وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

معرض فني في تل ابيب يصور الفدائيات الفلسطينيات كقديسات

نشر بتاريخ: 03/09/2009 ( آخر تحديث: 04/09/2009 الساعة: 15:38 )
بيت لحم- معا- أثار معرض فني من المتوقع افتتاحه مساء "الخميس" في احدى قاعات مركز سخولوف في تل ابيب موجة عارمة من الاحتجاج في صفوف الاسرائيليين الذين فقدوا اقرباءهم جراء العمليات التفجيرية الفلسطينية.

ويتضمن المعرض الذي حمل اسم "امرأة، أم، قاتلة" الذي تنظمه الفنانتان الاسرائيليتان "غيلانة بلايخ وليلى تشيك" لوحات تصور سبع فتيات فلسطينيات نفذن عمليات تفجيرية على هيئة السيدة مريم العذراء وهي تحتضن طفلا بين ذراعيها اضافة الى التفاصيل الشخصية لكل فتاة مسجلة اسفل اللوحة الفنية ومكان وتاريخ العملية التي نفذتها وعدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في العملية.

ومن بين الفتيات اللواتي ظهرن من على اللوحات الفنية في المعرض الذي سيستمر ثلاثة اسابيع قبل ان ينتقل الى عاصمة "الانوار" باريس الفتاة "و" من رام الله والبالغة من العمر ( 28 عاما) فجرت نفسها في شارع يافا بمدينة القدس بتاريخ 27/1/2007 وتسببت بمقتل اسرائيلي واحد وجرح 150 اخرين اضافة الى الفتاة "ا" من مدينة بيت لحم والبالغة من العمر ( 18 عاما) فجرت نفسها على مدخل سوبر ماركت في حي كريات يوفيل بمدينة القدس ما ادى الى مقتل اسرائيليين وجرح 28 آحرين، والفتاة التي فجرت نفسها في مطعم مكسيم بمدينة حيفا يوم الرابع من تشرين الاول اكتوبر عام 2003 ما أدى الى مقتل 21 اسرائيليا وجرح 51 اخرين.

وصورت بقية اللوحات المعروضة الفتيات اللواتي نفذن عمليات تفجيرية في احد المراكز التجارية بمدينة العفولة، وفي منطقة التلة الفرنسية بمدينة القدس، وسوق محانيه يهودا، وحاجز مكابيم العسكري اضافة الى كميات من التراب جمعت من مواقع العمليات.

وقالت افيغال ليفي والدة احدى الفتيات اللواتي قتلن في تفجير كريات يوفيل "اذا كنا نحن اليهود نلحق بأنفسنا مثل هذا الضرر فلماذا نشتكي من السويديين؟ هل فقد هؤلاء الفنانون آخر نقطة من الشفقة علينا؟ انهم اغبياء ومجرمون حين فعلوا هذا الامر عن عمد كونهم عرفوا بانهم سيثيرون ضجة".

وتضمن التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" العديد من ردود الفعل لعائلات القتلى الاسرائيليين تشابهت في معظمها مع رد فعل والدة الفتاة سابقة الذكر.

وفي معرض ردهن على الانتقادات قالت الفنانتان المنظمتان للمعرض بانه خصص بالذات لادانة افعال الفتيات الفلسطينيات اللواتي فجرن انفسهن لان وظيفة الفن الحديث توجيه الاسئلة ونحن نسأل بدورنا من خلال المعرض "كيف لفتيات بهذا الشكل يتحولن الى مخربات؟".

وبدورها قالت الفنانة "ليلى تشيك" ماذا جرى لهذا العالم وكيف يتحول الحب الذي تلازم مع اسم المرأة والام الى كراهية، ان اللوحات مع التراب القادم من مواقع التفجيرات تمثل لوحات تذكارية لقتلى وجرحى تلك العمليات.