|
مهندسون من غزة يصممون آلة ميكانيكية لتصنيع السماد العضوي
نشر بتاريخ: 06/09/2009 ( آخر تحديث: 06/09/2009 الساعة: 14:26 )
غزة- معا- تمكن مهندسون زراعيون في وزارة الزراعة بغزة من تصميم آلة ميكانيكية حديثة لإعداد وتصنيع السماد العضوي (الكومبست)، وذلك للاستعاضة عن عدم توفر مستلزمات القطاع الزراعي، نتيجة تحكم الاحتلال في المعابر وللتغلب على حالة الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأوضح المهندس نزار الوحيدي مدير التخطيط والسياسات بوزارة الزراعة المقالة، أن قصة نجاح تصميم آلة ميكانيكية حديثة بدأت بعد توجيهات الدكتور محمد رمضان الأغا وزير الزراعة المقالة بضرورة حل أعقد مشكلة يواجهها المزارع في إعداد سماد الكومبست في ظل الحصار ومنع دخول كافة مستلزمات الإنتاج لفترة طويلة، مضيفاً: وبعدها طرحت الفكرة أمام مهندسين شابين لم يمض على تعيينهما سوى عدة أشهر هما: المهندس شاهر الريفي والمهندس محمد المزين، وبدأت فعلا رحلة التصميم والتجهيز ثم إنتاج الآلة واستخداماتها وتقييم نتائجها. المهندس شاهر الريفي أحد المصممين للآلة الميكانيكية قال: "أهم ما يواجهنا هو غياب نموذج نقوم بمحاكاته، لهذا بدأنا في تصفح الانترنت والبحث الميداني والوقوف علي عملية الإنتاج في مخلاة "القادسية" التي يتم فيها إعداد الكومبست حتى نستطيع أن ننجز للمهندس القائم على الإنتاج ما يحتاجه فعلاً وتم ذلك بحمد الله". أما المهندس محمد المزين فقال: "اعتمدنا في البداية على نماذج من الانترنت ثم طورنا منه نموذجاً بسيطاً يساعد المزارع كفئة مستهدفة وبسعر بسيط نسبياً يوفر عليه 90% من ساعات العمل المجهد والمضني والمكلف مادياً". أما عن الأجهزة والأدوات التي تم استخدامها في تصميم الآلة فأوضح م. المزين، أنه تم أخذها من جبل حديدي من السيارات والآليات المحطمة التي خلفتها الحرب الأخيرة على قطاع غزة من تدمير مبان وورشات وزارة الزراعة، لافتاً أنه تم استخراج التروس وناقل الحركة وبعض القطع الأخرى اللازمة للاستخدام. وأشاد م. المزين بجهود العمال الفنيين والميكانيكيين بوزارة الزراعة الذين شاركوا في العمل، لافتاً أنه لولا هؤلاء "المبدعين" لما تمكنا من نقل أفكارنا لأرض الواقع، وتابع: "هذه ميزة تمكن المهندس الفلسطيني من تحقيق أحلامه ونقل أفكاره إلي حقيقة ملموسة". أما عن التكلفة الاقتصادية يؤكد م. المزين، أن استخدام الآلة في عملية التقليب لا تكلف المزارع أكثر من 90 دولارا تقريباً، في حين أن الكومة بطول 50 متراً تكلف المزارع 500 دولار تقريباً كأجرة للعاملين في تقليبها بواقع عشرة عمال يتقاضي الواحد منهم 5 دولارات في اليوم. وعن النتائج والآثار المتوقعة علي كومة الكومبست، أشار م. المزين أنها تحافظ على الخواص الطبيعية المتميزة والكيميائية للمنتج، حيث تقل كمية الفقد من العناصر إلى حد كبير، كما أن التجانس في عملية الخلط والتفريم والتقطيع ميزة إضافية ويؤكد ذلك عدد من الخبراء بوزارة الزراعة الذين يراقبون ويتفحصون الآلة وهي تقوم بعملها. يشار هنا أن الكومبست هو سماد عضوي يتم إعداده من مخلفات المحاصيل الزراعية أو المخلفات العضوية الأخرى من نفايات المدن، ويضاف إليه سماد عضوي من مزارع الدواجن أو الأبقار أو الأغنام، حيث بعد تقطيع المخلفات وتكويمها بترتيب وتعاقب طبقي ومن ثم ترطيبها وتقليمها حتي تمام نضجها يخرج ما يطلق عليه اسم "سماد الكومبست"، ويعتبر السماد المعد بهذه الطريقة أحد أهم عناصر الزراعة العضوية والزراعة الآمنة. وفي سياق ذي صلة تطرق م. الوحيدي إلى أن وزارة الزراعة بدأت فعلياً بالزراعة العضوية، حيث سيكون 2010 عاماً لانطلاق الزراعة العضوية في فلسطين، مؤكداً أن الإبداعات والمشاريع التي تقوم بها الوزارة تأتي من خلال النهوض بالواقع الزراعي وخلق اقتصاد زراعي مقاوم، وذلك من خلال خطة متكاملة أعدتها الوزارة لبناء مستقبل أفضل للقطاع الزراعي بعيداً عن الاحتلال وتدخلاته. |