وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إنعام حلس: "الرياضة في غزة بحاجة إلى إنعاش والقدم النسوية حلم قديم"

نشر بتاريخ: 16/08/2009 ( آخر تحديث: 16/08/2009 الساعة: 21:16 )
غزة - معا - حوار نيللي المصري - هي بطلة فلسطين في ألعاب القوى والمهارات الكروية النسوية الأربعة( اليد والسلة والطائرة والتنس)، في سبعينات القرن الماضي، عشقت الرياضة منذ طفولتها وتفوقها الدراسي عزز من مكانها الرياضي، عائلتها كانت السبب المباشر في نجاحها الرياضي، منحتها مساحة من الحرية ساعدت على صقل شخصيتها، عملت بالإمارات العربية مدرسة تربية رياضية ومدربة سباحة وجمباز وألعاب آخري منذ ثلاثين عاما؛ إنها الرياضية إنعام حلس

البداية الرياضية
بدأت الرياضية إنعام حلس بممارسة الرياضة منذ الصغر، في مراحل المدرسة المختلفة من خلال دوري المدارس في عدة العاب، وأوضحت أنها نشأت في أسرة ساعدتها وساندتها خلال ممارستها للرياضة ومشاركتها لمدرستها في الدوريات الرياضية التي كانت تجرى بين المدارس من جنوب إلى شمال القطاع في السبعينات من القرن الماضي، مشيرة إلى أن والدها كان يتبع في تربيتها أسلوبا خاصا جعلها تتحمل المسؤولية منذ صغرها وهذا ما صقل شخصيتها ومنحها مجال أوسع من التعبير عن ذاتها من خلال الرياضة.

الدوري الرياضي
وأوضحت أن فريق معهد المعلمات آنذاك والذي مثلتهن اللاعبات (نجاح أبو الكاس، مكرم أبو العوف، أنعام كحيل، هدى حجاج) كان يتبارى وديا مع فريق مدرستها في المرحلة الإعدادية والثانوية قبل خوض غمار منافسات الدوري، وهذه المباريات زادت من من خبراتها ومهاراتها، ويتكون فريق المدرسة من اللاعبات ( سمر كحيل، هالة حرودة، عدلات ياسين)، وأشارت إلى أن من المدربين وأساتذة التربية الرياضية الذين اشرفوا على تدريبهن خلال المدرسة هم: سمير قدوم مدرس بمدرسة جمال عبد الناصر ، سليم حتحت ، حسن عصفور، حامد شمالي، مشيرة إلى اللاعبة نجاح أبو الكاس كانت تشارك في اولمبياد العاب قوى، و كانت قوية ولاعبة ماهرة ، أصيبت خلال إحدى العروض وتوقفت عن اللعب وحاليا تعمل مدرسة تربية رياضية بمدارس غزة.
وفي السياق ذاته أكدت حلس انه بالرغم من الوضع الاجتماعي الخاص بعائلتها على اعتبارها من كبرى عائلات غزة ولها عادتها وتقاليدها التي هي جزء من المجتمع الغزي إلا أنها ساندتها ووقفت إلى جانبها ولم تقف عائقا إماما ممارستها الرياضية، لافتة إلى أن العائلة كانت رافضة لمبدأ السفر والمشاركات الخارجية للفتاه للأسباب خاصة بالمجتمع في غزة.

حلم المشاركة الخارجية لم يكتمل
وحول المشاركات الخارجية أكدت حلس على أنها كانت تحلم بتمثيل رياضي خارجي لمدينة غزة ، وانه كان من المفترض أن تشارك في إحدى البطولات المحلية في الطيرة، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، بعد تدخل احد الأقرباء الذي قام بإلغاء قرار السفر دون علمها، الأمر الذي جعلها تشعر بالحزن وضياع فرصة كانت من الممكن أن تحقق لها شيئا في المجال الرياضي، وتضيف أنه على غرار هذه المشاركة أيضا تم رفض مشاركة لبطولة التنس في روسيا من قبل ذويها في العام 1977، لنفس الأسباب التي تمثلت بالعادات والتقاليد الخاصة بالعائلة والمجتمع الفلسطيني، وبحكم أن والدها كان قد توفي في الفترة ذاتها وأنها لا تملك إمكانية اتخاذ قرار بالمشاركة وغيره ، مشددة على أنها بالرغم من عدم تمكنها من السفر والمشاركة إلا أنها كانت تمتلك مساحة كبيرة من الحرية استطاعت أن توظفها في تطوير ذاتها لافتة إلى أن العائلة ساندتها رياضيا من عام (1970-1978).

