|
تمور أريحا زينة مأدبة رمضان تنافسها تمور المستوطنات
نشر بتاريخ: 24/08/2009 ( آخر تحديث: 24/08/2009 الساعة: 16:47 )
أريحا- معا- تحتل التمور ركنا هاما وحيويا على مأدبة إفطار الصائم خلال شهر رمضان، لأنها تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية والتي يحتاجها الصائم بعد يوم من الإمساك عن الطعام وشرب السوائل، فهي توفر للجسم حاجته من الغذاء الصحي المتكامل وتمده بالطاقة اللازمة، وتمور أريحا كما هو حال موزها غنية بالعناصر الغذائية العالية والتي منحتها النكهة والمذاق الخاص، فأصبح لها زبائنها المميزون والذين لا يتذوقون سواها على مدار العام وليس في رمضان فقط.
ورغم هذه المزايا الفريدة والتي ساهمت نسبة الملوحة العالية في تربة ومياه أريحا الجوفية في إكسابها للتمور الريحاوية إلا أن المنافسة بينها وبين تمور المستوطنات الإسرائيلية على أشدها، فالتجار الباحثين عن الربح السريع اغرقوا أسواق المدينة وكافة مدن الضفة الغربية بتمور المستوطنات من الصنف الثاني والثالث والرابع والتي تتعرض للتلف "بسبب ريها بالمياه العادمة"، والتي أكدت التحاليل المخبرية في الأسواق الأوروبية عدم صلاحيتها وتلوثها بسبب ذلك، الأمر الذي أدى إلى منافسة وحرب تسويقية بين المنتج الفلسطيني للتمور ومزارعي المستوطنات. ومن اجل حماية المنتج الوطني من التمور نظمت لجنة حماية المستهلك وتحت رعاية محافظ أريحا والأغوار لقاء مجتمعيا لمناقشة وبحث سبل حماية المنتج الوطني من التمور. وأوصى المشاركون ممثلي الجهات الرسمية والأهلية والتعاونيات الزراعية بالعديد من التوصيات والاقتراحات للقيام بحملة هدفها منع تسويق إنتاج المستوطنات من التمور في أسواق محافظات الوطن وتنفيذ جملة من التدابير والإجراءات التي تعزز من مكانة المنتج الوطني من التمور. المهندس احمد الفارس مدير زراعة أريحا أشار إلى سلسلة من الإجراءات التي عملت المديرية على تنفيذها في إطار توجيهات وزارة الزراعة وبالتعاون مع الضابطة الجمركية والأمن الوطني، وفي مقدمتها تشكيل لجان ميدانية لحصر الإنتاج المحلي من التمور ومنع منح أية تصاريح للتجار لاستيراد تمور المستوطنات وتسليم كل مزارع كوبون بكميات إنتاجه من التمور للحصول على التصاريح من وزارة الزراعة لتوزيعها في أسواق الضفة الغربية أو منح المزارعين والتجار شهادات منشأ للتصدير للسوق الأوروبي بعن أن نجحت تجربة تصدير التمور إلى كل من بلجيكا السويد ماليزيا والإمارات العربية. واوضح أن كميات التمور المنتجة في الأغوار لموسم 2009/2010 تتجاوز ألف طن فيما حاجة السوق المحلي من التمور تقدر بأكثر من 4 ألاف طن سنويا، الأمر الذي يستوجب الاستيراد من السوق الإسرائيلي شرط ألا يكون المنتج مصدره مزارع المستوطنات. وبين الفارس أن الدراسات الإحصائية والأبحاث المسحية أشارت إلى أن استهلاك الفرد الواحد في المجتمع الفلسطيني من التمور تقدر بـ 600 غرام سنويا مقابل 37 كيلو غرام من التمور يستهلكها الفرد في المجتمع السعودي. المهندس إبراهيم دعيق احد كبار مزارعي النخيل قال: أننا كمزارعين نسعى لحماية جودة إنتاجنا من التمور وبما يحقق لها منافسة التمور الأخرى، لذلك قمنا بتفعيل جمعية مزارعي النخيل والتي ستؤخذ على عاتقها القيام بحملة تسويقية للمنتج الوطني من التمور وإصدار ملصق يميزها عن التمور الأخرى، مؤكدا أن تمور أريحا لها خصوصيتها بسبب ريها بالمياه العذبة التي مصدرها الآبار والينابيع في منطقة الأغوار، منوها إلى أن شجرة النخيل ذات عمق تاريخي ومفهوم وطني وإنها شريك للإنسان الفلسطيني في معركة الحفاظ على الأرض الفلسطينية. التاجر حسن احمد غروف قال: إنني اعمل في تجارة التمور منذ قرابة أربعين عام الأمر إلي خلق شراكة أساسها الثقة بيني وبين الزبون الذواق لتمور أريحا، ففي كل عام يتوافد إلي عشرات ممن اعتادوا على شراء التمور الريحاوية والتي يثقون بجودتها ونقائها فهي غير ملوثة ولا تسقى من المياه العادمة. التاجر إبراهيم احمد براهمة قال: لقد ورثت مهنة تجارة الخضار والفواكه عن جدي وأبي وهذا ما خلق نوعا من الثقة مع الزبائن والذين نخصص لهم كل عام متطلباتهم وحاجتهم من التمور الريحاوية والتي تدخل في موائدهم وصناعة الحلوى في المناسبات الدينية والأعياد الوطنية، لكنه أشار إلى أن أسعار التمور المنتجة محليا عالية جدا مقارنة بالتمور الإسرائيلية والتي غالبا هي من الفئة "ب". لكن المهم في هذا الأمر هو إجماع كافة الأطراف على أهمية قرار وزارة الزراعة وتوجهاتها بمنح الأولوية للتنور الفلسطينية ومنع تسويق تمور المستوطنات في السوق المحلي رغم الفرق الكبير في الأسعار والذي سيكون على حساب جيب المستهلك لكنه سيحمي صحته. |