وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عامان على رحيل مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين

نشر بتاريخ: 23/03/2006 ( آخر تحديث: 23/03/2006 الساعة: 09:29 )
غزة- معا- تمر الذكرى الثانية لاستشهاد الشيخ الإمام أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس, بعد أن اغتالته الطائرات الإسرائيلية في الثاني والعشرين من آذار لعام 2004 عقب أدائه لصلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة بمدينة غزة.

وقد حاولت إسرائيل عدة مرات قبلها استهداف الشيخ أحمد ياسين, فكان من بين محاولاتها استهدافه في التاسع من سبتمبر/ أيلول 2003م عندما كان برفقة الشيخ إسماعيل هنية القيادي في حماس ورئيس الوزراء المكلف بتشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة، حينما أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صاروخ مبنى سكني كان يتواجد فيه.

خليل أبو ليلة أحد قيادي حركة المقاومة الإسلامية حماس قال إن الشيخ ياسين هو مؤسس حركة حماس, وباعث الروح في جماعة الإخوان المسلمين, متابعاًُ أن ياسين هو السبب الرئيس لما وصلت إليه الحركة من نجاح في الانتخابات التشريعية, مخاطباً إياه " نم قرير العين يا أمامنا الشهيد, فهاهم أبنائك يواصلون المسير".

وتابع أبو ليلة أن حركة حماس هي حركة ربانية تتميز بأنها كلما تعرضت إلى ضغوطات ومضايقات زادتها قوة وصلابة لحقيق أهدافها وطموحاتها, مضيفاً أن استشهاد قادة الحركة أمثال الشهيد ياسين, الرنتيس, شحادة, أبو شنب وغيرهم قد أعطى دفعة قوية للحركة نفسها مما جعل أبناء الحركة ملتفون حول حركتهم مما انعكس على نتائج الانتخابات التشريعية التي أوصلت حماس إلى سدة الحكم.

وأوصى أبو ليلة أبناء الحركة بأداء واجبهم على الشكل الأكمل خاصة وأن هذه الأحيان تتطلب من الشعب الفلسطيني وقفة شجاعة على حد ما قاله, مذكرهم " الشيخ الياسين كان إماما مقعداً, مصاب بكافة أنحاء جسده, إلا أن ذلك لم يمنعه من أداء واجبه على الشكل الأكمل ".

وكان قد ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية الجورة قضاء مدينة المجدل عام 1936 والتحق بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس, ومن ثم هاجرت أسرة الشيخ ياسين إلى غزة بعد نكبة فلسطين عام 1948 إذ يبلغ من العمر 12 عاما ، إلى جانب الآلاف من الأسر الفلسطينية.

وكان الياسين منذ صغره يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد عن حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم في المخيمات, وترك الياسين دراسته لمدة عام ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة، ثم عاد الدراسة مرة أخرى.

وفي السادسة عشرة من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة أثرت على حياته كلها، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء اللهو مع بعض أقرانه عام 1952, ولم يخبر الياسين بأنه أصيب أثناء مصارعة أحد رفاقه (عبد الله الخطيب) خوفاً من نشوب مشاكل عائلية بين أسرته وأسرة الخطيب، ولم يكشف عن ذلك إلا في العام 1989.

وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة, وعانى الشيخ كذلك من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.

أنهى أحمد ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 57/1958 ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته.

وشارك وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956 وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.