وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رغم انخفاض أسعار اللحوم الى النصف بغزة إلا أن المواطن عاجز عن شرائها

نشر بتاريخ: 25/08/2009 ( آخر تحديث: 25/08/2009 الساعة: 16:11 )
غزة- تقرير معا- بعد أن استطاعت ألف وخمسمائة رأس عجل من اجتياز معبر كرم ابو سالم إلى قطاع غزة قبل حلول شهر رمضان، فإن الظن يغلب أن جميع سكان القطاع يستطيعون اليوم أكل اللحوم الطازجة بعد أن ملت امعاءهم تلك المجمدة، ويتبادر إلى الذهن ان انخفاضاً طرأ على أسعارها سيفتح الشهية أكثر لطهيها طازجة، ولكن الحال يقول عكس التمنيات.

فقد أكد مواطنون كثر من مختلف أرجاء القطاع عدم قدرتهم شراء اللحوم الحمراء رغم انخفاض أسعارها إلى حوالي النصف، وقريباً كان سعر الكيلو الواحد من لحم الضان او العجل الطازج يقارب حاجز 60 – 70 شيقلا أما اليوم فكما يؤكد التجار والمسؤولون فإن الكيلو لا يتجاوز الأربعين شيقلا وهو بالتأكيد سعر مرتفع في ظل دخول قرابة 70% من سكان القطاع تحت خط الفقر وارتفاع معدلات البطالة بين صفوفهم إلى ما يفوق 80%.

المواطنة أم محمد وهي أم "لطفل واحد" اشتكت أنها ما تزال غير قادرة على شراء اللحوم لأنها ما زالت تعتبرها غالية الثمن وقالت في حديث لـ "معا" اذا كنت انا ولدي طفل واحد لا زلت لا استطيع شراءها، ماذا يفعل من لديه اسرة كبيرة مكونة من عشرة أولاد؟؟".

من جانبه لم يتوان أبو احمد وهو معيل لأسرة مكونة من خمسة أفراد ويتقاضى راتبا قد يصل الى 350 دولارا أن يعرب عن استيائه من غلاء اللحوم مبينا انه ما زال لا يستطيع شراءها، قائلاً: "المنتجات زمان كانت رخيصة وكان الدخل أفضل لأننا كنا نعمل في إسرائيل أما هذه الأيام لا دخل مادي ولا منتجات وإذا تواجدت فهي بأسعار باهظة".

وبين انه خلال عمله في إسرائيل لم يكن يعرف طعم ونكهة اللحوم المجمدة حيث كان يبتاع لأطفاله كافة أنواع اللحوم مهما كانت أسعارها وهي بالتأكيد كانت في متناول اليد.

معين علوان معيل لعشرة أبناء وهو احد العمال العاطلين عن العمل وبالطبع غير قادر على شراء كيلو لحم واحد خلال شهر كامل ويشتكي من حالة التمايز في قطاع غزة قائلاً: "هناك محسوبون على السلطة القديمة وآخرون على السلطة الحالية يتقاضون رواتب ويستطيعون التنعم بالخراف واللحوم الطازجة أما نحن فلنا الله".

وزارة الاقتصاد في الحكومة المقالة أكدت أنها اتفقت مع تجار اللحوم للعمل على تخفيض أسعار اللحوم ليصبح الكيلو غرام للمستهلك 35- 40 شيقلا حسب الجودة.

وقال م. أحمد أبو ريالة مدير دائرة حماية المستهلك لـ"معا":"هذه الأسعار مقارنة بدول الجوار تعتبر من اخفض الأسعار في المنطقة" منوها إلى أن هناك متابعة ميدانية من قبل مكاتب الوزارة وان أي مخالف للأسعار سيحال للشؤون القانونية ومنها إلى النائب العام.

وكانت أسعار اللحوم الحمراء قد شهدت ارتفاعا كبيرا خلال العامين الأخيرين بسبب منع قوات الاحتلال إدخال العجول عبر المعابر بعد فرض الحصار المشدد حيث بلغ سعر الكيلو جرام الواحد اكثر من 60 شيقلاً.

ودخل قطاع غزة قبل بدء شهر رمضان حوالي 1500 رأس من العجل من أصل 3000 رأس عبر معبر كرم أبو سالم حيث يصل حجم استهلاك القطاع من اللحوم حوالي 280 رأس يوميا.

وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أوزانها التي تراوحت بين 800 إلى 1000 طن حيث أبدى المواطنون تخوفهم من عدم صلاحيتها والبعض الآخر امتنع عن شرائها وفضل استهلاك المجمدة من باب الحذر لا غير.

بدوره أكد زكريا الكفارنة مسؤول الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة المقالة أن العجول التي دخلت القطاع سليمة من الناحية الصحية ولا مخاوف من شرائها وأنها صالحة للاستخدام الآدمي حيث خضعت لفحوصات قبل دخولها للتأكد من سلامتها.

وعن أوزانها قال الكفارنة أنها أعمارها لا تتعدى العام والنصف عازيا وزنها الثقيل لاحتجازها لدى الاحتلال رغم القرار بإرسالها إلى قطاع غزة وبالتالي تربتها على الأعلاف الاسرائيلية حيث تحتجز وهو ما يزيد وزنها، مشيرا إلى أن المواشي التي تأتي من دول مجاورة إلى القطاع يتم التأكد من خلوها من الأمراض من خلال "شهادات خلو أمراض "لكل ماشية وفحص بيطري قبل الدخول، مؤكدا ان قيمتها الغذائية جيدة وانها صالحة للاستخدام.