|
فرقة فنونيات تختتم مشاركتها في مهرجان صيف صنعاء السياحي الرابع
نشر بتاريخ: 25/08/2009 ( آخر تحديث: 25/08/2009 الساعة: 15:54 )
بيت لحم- معا- اختتمت فرقة فنونيات للرقص والفني الشعبي، التابعة لمحافظة رام الله والبيرة، أمس، مشاركتها في مهرجان صيف صنعاء السياحي الرابع، وعادت إلى أرض الوطن، اليوم ، حيث قدمت الفرقة سبعة عروض في المهرجان، استحوذت خلالها على استحسان الحضور، وهو الأمر الذي جعل الفرقة الفلسطينية أن تقدم هذا العدد من العروض رغم أن الاتفاق كان ينص على إقامة عرضين فقط.
وكانت الفرقة شاركت في هذا المهرجان بترشيح من وزارة السياحة والآثار، فيما تكفلت الدكتورة ليلى غنام القائم بأعمال محافظ رام الله والبيرة بتغطية سفر الفرقة من فلسطين إلى الأردن، فيما قامت السفارة الفلسطينية في اليمن باستقبال الفرقة ومرافقتها طيلة عشر أيام قضتها في اليمن. وقدمت الفرقة الفلسطينية في مدينة صنعاء سبعة عروض أبهرت فيها الجمهور اليمني الغفير الذي تابع فعاليات المهرجان، وأبدوا اعجابهم بالتراث الشعبي الفلسطيني وأصالته. واستعرضت الفرقة، التي تأسست في العام 2002، من خلال رقصاتها ودبكاتها التاريخ الفلسطيني، والمعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي وتطلعه للعيش بسلام والحصول على حريته وةاستقلاله والعيش بحياة كريمة. وتقدم فرقة "فنونيات" لوناً حديثاً من الفلكلور والدبكات الشعبية التراثية الفلسطينية الأصيلة، ولكن بطريقة منسجمة وروح العصر الحديث، في محاولة لـمخاطبة العالـم ونقل الفن الشعبي الفلسطيني إلى مستوى العالـمية من خلال تقديم مزيج منه مع الرقص التعبيري. وتعمد الفرقة إلى تطويع الـموسيقى والأغاني الشعبية الفلكلورية الفلسطينية إلى لوحات فنية راقصة، من خلال تمايل الأجساد وتشابكها سوية لتقدم أعمالاً فنية تراثية معاصرة. ويشكل الراقصون البالغ عددهم 22 راقصاً من خلال تشابك أيديهم ولباسهم التراثي البديع، لوحات فنية راقية، وتبدأ الأجساد الشابة بالتمايل على أنغام الـموسيقى والأغاني التراثية الفلسطينية، وتسحق الأقدام الراقصة خشبة العرض عندما تؤدي الفرقة رقصاتها ولوحاتها الفنية، لتلهب أكف الجمهور وتمتعهم بما تقدمه من تراث فلسطيني أصيل. وتبدأ الأقدام بملامسة الأرض بخطوات متناسقة وكأنهم جسد واحد، فيبدعون في عمل حركات تصفق لها أكف الـموجودين، فهي تمثل رقص الجسد والروح في لوحة من الحركات، تحاكي حياة الأجداد وتنقلها للجيل الجديد وتعيد الناظر إليها إلى عصر التراث الجميل. وقدمت الفرقة مجموعة من 16 لوحة فنية عبرت فيها عن تراث وتاريخ وحاضر الشعب العربي الفلسطيني الأصيل، وعبر قسم منها عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، على وقع أغان من التراث الفلسطيني. وقدمت الفرقة لوحة الأسير من خلال ظهور مجموعة من الراقصين والراقصات مكبلين بسلاسل حديدية، إضافة إلى مجسم لقبة الصخرة وصليب كبير، فيما كانت تقف إلى جانب الأسرى فتاتان ملثمتان بالكوفية الفلسطينية. واستغرب المدير الفني ومصمم الرقصات في الفرقة معتز قرعوش من حجم الاقبال من الأسر اليمنية التي تابعت عروض الفرقة، وعشقهم الشديد للتراث الفلسطيني، فضلاً عن استغرابه من الاهتمام الاعلامي الكبير الذي حظيت به الفرقة الوحيدة التي مثلت فلسطين من بين 19 دولة عربية شاركت في المهرجان. وأشار إلى أن جميع من حضر المهرجان أشاد بجمال التراث الفلسطيني وعراقته وأصالته، مشيداً بجهود السفارة الفلسطينية في اليمن، والتي لم يفارق موظفيها الفرقة الفلسطينية للحظة. وكشف قرعوش على أن وزارة السياحة اليمنية اتفقت مع الفرقة على المشاركة في مهرجان صيف عدنان الذي سيقام في شهر آب 2010، كما وقعت الفرقة اتفاقية مع وزارة السياحة والآثار المغربية على تنظيم جولة فنية للفرقة في مدن المغرب صيف العام القادم. بدوره، قال مدرب الفرقة إياد دحادحة إن الفرقة تأسست من خلال حرص القائمين عليها على توريث الفلكلور والتراث الشعبي من جيل إلى آخر خوفا من الطمس والضياع، وحفاظاً على الهوية من الاندثار، معتبراً الدبكة الفلسطينية أحد أهم صور هذا التراث الذي يستند إلى إرث فني وثقافي عميق يمتد زمناً طويلاً عبر التاريخ. وأضاف: تتشابك الأيادي خلال أداء الدبكة كدليل على الوحدة والتضامن، وتضرب الأرجل بالأرض دلالة على العنفوان والحيوية، وترافقها أغانٍ تعبر عن عمق الانتماء للأرض، وفيها الترحيب بالعائد من السفر. وأثنى دحادحة على جهود محافظة رام الله والبيرة على تبني الفرقة، ودعمها ومساندتها، وشكر مروان الطوباسي، وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية على ترشيح الفرقة للمشاركة في هذا المهرجان العربي الهام، مشيرا إلى أن الفرقة حظيت باهتمام إعلامي يمني وعربي غير مسبوق، كما أن التلفزيون اليمني الرسمي أنتج فيلماً وثائقياً حول الفرقة الفلسطينية، والتراث الشعبي الفلسطيني. |