الطبيعي بعيدا عن صخب الحياة العامة ووسائل الاعلام لدرجة ان كثيرين منا لا يذكرهم ولا يعرف ما حل بهم.

وفي هذا السياق نشرت صحيفة هأرتس ملخصا مقتضبا عن حياة مجموعة من كبار زعماء العالم الذين صاغوا معادلاته وقرروا مصيره في حقبة زمنية سابقة.

ميخائيل غورباتشوت:
كان آخر زعماء الاتحاد السوفيتي السابق حيث تولى القيادة من عام 1985 – 1991 ودخل التاريخ لارتباط اسمه بنهاية الحرب الباردة وانهيار المعسكر الاشتراكي اضافة الى عمله لاحقا بالترويج للبيتسا والحقائب.

بعد ان اجبر على نقل سلطاته الى الرئيس الروسي بوريس يلتسين حاول غورباتشوف العودة الى الحياة السياسية الروسية لكنه نال نسبة تأيد محرجة في الشارع الروسي واكتفى اخيرا بجائزة نوبل للسلام لينسحب من الحياة العامة ويتفرغ لكتابة المقالات مدفوعة الاجر والقاء المحاضرات وانتهى بالتروج الدعائي لحقائب من نوع " لوي فيتون ".

جورج بوش الابن:
تولى رئاسة الولايات المتحدة في الاعوام 2001-2009 وارتبط اسمه بالحرب على العراق وافغانستان والركود الاقتصادي العالمي اضافة الى بعض زلات اللسان التي وصفت بالغبية.

بعد اداء الرئيس الامريكي الجديد قسم الولاء وتوليه مهام منصبه عاد بوش مع زوجته لورا الى مزرعته في ولاية تكساس واشترى في الفترة الاخيرة منزلا في مدينة دلاس حيث يخطط للانتقال للعيش هناك.

يحافظ بوش على ادنى مستوى من الظهور العلني لدرجة عدم الظهور تقريبا ويخطط لاصدار كتاب العام القادم يتناول اهم 12 قرارا سياسيا وشخصيا اتخذها خلال فترتي ولايته ويكف مقربوه حاليا على انشاء مكتبه ومركزا تراثيا يحملان اسمه في ولاية تكساس في محاولة منهم للحفاظ على ارثه السياسي والشخصي.

مارغريت تاتشر:
تولت رئاسة وزراء بريطانيا العظمي في الاعوام 1979-1990 ويذكرها التاريخ السياسي البريطاني بسبب موجة الخصخصة الواسعة التي شهدها عهدها وصراعها المرير من نقابات العمال اضافة الى حرب فوكلاند وعرفت في حينه بالمرأة الحديدية.

صحيح ان المرأة الحديدة اجبرت على التنازل عن عرشها لوريثها جون ميجر لكنها حافظت على موقعها في قيادة حزب المحافظين وبعد وفاة زوجها عام 2003 حاولت ترميم علاقاتها مع ابنائها لكنهم رفضوا التجاوب معها بحجة اهمالها لهم خلال فترة طفولتهم وحاليا وبسبب تدهور وضعها الصحي، قللت المراة الحديدة من الظهور العلني لكنها التقت خلال الفترة القليلة الماضية مع رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون والبابا بيندكتس السادس عشر.

نيستور كيرشنير:
رئيس الارجنتين السابق تولى الحكم 2003-2007 يكره تاريخ الارجنتين كمنقذ البلاد من دوامة الازمة الاقتصادية وعدم صفحه عن قادة الدكتاتورية العسكرية التي حكمت البلاد وتقربه من دول امريكا اللاتينية.

وفي نهاية ولايته الرئاسية الاولى قرر نيستور عدم الترشح لولاية ثانية واجرى انتخاب زوجته مكانه وحاول الرئيس الذي يوصف في بلاده ببطل الارجنتين المحافظة على موقعه القيادي في حزب السلطة لكنه اعتزل الحياة السياسية قبل شهر بالضبط .

