|
الفانوس.. مظهر رمضاني من أين بدايته؟
نشر بتاريخ: 02/09/2009 ( آخر تحديث: 02/09/2009 الساعة: 19:35 )
بيت لحم- معا- تنتشر في شهر رمضان المبارك أشكال الزينة في كل مكان، وأشهر أنواع هذه الزينة هي الفوانيس، التي تعتبر من ابرز ما يميز مظاهر شهر رمضان، ولا يكاد منزل أو محل يخلو منها، حيث أسواق القدس والبلدة القديمة بالفوانيس كسائر المحافظات الفلسطينية.
ولهذا الفانوس جذور تاريخية وله قصص وروايات على مر الزمن القديم، وأصبح تقليدا خاصا بشهر رمضان، واعتاد الأطفال على انتظار الشهر الفضيل من اجل التنافس فيما بينهم من يمتلك الفانوس الأجمل والأفضل والأكبر والناطق والمتلون ...الخ من أشكال وأنواع الفوانيس المختلفة، كل هذا الانتشار والتعلق بالفانوس يدفع إلى التساؤل كيف ومن أين أتت فكرة الفانوس؟. تعني كلمة فانوس "النمام" وذلك بالرجوع الى قاموس "المحيط" يرجع التسمية إلى أنه "يظهر حامل الفانوس وسط الظلام". الفانوس هو أداة للإنارة في الزمن القديم أي قبل اختراع الكهرباء، وجاء المشعل المحمول بالبطاريات (اللوكس) أو المشحون بالكهرباء ليحل مكان الفانوس، واستخدم الفانوس للإنارة ليلا عند الخروج وايضا داخل المنازل، وبشهر رمضان كان المسحراتي يستخدم الفانوس ليضيء الطريق أمامه قبل آذان الفجر وكان يرافقه بعض الأطفال أحيانا، وعند خروج المصلين من منازلهم قصد المسجد كان يستخدمون الفوانيس، إذا هو الضوء في ذلك الوقت وكان يضطرر الجميع إلى حملة معهم خاصة بالليل. ولم يقف الأمر عند ذلك بل تطور وشهدت صناعة الفوانيس تطورا كبيرا في عهد الحاكم بأمر الله، حيث أصدر قانونا يوجب على كل شخص تعليق فانوس مضاء فوق بيته من ساعة الغروب إلى حين بزوغ الشمس طيلة شهر رمضان، وعلقت فوانيس في أماكن مختلفة لإضاءة الطريق، لتعمل عمل عمدان الكهرباء بالوقت الحالي، واوجب على النساء التي تخرج بالليل للصلاة أو لقضاء حاجاتها الضرورية بأن يتقدمها شخص يحمل فانوس، وبعد الصلاة كان يتجمع الأصدقاء والعائلات ليستمعوا إلى القصص والحكايات الممتعة، وإثناء عودتهم كان شخصا يحمل فانوسا كبيرا من النحاس، وكان يستخدم الزيت لإنارة الفوانيس، ولم يرتبط الأمر بالمسحراتي فقط فلقد استخدم الشرطة الفوانيس في جولاتهم الليلية لتأمين الطريق. شهد الفانوس شهرته حسب الروايات والتاريخ من مصر سنة 358 هجري الموافق 968 ميلادي والذي وافق دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي للقاهرة والتي وصلها ليلا، وخرج جموع المستقبلين له بالليل فكان لا بد من وسيلة إنارة، وأراد الناس استقباله بالمشاعل والشموع وحتى لا تتعرض الشموع للإطفاء لجاء الناس إلى وضعها على قاعدة من الخشب وإحاطتها ببعض الزعف والجلد الرقيق، ومن هنا كانت البداية. وأعجب الخليفة بهذه الظاهرة كثيرا، ومنذ ذلك الوقت أصبحت عادة رمضانية، وأخذت صناعته بالازدهار والتطور، فظهرت فوانيس الزيت بالماضي كما أسلفنا ثم بعدها استخدم الشمع والتي تتميز بألوانها الجذابة، والمصنوعة من الزجاج وفي صورة نوافذ متلاصقة في إطار من الألمنيوم والنحاس وزينة بالرسومات ومزخرفة ولها باب لوضع الشمعة في مكانها، وبعد ان يتم اشتعالها تعكس الألوان من خلال الزجاج المزخرف والملون ولكن يعاب عليها أنها ضارة بالصحة وخطرة ايطا،إلى ان تم استبدال الشمع بالضوء، ودخلت علية المؤثرات الصوتية والمرئية، واليوم أصبح الفانوس بالريموت كنترول (التحكم عن بعد). ويمتلك الفانوس أكثر من عشرين اسما منها أبو شرف، أبو عرق، أبو لموز، أبو حشوة، المسدس، الصاروخ، والدبابة، وشقة البطيخ، وعلامة النصر، وأبو اللجام ويكون على شكل رباعي ويطلق عليه ذلك لوجود أربعة فوانيس صغيرة على زواياه الأربعة وتمثل أولاد الفانوس الكبير. واشتهرت مصر بصناعة الفوانيس بمختلف أشكالها وأنواعها وألوانها إلا أنها اليوم تصنع بالصين. |