وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الميزان يستنكر أحداث رفح ويطالب باتخاذ التدابير لمنع تكرارها

نشر بتاريخ: 16/08/2009 ( آخر تحديث: 16/08/2009 الساعة: 17:13 )
غزة -معا- عبر مركز الميزان لحقوق الانسان عن استنكاره الشديد للأحداث الدامية التي شهدتها مدينة رفح، معبرا عن أسفه لسقوط هذا العدد الكبير بين جريح وقتيل .

وأكد الميزان في بيان وصل لوكالة "معا" على ضرورة احترام مبدأ سيادة القانون وضمان المساواة أمام القانون، مؤكدا دعمه لكل جهد من قبل الحكومة المقالة لتطبيق القانون.

وشدد المركز على أن تطبيق القانون يقضي احترام القانون وكافة محدداته في التعامل مع الخارجين عليه، مهما كان وصفهم وجرمهم فهو لا يفقدهم الحماية الواجبة بموجب القانون الفلسطيني ومعايير حقوق الإنسان، وأن تطبيق القانون لا يمكن أن يكون بأي ثمن.

وطالب الميزان الحكومة المقالة في غزة بفتح تحقيق شامل في الأحداث بما يشمل ضرورات استخدام القوة المسلحة.

كما استهجن عودة كتائب القسام في المشاركة في تطبيق القانون إلى جانب الأجهزة الحكومية الأمر الذي رفضه المركز، وطالب بوقفه في السابق، داعيا الى وقف كافة النقاشات التي تضع الحكومة المقالة في إطار أنها حكومة إسلامية، والعودة إلى الأصل في كونها حكومة مدنية ديمقراطية تستند في حكمها إلى الدستور والقوانين السارية، والتعامل مع القوى المتطرفة التي تسعى لتقييد الحريات العامة وانتهاك القانون كقوى خارجة عن القانون.

وقال المركز :"لقد اندلعت مواجهات مسلحة دامية بين مجموعة مسلحة وقوى الأمن والشرطة في حكومة غزة مدعومة بكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل (26) شخصاً، وأوقعت حوالي (100) جريح في صفوف المتقاتلين والمدنيين من سكان المنطقة التي شهدت المواجهات.

وكانت الشرطة في الحكومة المقالة انتشرت في محيط مسجد ابن تيمية وفي الطرق والمحاور المؤدية إليه معززة بعناصر من كتائب عز الدين القسام والأجهزة الأمنية هذا بالإضافة للانتشار الواسع في مدينة رفح وطرقها الرئيسة وذلك منذ ساعات صباح الجمعة 14 آب (أغسطس) 2009.

وجاءت المواجهات بعد ساعات قليلة بعد إعلان الشيخ الدكتور عبد اللطيف موسى، إمام مسجد ابن تيمية في رفح عن ولادة "المولود الجديد الذي اسماه الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس" خلال خطبة صلاة الجمعة 14 آب (أغسطس) 2009 في مسجد ابن تيمية، الكائن في حي البرازيل جنوب رفح، وكان المسجد محصناً بمجموعة من الملثمين المسلحين من جماعة "جند أنصار الله ". إلا أن الأمور بقيت على هدوئها الحذر حيث لم تحدث مواجهات خلال أو إثر الانتهاء من الصلاة.

وبدأت المواجهات عند حوالي الساعة 17:00 من مساء الجمعة نفسه إثر انتهاء صلاة العصر ومغادرة الشيخ موسى إلى منزله برفقة مجموعة من المسلحين، وبعد أن واصل المسلحون تحصنهم داخل المسجد، ومع تقدم الشرطة وكتائب القسام وفي محاولة لاحتواء الأزمة طالبوا المسلحين المتحصنين تسليم أنفسهم لكن دون جدوى، ووصل قرب المسجد عدد من ذوي المسلحين الذين تمكنوا من إقناع أبنائهم بالمغادرة معهم، وتمكن عدد منهم المغادرة، وبعد ذلك بادر المسلحون بإطلاق النار تجاه الشرطة والمواطنين الذين تجمعوا في محيط المنطقة، الذين تراجعوا وردوا بالمثل، حيث كانت أول إصابات تصل لمستشفى النجار بينهم عدد من أفراد الشرطة.

وعند حوالي الساعة 19:30 تقدم محمد جبريل الشمالي وهو أحد نشطاء كتائب القسام وذهب إلى المسجد ودخل إليه في محاولة لإقناع المتحصنين بتسليم أنفسهم وحقن الدماء، وعند خروجه من المسجد تعرض لإطلاق نار في البطن أدى إلى مقتله. ومنذ تلك اللحظة أخذت الأمور تأخذ منحى أكثر تصعيداً حيث حشدت كلاً من الشرطة وكتائب القسام وعززت قواتها، في محيط المنطقة وبدأت بتبادل النيران مع المسلحين المتحصنين داخل المسجد، و استمرت الاشتباكات بين الطرفين حتى منتصف الليل حيث سقط بين جريح وقتيل عدد من أفراد الشرطة وكتائب القسام، والمدنين الذين كانوا في محيط المكان، وفي ساعات الليل أحكمت سيطرتها على المكان، وبالرغم من المحاولات المتكررة من الأجهزة الأمنية لاقتحام المسجد إلا أنها لم تفلح بسبب كثافة النيران التي تطلق من داخل المسجد خصوصاً من المسلحين المتحصنين على مئذنته.

