|
اطفال فلسطين لم يشاهدوا البحر في حياتهم ويحلمون بما هو طبيعي بالعالم
نشر بتاريخ: 12/08/2009 ( آخر تحديث: 12/08/2009 الساعة: 23:29 )
بيت لحم- معا- مشاهدة البحر واللعب على رمال ساحله واللهو قليلا بالمياه والامواج، امر مألوف وحدث طبيعي لدى اطفال العالم كافة، عدا اطفال فلسطين الذين تشكل رؤية البحر حلم حياتهم، يشاهدونه على الشاشة الصغيرة ويرقبون الافلام التي تحتوي على مشاهد بحرية ويحلمون ان يقفوا يوما ما على ساحل البحر .
انها ليست مبالغة ولا درب من الخيال او قصة للتحريض ، احمد سمير سعيد نجار يبلغ من العمر (15عاما) قضاها في قرية بورين لم يشاهد البحر في حياته ولا يعرف عنه شيئا، لم يلامس رماله، ولم يلهو بمياهه دأبه دأب الاف الاطفال الفلسطينيين الذين منعتهم الحواجز العسكرية وحالت دون مشاهدتهم البحر الا عبر الشاشة الصغيرة او ما يرد عنه في الكتب المدرسية . منظمة " محسوم ووتش " الاسرائيلية قررت ان تحقق لاحمد حلمه الصغير فنظمت الشهر الماضي رحلة لحوالي 70 طفلا من منطقة شمال الضفه الغربية وذلك ضمن نشاطات مخيم صيفي، ففرح احمد بقرب تحقيق الحلم الا ان جاءه الخبر الذي وأد حلمه في مهده " مرفوض امنيا " وتعني هذه العبارة المختصرة بان قوات الاحتلال لم توافق على منحه التصريح اللازم للوصول الى شاطئ بات يام . المنظمة الاسرائيلية لم تستسلم ولم تتنازل عن مشروعها بتحقيق حلم الطفل احمد، فنشرت عريضة تلامس القلوب تشرح فيها حلم احمد المتعثر فوجدت العريضة اذان صاغيا لدى الكثيرين من الاسرائيليين من بينهم لاعبين مشهورين لكرة القدم " شوشان غباي وغابري بنائي " وفيما يبدو لامست مشاعر بعض ضباط قوات الاحتلال الذين قرروا في نهاية الامر منح الطفل غير المرغوب به امنيا تصريحا لدخول اسرائيل واللهو على شاطئ البحر . ولم تنته قصة احمد عند هذا الحد ، حاجز حوارة اوقف الحافلة اكثر من ساعة لفحص احمد وامكانية دخوله، ومرت الساعة على احمد المتلهف لمشاهدة البحر بثقل الجبال، وكاد ان يفقد الامل في العبور وسلم امره لله، راجيا ان يمكنه من مشاهدة البحر ولو من على ساحل اخر في اصقاع الارض وبعد ان خالجته المخاوف وتسلل اليأس الى قلبه الصغير سمع صوت الجندي يامر الحافلة بالمرور ومواصلة طريقها الامر الذي لم يصدقه احمد حتى شاهد البحر على اتساعه . وقال احمد لموقع يديعوت احرونوت الالكتروني واصفا بعفويته شعوره خلال اللقاء الاول الذي جمعه بالبحر " لم اكن اعرف ان البحر كبيرا لهذه الدرجة الامواج يا الله ما هذه الامواج انها فرحة غير عادية، وساكون مسرورا جدا اذا عدت مرة اخرى الى البحر ". وقالت احدى منظمات الرحلة من منظمة "محسوم وتش " لم يضيع احمد لحظة واحدة مجرد ان توقفت الحافلة قفز الى البحر وعانق امواجه ولامس رمال ساحله، في مدينة بات يام لعب الاطفال في دلاء الرمل لم اشاهد فرحة حقيقية مثل هذه منذ فترة طويلة جدا ". بعد البحر واللقاء الاول توجه الاطفال بمعية احمد الى المسرح العربي اليهودي في يافا لحضور عرض مسرحي ومن هناك شقوا طريق العودة الى نابلس المحاصرة والمعزولة. |