محاضرة بعنوان "النخبة الفلسطينية: التكوّن والمسار" في رام الله

رام الله- معا- عقدت "الجمعية الفلسطينية للقراءة" محاضرة بعنوان "النخبة الفلسطينية: التكوّن والمسار"، في قاعة مكتبة بلدية رام الله العامّة، حاضرَ فيها الباحث سميح حمودة، أُستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت.

وتناول حمودة الجذور التاريخية لتكوّن النخبة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني, تحت هيمنة المشروع الاستعماري الغربي، متطرقا إلى آليات الهيمنة الاستعمارية على فلسطين من خلال السيطرة على النخبة وشرذمتها وإدخالها في معارك وهمية, كما تطرق للتغيرات في الحياة الاجتماعية وتأثيرات الثقافة الغربية على فلسطين، والتي أنتحت حركة حداثة شكلية, عملت على تدجين النخبة؛ كي تقف موقفاً متعاوناً مع السياسة البريطانية الصهيونية، أو مهادناً لها ورافضاً للانخراط في العمل الثوري المقاوم.

وحلل في هذا السياق سياسة المفتي الحاج محمد أمين الحسيني في تلك الحقبة.

وتناول حمودة آليات الهيمنة الإمبريالية هذه على عصرنا الحالي, وبيّن محاولات السيطرة على حركات المقاومة من خلال استقطاب وتدجين كوادرها وقياداتها وإغراقها بأموال المنح والعطايا، مشيرا إلى المعارك الوهمية التي ما زالت تجري على الساحة الفلسطينية ومنها صراع العلمانية والإسلام, والذي يقسّم الحركة الوطنية الفلسطينية, رغم أنه لا يعكس حقيقة الحال، وإنما يقلد وينقل صراعاً غربياً حدث في العالم الغربي في ظروف محددة، لا تنطبق على الواقع الفلسطيني فلسفياً وواقعياً.

وتاريخاً لا يوجد ذلك الانفصام الشديد بين الكثير من مضامين العلمانية وبين الدين الاسلامي، بل يوجد تقاطعات ولقاءات كثيرة مثل احترام كرامة الإنسان وحقوقه الطبيعية واحترام مَلَكة التفكير والتعقل وتشجيعها، والعمل على إطلاق حريتها. وفي ختام المحاضرة شارك الحضور بمجموعة من المداخلات القيمة.

جدير بالذكر ان جمعية القراءة الفلسطينية تتخذ من مكتبة بلدية البيرة العامة مقراً مؤقتاً لها، وتنظم العديد من النشاطات الثقافية بالتعاون مع قسم الشؤون الثقافية في بلدية البيرة.