طوني بلير:
تولى رئاسة وزراء بريطانية في الاعوام 1997-2007 ارتبط اسمه باعادة اليسار البريطاني للحكم واتفاقية السلام في ايرلندا الشمالية والنمو الاقتصادي واخيرا الحرب على العراق.

ويعمل حاليا موفدا للجنة الرباعيه للشرق الاوسط ويكثر من زياراته للاراضي الفلسطينية واسرائيل ويتصدر اسمه قائمة المرشحين لتولي منصب رئيس الاتحاد الاوروبي اذا اقرت 27 دولة اوروبية القانون الجديد، ويعتاش بلير من القاء المحاضرات والدورات التي يعقدها في اماكن مختلفة من العالم وعادت زوجته "شيري" التي اثارت الكثير من الفضائح بداية عهده في الحكم للعمل كمحامية وتتولى حاليا العديد من الملفات الكبرى المتعلقة بالعائلة الملكية.

نيلسون مانديلا:
تولى رئاسة جنوب افريقيا ما بين 1994-1999 اشتهر من خلال نضاله ضد الفصل العنصري وفترة اعتقاله الطويلة وانتخب اول رئيسا اسود لجنوب افريقيا وفشل في محاربة انتشار فيروس الايدز.

حاز على جائزة نوبل للسلام وتحول الى متحدث بارز باسم حقوق الانسان في بلده وخارجها وبعد ان اصيب بسرطان المثانة قرر عدم الظهور في المناسبات العامة لكنه خرق قراره بعد عام من اتخاذه حين حضر الاحتفالات بعيد ميلاده الـ 90 وطالب اغنياء العالم بمساعدت الفقراء.

بعد وفاة ابنه الثاني لاصابته بمرض الايدز اعترف مانديلا بعدم تخصيصه الاهتمام المطلوب لمكافحة هذا المرض.

هولمت كول:
تولى مستشارية المانيا ما بين 1932-1998 ويذكره التاريخ الالماني من خلال اعادة توحيد المانيا وتعزيزه لدور الاتحاد الاوروبي ودعم فكرة العملة الاوروبية الموحد اليورو.

صحيح ان بوش الاب ناداه باسم "كوهل" اي الزعيم الاوروبي الاعظم خلال النصف الثاني من القرن العشرين لكنه تورط في خبايا الحكم وفساده خاصة المتعلقة بالتبرعات لحزبه.

ويعكف هذه الايام على كتابة مذكراته واقامة مركز للدراسات الاوروبية عملا بأن زوجته الاولى فضلت عام 2001 الانتحار ليتزوج كول بعد سنه من فتاة شابة تصغره بـ 35 عاما .

جاك شيراك:
تولى سيادة قصر الاليزيه الفرنسي في الاعوام 1995-2007 يذكره الفرنسيون لتخفيضه نسبة الضرائب واقامته حكما مشتركا مع اليسارين والتجارب النووية ومعارضته الشديدة للولايات المتحده الامريكية.

بعد تركه قصر الاليزيه خضع للتحقيق بشبه تورطه في قضايا فساد خاصة خلال ولايته الاولى في رئاسة بلدية باريس ادخل خلال الفترة الاخيرة عدة مرات الى المستشفى بسبب مشاكل صحية ويقيم حاليا في شقة باريسية تعود ملكيتها لعائلة رفيق الحريري .

غيرهارد شرودر:
تولى مستشارية المانيا خلال الاعوام 1998-2005 عرف بدوره الكبير في تعزيز علاقات المانيا مع فرنسا وروسيا وجهوده في الحفاظ على البيئة ورفضه الاعتراف بخسارته الانتخابات امام انجيلا ماركل.

قبيل انتهاء ولايته وقعت حكومته اتفاقا نفطيا مع عملاق النفط والغاز الروسي "غاز فورم" لمد انبوب نفطي الماني عبر بحر البلطيق الاتفاق الذي تعرض لانتقادات حادة ازدات بعد قراره تعينه في منصب رفيع في الشركة منفذة المشروع وذلك قبل ايام من انتهاء ولايته.

واعتبر مقربا من رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين وتعرضت علاقته هذه لانتقادات حادة في بلاده والولايات المتحدة.