القدم النسوية ميلاد فكرة ولكن
في سياق آخر أوضحت حلس أنه بعد أن كان المجال مفتوح أمامها لممارسة العاب رياضية متعددة تبلورت لديها فكرة لتأسيس لعبة جديدة آلا وهي لعبة كرة القدم النسوية في عام 1976 والتي كانت بمثابة مفاجأة غير متوقعة ، وعرضتها على مدرسيها ومدربيها منهن من أعجب بالفكرة دون التطرق إلى تفاصيلها وتركها هباءا بالهواء، والآخرين رفضوا قطعيا مجرد فكرة نظرا للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع الفلسطيني والبيئة المحافظة، باعتبار أن لعبة القدم لعبة ذكورية بحتة، مشيرة إلى أنها رغم ذلك بدأت تمارس اللعبة برفقة زميلاتها هالة حرودة، وسمر، وأضافت حلس أنها وزميلاتها بدأن بممارسة لعبة كرة القدم من خلال لعبة كرة اليد وحاولن استغلال مرمى كرة اليد واعتبرتهن مرمى للقدم، وبدأن يضعن خطة للعب على قدر ما أتيحت لهن ثقافتهن باللعبة بالرغم من عدم إلمامهن بقوانين كرة القدم، وتابعن من خلال التلفاز مباريات كرة القدم التي كانت تعرض ومن خلالها استطعن أن يعرفن المهارات الرئيسية للعبة القدم، ومراكز اللعب داخل الملعب، والإنذارات التي يوجهها الحكم للاعبين والكثير، مشددة على أن الفكرة بقيت محصورة بين جدران المدرسة ولم تخرج للنور آنذاك.

أصعب المواقف
وحول أهم المحطات الرياضية التي تستذكرها أوضحت حلس أنها واجهت موقفا صعبا خلال مباراة كرة السلة لنهائي بطولة الكأس قيام إحدى لاعبات فريقها بالتسديد في مرمى الفريق نفسه وخسرن المباراة.

العمل بالإمارات وانطلاقة جديدة
في سياق آخر أوضحت أنعام حلس أنها بعد الانتهاء من امتحانات الثانوية العاملة بغزة درست اللغة العربية بجامعة بيروت بنظام انتساب بسبب الزواج ، ثمن انتقلت مع زوجها إلى دولة الإمارات العربية وعملت هناك مدرسة تربية رياضية من عام 1978 حتى عام 2001، أضافت أنها أشرفت على تدريب الفتيات بالألعاب الرياضية من خلال المدرسة، كما أشرفت على تدريب العروض الرياضية لبطولة فارس العرب، وكانت التدريبات في مدينة زايد الرياضية.
وفيما يخص دورها في تفعيل التفوق الإرشادي " الكشافة" أكدت أنها كانت تحضر لمخيمات كشفية خارجية وداخلية منظمة، وان المدرسة التي كانت تعمل بها كانت تحصد المركز الأول على مستوى دولة الإمارات العربية، مشيرة إلى أنها كانت تضع برنامج كامل وشامل لتدريب الفتيات حتى على مستوى بعيد.
وفي جانب آخر أكدت حلس أنها عملت مدربة للسباحة وكان يخصص يوم لطالبات المدارس لتعلم السباحة في مسبح زايد الثاني إلى جانب الأمور النظرية الخاصة بالسباحة من خلال حصص رياضية كاملة

صعوبات وتحديات
وتوضح حلس أنها في سنة 78 عانت كثيرا نظرا لبعض العادات والتقاليد السائدة حول مفهوم رياضة النبات وخصوصا رياضة الجمباز، لكن سرعان ما تم إذلال العقبات بدراسة متأنية للوضع الاجتماعي ومراعاة العادات والتقاليد السائدة وبجهود شخصية وجعلت الفتيات وذويهن يغيرن نظرتهن بشكل كبير للرياضة، مشيرة إلى أنها كانت تقوم بنسخ شريط فيديو الخاص بالتمارين الرياضية ليتمكن الطالبات من تعلم الرياضة في البيت وتطبيق ما تعلمهن في المدرسة، لافتة إلى أن هذه الخطوة لاقت احتجاجا من ذوي الطالبات لمجرد أن العادات والتقاليد تمنع الفتاة من ممارسة الرياضة والخوف عليها فقط.
وحول تخطيها لتلك الصعوبات أكدت على أنها قامت بإعداد لورش عمل ودورات ثقافية ودينية شاملة ومتنوعة لمناقشة الجانب الرياضي إلى جانب الأمور الاجتماعية الأخرى ولمعرفة رأي الشرع في ممارسة الفتيات للرياضة لإقناع الأهالي وفق ضوابط شرعية على اعتبار أن الدين له التأثير المباشر على الجميع