|
ابحاث الاراضي: تصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين في بلدة الخليل القديمة
نشر بتاريخ: 24/08/2009 ( آخر تحديث: 24/08/2009 الساعة: 14:44 )
الخليل- معا- قال مركز أبحاث الأراضي في الخليل إن وتيرة اعتداءات المستوطنين ضد أهالي البلدة القديمة في الخليل قد تصاعدت في الآونة الأخيرة ، عن طريق مهاجمة المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
فحسب لجنة إعمار الخليل فان المستوطنين صعّدوا من اعتداءاتهم خلال الأسابيع الماضية، وذلك ببناء أحواض وجدران حجرية في أراض تملكها عائلة الحرباوي قرب شارع الشهداء المغلق منذ عشرة أعوام، كما قام المستعمرون بوضع مولد كهربائي وصهريج مياه وقاموا بزراعة أشجار زيتون تمهيداً للاستيلاء عليها لاحقاً. وقد لخص المركز في تقريرا صدره اليوم الاثنين بمناسبة شهر رمضان ابرز اعتداءات المستوطنين خلال شهر آب 2009 ضد أهالي البلدة القديمة: 1- قام المستوطنون بتجريف أراض مقابل" الاستراحة" على مدخل شارع السهلة من جهة الحرم الإبراهيمي والتي تقع ضمن وقف الأشهب ويملكها المواطن حسني الأشهب، كما قام المستوطنون بتقطيع الأشجار في الاستراحة، وذلك لاستخدامها لأغراض ترفيهية، فيما قام المستوطنون باقتحام محلات وقف عائلة الكيال وتخريبها وخلع أبوابها. 2- الاعتداء على المواطن نظام العزازمة بهدف قتله: أقدمت مجموعة من المستوطنين في تمام الساعة الخامسة من مساء السبت الموافق 1 82009، على اعتراض المواطن نظام خليل العزازمة ( 32 عاما ) لدى عودته إلى بيته الكائن في حارة أبو سنينة مروراً بشارع الشهداء، حيث اعترضه ما يزيد عن 20 مستوطناً في شارع الشهداء، واخذوا بتوجيه الشتائم والعبارات النابية له، ثم قذفه المستوطنون بكرسي في رأسه واخذوا بإلقاء الحجارة عليه مما أدى إلى إصابته بجروح في رأسه ويده وبطنه، ثم لاذوا بالفرار، وبعدها حضرت مجموعة من قوات الاحتلال إلى الموقع دون أن تفعل شيئاً، ثم قام العزازمة بالاتصال بأصدقائه الذين حضروا للمكان وقاموا بنقله إلى مستشفى الخليل الحكومي حيث أجريت الفحوصات اللازمة له. 3- الاعتداء على منزل المواطن نضال العويوي: قام ثلاثة من مستوطني البؤرة الاستيطانية " أبراهام افينو " المبنية على سوق الخضار القديم في قلب المدينة عصر السبت 1/8/2009، بالاعتداء على منزل المواطن نضال العويوي الكائن في منطقة "السوق القديم" حيث تسللوا إلى سطح المنزل وقاموا بتخريب خزانات المياه، وقذفها من على سطح المنزل، ثم لاذوا بالفرار بعد أن تنبهت عائلة العويوي لهم. يذكر أن عائلة المواطن نضال العويوي ( 11 فرداً ) تعيش في بيت متواضع وبإمكانيات متواضعة، ويتعرضون بين الحين والآخر لاعتداءات المستعمرين على مرأى جنود الاحتلال الذين يقيمون نقطة عسكرية على سطح منزل مجاور، كما تعرض المنزل للحرق من قبل المستوطنين في شهر كانون ثاني من العام الماضي. 4- منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي، حيث أصدرت دائرة أوقاف الخليل تقريراً جاء فيه أن سلطات الاحتلال منعت رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 62 مرة خلال شهر تموز 2009، وقد أوضح حجازي أبو سنينة - احد سدنة الحرم – لباحث مركز أبحاث الأراضي آلية منع سلطات الاحتلال لرفع الآذان، حيث قال بأن غرفة المؤذن تقع ضمن القسم المغتصب من الحرم الإبراهيمي، والذي استولت عليه سلطات الاحتلال في رمضان عام 1994. وأضاف أبو سنينة أن جنود وشرطة الاحتلال المتواجدين على مدار الساعة في هذا القسم المحتل وعلى مدخل غرفة المؤذن كثيراً ما يوقفون المؤذن ويمنعوه من دخول الغرفة لرفع الآذان، وفي حال سمح له بالدخول، فانه يكون عرضى للتفتيش والتدقيق في بطاقة هويته. فيما أوضح مصدر في دائرة أوقاف الخليل لباحث مركز أبحاث الأراضي إن سلطات الاحتلال تمنع رفع الآذان خلال إقامة الأعراس والحفلات اليهودية في ساحات الحرم الإبراهيمي بحجة عدم إزعاج المستوطنين، إذ كثيراً ما يكون منع رفع الاذان والوصول الى الحرم في أيام السبت. واضاف المصدر أن سلطات الاحتلال لا تسمح للمسلمين بالدخول الى القسم المحتل من الحرم إلا في عشرة أيام في العام فقط، وخلال الأعياد والمناسبات الإسلامية، وفي المقابل يسمح لليهود بالدخول الى القسم الآخر عشرة أيام أخرى في الأعياد والمناسبات اليهودية بعد أن يتم إغلاق الحرم بالكامل بحجة توفير الأمن للمستوطنين اليهود. جدير بالذكر أن آخر إغلاق للحرم الإبراهيمي في وجه المصلين كان يوم الثلاثاء والأربعاء (18-19 / 8 / 2009 ) بحجة الأعياد اليهودية، فيما اقتحم المستوطنون مبنى الرجبي الذي غادروه قبل حوالي نصف عام وبقرار محكمة الاحتلال الإسرائيلي، وأقاموا شعائرهم الدينية فيه. يشار هنا إلى أن أي زائر للحرم الإبراهيمي لا بد له من المرور عبر ثلاث بوابات حديدية ونقاط التفتيش التي يرابط عليها شرطة وجنود الاحتلال الإسرائيلي، وكثيراً ما يعمد الاحتلال على تفتيش المارة والتدقيق في هوياتهم وصلبهم على الجدران لمنعهم من الوصول الى الحرم. 5- المستوطنون يسرقون بهجة شهر رمضان في البلدة القديمة : الحاج خليل ابو شمسية في الثمانينات من عمره، تحدث لباحث مركز أبحاث الأراضي عن شهر رمضان في البلدة القديمة، مستذكراً الأيام التي كانت شوارع البلدة القديمة تعج بالمتسوقين لشراء الحاجيات تحضيراً لشهر رمضان، واستطرد حديثه أن هذه البهجة والمظاهر الرمضانية أخذت بالتلاشي بعد الانتشار الواسع للمستوطنين في أحياء وأزقة البلدة القديمة، قائلاً أن العادات الاجتماعية والزيارات الرمضانية بين الأقارب أصبحت الآن محفوفة بالمخاطر نظراً لكثرة اعتداءات المستوطنين على السكان الفلسطينيين في البلدة القديمة. فيما أوضح المواطن محمد النتشة الذي يملك متجراً في البلدة القديمة منذ الخمسينيات، أن اعتداءات المستوطنين على التجار الفلسطينيين في البلدة القديمة اجبرت الكثيرين منهم على إغلاق متاجرهم والتوجه نحو الأماكن الأكثر أمناً، مضيفاً انه يعمل في متجره من الصباح وحتى الساعة الثانية ظهراً ليجمع بعض الشواقل لاعالة أسرته، فيما تكاد الحركة تكون شبه مشلوله، نظراً لصعوبة الوصول إلى متاجر البلدة القديمة التي تتعرض لمضايقات واعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين. وأضاف النتشة أن المستوطنين الذين يسلكون شوارع البلدة القديمة كثيراً ما يعمدون على تخريب وسرقة المواد المعروضة أمام المحلات التجارية، واستطرد حديثه " أن ضغوطات الاحتلال والمستوطنين أدت إلى خراب البلدة القديمة، وبدى هذا الخراب واضحاً خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان " . وحسب إحصائية لمكتب وكالة الغوث في الخليل فان في البلدة القديمة ما تعداده 101 حاجزاً، كان الاحتلال قد أقامها لإعاقة حركة المواطنين في البلدة القديمة. |