|
صورة قلمية: الانتخابات الاسرائيلية 2006... باللونين الازرق والبرتقالي
نشر بتاريخ: 27/03/2006 ( آخر تحديث: 27/03/2006 الساعة: 00:46 )
بيت لحم -معا- كتب رئيس التحرير ناصر اللحام-وسط تصاعد حمى الدعاية الانتخابية قبل اربع وعشرين ساعة من التوجه الى صناديق الاقتراع لانتخاب الحكومة الحادية والثلاثين في الدولة العبرية.
يوم الثلاثاء 28 الجاري ظهر الفرز في المشهد الاسرائيلي على نحو واضح ببروز لونين ساطعين يميزان المجمع الاسرائيلي هما الازرق والبرتقالي. فاللون الازرق يمثل الصهيونية الجديدة التي عبر عنها ارئيل شارون بنظرياته التي تستند الى ترسيم حدود اجبارية لاسرائيل وضم اكبر مساحة من الارض والتخلص من اكبر عدد ممكن من العرب بموجب حلول احادية الجانب دون الحاجة الى شريك فلسطين للتفاوض. ( اما اللون البرتقالي فهو ابن نفس المدرسة الصهيونية التي تعود الى نظرية " جابو تنسكي" ولكن البرتقاليين يرفضون اخلاء المستوطنات اليهودية ويختلفون مع الازرق في حجم الانسحابات). ( واستنادا الى استطلاعات الراي يتوقع ان يفوز اللون الازرق بواقع "75 " مقعدا عضو كنيست في انتخابات 28 اذار من فيما لن يحصل البرتقاليون سوى على 50 مقعدا من اصل 120 مقعدا هي مجموع اعضاء الكنيست " ويتكون اللون الازرق من احزاب ( كاديما والعمل وميرتس) وسمثلون الوسط المتجه نحو اليسار , فيما سيتشكل البرتقاليون من احزاب( الليكود واسرائيل بيتنا وشاس والمفدال) وسيمثلون الوسط المتجه نحو اليمين وحتى اليمين المتطرف. ( وعلى ابواب الحكومة الاسرائيلية الحادية والثلاثين نذكر وبسرعة اهم ما فعلته الحكومة الثلاثين التي تراسها ارئيل شارون بين الاعوام 2003 و2006 . * اعلن شارون في مؤتمر هرتسليا موافقته على اقامة دولة فلسطينية على اساس مبدأ دوليتين لشعبين. * تخلص شارون بصورة او باخرى من الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وبطريقة اعنف اغتيال الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي من قادة حماس. * شن هجمات عسكرية متلاحقة واغتيالات كبيرة ضد الفلسطينيين وقياداتهم وبشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الصراع. * اعترفت حكومة شارون بان سبب انخفاض العمليات الفلسطينية ضدها يعود الى موافقة حماس على الهدنة وليس بسبب العمليات التي تشنها حكومته ضد الفلسطينيين . * فازت حماس في اقل من نصف البلديات المنتخبة وفازت بغالبية البرلمان ما يعني فشل حكومة شارون في تحطيمها واصبحت السلطة بزعامة عرفات والتي لم تنل اعجابه سلطة حمساوية. * اثبت الفلسطينيون فشل نظرية الحرب الاهلية وقامت فتح بتسليم مفاتيح الحكم لحماس دون اطلاق رصاصة . *تدهور الوضع الاقتصادي للفرد في اسرائيل وتماسك الاقتصاد القومي بسبب سياسة حكومة شارون الراسمالية الخنزيرية التي قادها وزير ماليته نتانياهو على حد وصف شمعون بيرس فجرى فصل الاف العمال والمعلمين وازداد الاغنياء غناء وازداد الفقراء فقرا .تعاظمت الاضرابات عن العمل داخل الدولة العبرية وتعطلت الدراسة وانحدر مستوى التعليم وازدادت الازمات بين الطلبة .حرم المرضى من سلة الادوية الاساسية وصار المرضى يموتون في المستشفيات الاسرائيلية دون ان تمدهم الحكومة بالدواء .استشرى الفساد والفساد السياسي فشاهد العالم محققي الشرطة يستجوبون ارئيل شارون واولاده ووزراء مثل تساحي هنعبي ويائير بيرس وناعومي بلومنتال التي حكم عليها بالسجن هي ونجل شارون عمري بتهمة الفساد .وفي حكومة شارون المنصرفة دخل في ذهن الناخب الاسرائيلي استقواء عالم المافيا والاجرام فضبطت الشرطة وزير الطاقة السابق وهو يهرب حبوب الاكتسازي المخدرة من هولندا وجرى قتل قاضي واغتيال شهود المحكمة. .وزير الشرطة نفسه جرى التحقيق معه بتهمة الفساد واضطر تساحي هنغبي للمثول امام التحقيق والمحكمة وقام مستوطنون باحراق سيارات ضباط الشرطة .سحب شارون مستوطنات غزة وسحب نائبه ايهود اولمرت مستوطنة عمونا قرب رام الله ولكن ورغم ذلك ازدادت جرائم المستوطنين ومحاولة قتلهم للعرب وازدادت الحراسة حول شارون خشية قيام المستوطنين باغتياله وبعد 3 سنوات من الفترة الثانية من حكم شارون الذي بدء في يشهر اذار من عام 2001 عقب اقتحامه المسجد الاقصى وسقوط ايهود باراك من حزب العمل نجد ان شارون مات سياسيا واصابه الموت السريري على فراش مستشفى هداسا عقب جلطة دماغية ثانية وترك شارون ورائه شرق اوسط متوتر ومعارك تشتد على حدود لبنان وسوريا وتهديدات مع ايران وتحطيم اية فرصة لعودة الثقة مع السلطة الفلسطينية وتوتير العلاقة مع الاردن ومصر وبحسب سيفر بلوتسكر - صحافي وخبير اقتصادي - فان شارون نجح في تحويل اسرائيل الى دولة من دول العالم الثالث فقر وعنف وتوتر سياسي الى جانب انتشار ظاهرة الطعن بالسكاكين وسط الطلبة والمراهقين وان الاسرائيلي الذي لا يخاف ان يموت ابنه على حواجز المدن الفلسطينية صار يخشى ان يموت ابنه في حوادث السير المتزايدة او في اشتباك بين مافيا العنف في النوادي الليلية. |