وعند حوالي الساعة 23:00 من ليل اليوم نفسه وبعد مغادرة عائلة الشيخ عبد اللطيف موسى منزلها تمكنت القوات المحاصرة للمنطقة من تفجير منزله بالكامل. واستمرت الاشتباكات حتى ساعات منتصف الليل لتستأنف مع ساعات الفجر الأولى، حيث سلم ثلاثة أشخاص من المتحصنين داخل المسجد أنفسهم الساعة 6:00 من صباح يوم السبت الموافق 15/8/2009 وعثر على جثة الشيخ وعدد من مقاتلي "جند انصار الله" في منزل مجاور لمنزل موسى يعود لعائلة لافي، بينهم خالد بنات الملقب بأبي عبد الله السوري الذي فجر نفسه بمجموعة من الشرطة الذين حاولوا اعتقاله بحسب شهود العيان، وبلغ عدد الضحايا خلال الاشتباكات المسلحة (26) قتيلاً، وبلغ عدد الجرحى حوالي (100) جريح، فيما اعتقلت الأجهزة الأمنية حوالي (90) من الجماعة، وتجدر الإشارة إلى أن القتلى من تلك الجماعة من معظم أنحاء قطاع غزة. كما فرضت وزارة الداخلية طوقاً أمنياً على محافظة رفح منعت بموجبه وسائل الإعلام من التصوير فيها، حيث منعت الشرطة مراسلي أكثر من محطة فضائية من ممارسة عملها في رفح.

وحسب توثيق باحثي مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد أسفرت المواجهات عن مقتل (26) شخصاً من بينهم أربعة مدنيين هم: محمد ابراهيم حسن كلاب، (24 عاماً)، من خانيونس، محمد عبد الله عبد الرحمن غنيم، (35 عاماً)، أحمد فؤاد السبع، البالغ من العمر (30 عاماً)، محمود مصطفى مقداد، (19 عاماً) والثلاثة من سكان مدينة رفح.
وثلاثة من عناصر الشرطة هم: أحمد صالح جرغون، البالغ من العمر (22 عاماً)، مصطفى حسين خليل اللوقة، (23 عاماً)، أيمن خالد إبراهيم أبو سبلة، (20 عاماً) من رفح. وأربعة من نشطاء كتائب عز الدين القسام هم: محمد جبريل الشمالي، (34 عاماً) ، إيهاب ماهر القطروس، (19 عاماً)، زكريا نزار اللوقا، (20 عاماً)، أحمد محمد جودة، البالغ من العمر (22 عاماً) ، (قسام) من رفح. وخمسة عشر من جماعة جند أنصار الله هم: رفيق حسن أبو شبيكة، (20 عاماً)، رفح، عبد الرحمن خضر موسى، (20 عاماً)، رفح، محمد صلاح أبو ندي ، (20 عاماً )، رفح، عبد الله مصطفى عوض الله (22 عاماً )، رفح، الشيخ عبد اللطيف خالد موسى، (49 عاماً)، رفح، رفعت عصام فايد أبو سليمة، (24 عاماً)، رفح، محمد هشام الناطور، (18 عاماً)، رفح، رائد البلعاوي ، (24 عاماً)، رفح، خالد حسن بنات (الملقب أبي عبد الله المهاجر- السوري) ، (40 عاماً)، رفح، عبد الله خالد حسن بنات، (20 عاماً)، رفح، حسين حافظ أبو طاعة ،(23 عاماً)، خانيونس، جهاد باسم دوحان، (17 عاماً)، خانيونس، أحمد يوسف حسان وشاح، (16 عاماً)، البريج ، رائد علي سليمان أبو عريبان، (33 عاماً)، النصيرات، أمين محمد محمد أبو خوصة، (26 عاماً)، النصيرات، وهم جميعاً ينتمون لجماعة جند أنصار الله. هذا ولا زال مصير (4) من أنصار موسى مجهولاً من بينهم اثنين من أبناء الشيخ موسى.

وخلال زيارة ميدانية تفقد خلالها باحث المركز المنطقة، لاحظ إلحاق أضرار بالغة في جدران مسجد بن تيمية، وتدمير كلي (نسف) لمنزل الشيخ عبد اللطيف موسى، ومنزل أبناء عمه المجاور، ومنزل مجاور لعائلة لافي، وإلحاق أضرار بالغة في منزلين مجاورين، كما تعمل طواقم من الشرطة على إزالة الركام للتأكد من عدم وجود ضحايا أسفل المكان، وتمنع في الوقت نفسه تقدم المدنين تحسباً لوجود مواد متفجرة فيها.

هذا وتتواصل عمليات توقيف واعتقال لأشخاص يشتبه في علاقتهم بجماعة "جند أنصار الله " في مناطق مختلفة من قطاع غزة ولا سيما في محافظتي الوسطى والشمال.