|
رجل الاعمال الفلسطيني صبيح المصري محذراً صغار المساهمين: ياما راحو شاطرين بالسوق
نشر بتاريخ: 26/03/2006 ( آخر تحديث: 26/03/2006 الساعة: 14:18 )
رام الله- معا- في قاعة الثقافة برام الله وباعداد يشهد له, ومنصة فاخرة حرص المسؤولون ان تليق بأسياد الكون في هذا العصر, عقد اجتماع الهيئة العامة العادي, وغير العادي لمساهمي الاتصالات الفلسطينية, وقررت المجموعة توزيع 20 مليون دينار أردني و250 الف سهم على المساهمين.
على الطاولة جلس 8 من رجال الاعمال بينهم مراقب الشركات, وفي الحضور كانت القاعة مليئة يتصدرها كبار المستثمرين ورئيس كتلة فتح في البرلمان عزام الاحمد والنائب محمد دحلان. كل شيء سار بحسب ما خطط له, باستثناء مسألة واحدة كانت تلفت الانتباه, وهي ان ادارة الشركة وكبار المستمثرين كانوا في واد, وصغار المستثمرين كانوا في واد آخر. السيد صبيح المصري وعلى يمينه السيد عبد المالك جابر المدير التنفيذي للاتصالات, تحدثوا بارقام, ومن بين ما تحدثوا به ان الشركة ستحتفظ بـ 8.5 مليون سهم وانها سترفع رأسمالها الى 180 مليون دينار وتوزع 20% اسهم مجانية على المساهمين وتعطي20% من الارباح نقوداً, وقال المصري "ابو خالد" بكل فخر وزهو: نحن افضل شركة اتصالات في العالم العربي. ولكن ورويداً رويداً شعر الجمهور بالحرارة, واصيب المستثمرون بالسخونة, وقال احد المستثمرين الصغار في غزة عن طريق بث الفيديو كنفرنس: انا اخترتكم لكي تحموني, وقال آخر من رام الله: السنة الماضية ربحت الشركة 34 مليون دينار والسنة ربحت 70مليون دينار, ولكننا لا نشعر بالربح وكان الغضب يعلو وجوه المتحدثين. ورد المصري بكلمات دخلت عقول الناس كلها ولم تدخل قلوبهم, فقال:" انا مسؤول عن نجاح الشركة ولست مسؤولا عن ارباحكم الشخصية, وعليكم ان تعرفوا مضاربات السوق, وياما راحو شاطرين بالسوق". المصري رجل الاعمال الفلسطيني, من نابلس ابن السبعين عاماً, كان يحاول ان يقول لصغار المستثمرين بأن عليهم ان لا يغرقوا في بحر الرأسمال المالي, ولكن معظم المستثمرين الصغار كانوا من الشبان الصغار او الناس البسطاء حيث وقف رجل من بين الجمهور ووجه كلامه للمصري حرفياً" نحن نثق بكم وهذه امانة في ارقابكم" فابتسم المصري وقد عجز عن شرح معنى شراء الاسهم في السوق المالي لصغار المستثمرين, وغضب مستثمر آخر فرد عليه" نصيحة شخصية مني وليس من الشركة لا تسارع لبيع اسهمك الآن لانك زعلان" فصفق الحضور. احد المستثمرين الشبان, خرج من القاعة, سألته: الى اين انت ذاهب فقال لاحتسي القهوة فلو اقترحنا نحن جميع المستثمرين شيئا واقترح السيد المصري شيئا آخر, فأن حصته في مجموعة الاتصالات تكفي لوحدها كي يرجح قراره, فلماذا اتعب نفسي بالنقاش. المدير التنفيذي للمجموعة عبد المالك جابر, كان يتقد ذكاء ويحاول ان يشرح بدبلوماسية رقيقة, وحشية السوق المالي وقال لصغار المستثمرين, نحن نحافظ على نمو مضطرد لان الارتفاع المتواصل للاسهم يشكل خطراً ويتبعه انخفاض حاد. لكن الجمهور ظل ملحاً على زيادة توزيع الارباح, فوافق صبيح المصري على توزيع 30% اسهماً مجانية وصفق الحضور. عبد المالك جابر الذي يفهم السوق المالي جيداً حاول ان يشرح للحضور ان سعر السهم في الاتصالات قد ينخفض الآن, ولكن الجمهور الذي يريد ان يربح الآن وفوراً كان في واد وعبد المالك في واد آخر. وفي المؤتمر الصحافي لاحقاً, تهرب رجل الاعمال المصري من الآجابة على سؤال يتعلق بتأثير فوز حماس على السوق المالي, وقال: نحن اقتصاد ولسنا سياسة, وحين سألناه عن الاقتصاد السياسي رد بالقول:" مجموعتنا عاشت اسوأ الظروف ونجحت". وبشر المصري الفلسطينيين انه سيستثمر مبالغ كبيرة جداً في مشاريع جديدة مثل انشاء قرى صغيرة حول المدن وانشاء شركة زراعية تساعد المزارعين ولا تنافس صغار المستثمرين ولا تشتري الارض. كما اكد ان هناك مشروع اقراض الطالب برأسمال 10ملايين دولار وجائزة فلسطين الدولية للتميز والابداع. وحول امكانية ان تطرح حكومة حماس مناقصة لكسر احتكار الهاتف الخلوي الذي تملكه شركته رد" ما عندنا مشكلة في طرح مناقصة للخلوي ولكننا نطالب بتطبيق الاتفاقات الموقعة واهم شيء ان يكو ن العطاء شفافا", سألناه اذا كان لديه معلومات ان العطاء لن يكون شفافا فضحك وقال ابداً ابداً. ورداً على سؤال حول تدهور السوق المالي بعد فوز حماس, رد يقول" لقد خسرنا 10- 20 مليون دينار لاسكات السوق حينها وحين توتر السوق انقذناه من الانهيار". وقد وعد المصري بشكل جاد على اعادة المحاولة لاقامة مناطق صناعية للعمال في غزة وترقوميا وجنين وان المفاوضات الان جارية مع الاتراك لانجاح ذلك. يشار الى ان الدعوة وجهت لجميع قادة حماس لحضور الاجتماع لكن احدا منهم لم يحضر, فماذا تعرف حماس اكثر مما عرفنا؟. |