وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تغير المناخ يهدد أمن أميركا

نشر بتاريخ: 10/08/2009 ( آخر تحديث: 11/08/2009 الساعة: 10:33 )
بيت لحم- معا- حذر خبراء ومحللون عسكريون وفي أجهزة الاستخبارات الأميركية من أن ظاهرة تغير المناخ عالميا ستطرح تحديات إستراتيجية عويصة أمام الولايات المتحدة في العقود القادمة, ما يعزز احتمال التدخل العسكري للتصدي للآثار الناجمة عن الأعاصير الهوجاء وموجات الجفاف والهجرة الجماعية وتفشي الأوبئة.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلا عن هؤلاء الخبراء والمحللين, إن مثل هذه الأزمات التي يتسبب فيها المناخ من شأنها أن تطيح بحكومات وتغذي الحركات الإرهابية أو تقوض استقرار مناطق بأكملها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء والمحللين الذين استقت منهم تقريرها يعملون في وزارة الدفاع (البنتاغون) وأجهزة استخبارات وأنهم لأول مرة يتناولون بنظرة جادة تبعات التغير المناخي على الأمن القومي.

وأضافت أن النتائج المستقاة من المناورات العسكرية والدراسات الاستخباراتية خلصت إلى أن المناطق الأكثر عرضة لعواقب تغير المناخ كأفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا, ستواجه في العشرين أو الثلاثين عاما القادمة نقصا محتملا في الغذاء وأزمات مياه وفيضانات ماحقة ما قد يستدعي من الولايات المتحدة القيام بحملات إغاثة إنسانية أو برد عسكري.

وكانت قد أجريت مناورة في ديسمبر/كانون الأول الماضي بجامعة الدفاع الوطني –وهي مؤسسة تعليمية يشرف عليها الجيش الأميركي- للوقوف على حجم التأثير المحتمل الذي قد يخلفه فيضان مدمر في بنغلاديش من فرار مئات الألوف من اللاجئين وتدفقهم إلى الهند، ما قد يفجر صراعا دينيا ويؤدي إلى انتشار أمراض معدية وإلحاق أضرار واسعة بالبنى التحتية.

وقد انصب اهتمام أغلب الحوارات العامة والسياسية التي تناولت ظاهرة الاحتباس الحراري على إيجاد بدائل للوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات الغازية, والمفاوضات المطولة الرامية إلى التوصل إلى معاهدة دولية بشأن المناخ. وأغفلت تلك الحوارات التطرق إلى التحديات المحدقة بالأمن القومي من جراء هذه الظاهرة الطبيعية.

غير أن عددا متزايدا من صناع السياسة باتوا يرون في ارتفاع درجات الحرارة عالميا ومناسيب مياه البحار المرتفعة وذوبان الأنهار الجليدية خطرا مباشرا على المصالح القومية.

وإذا لم تتقدم الولايات المتحدة الركب وتبادر بتقليل استهلاكها من الوقود الأحفوري ثم خفض ما تفرزه من انبعاثات غازية, فإن الخبراء والمحللين أنفسهم يتوقعون أن تخيم على العالم سلسلة من الأزمات البيئية والاجتماعية والسياسية وربما العسكرية ما قد يحتم على الولايات المتحدة التصدي لها عاجلا.