وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مساومة على حاجز قلقيلية...قلبت حياة أبو يوسف رأسا على عقب

نشر بتاريخ: 09/09/2009 ( آخر تحديث: 10/09/2009 الساعة: 08:33 )
غزة- تقرير معا- "بدك اضلك عند مرتك وأولادك ولا بدك تشتغل معنا" هكذا تلقى سمير أبو يوسف من سكان الضفة الغربية وتحديدا مدينة قلقيلية قرار الاحتلال الإسرائيلي من على حاجز قلقيلية الذي يساومه بين أن يكون احد المنتمين إليهم أو أن يبعد عن زوجته وأبنائه الأربعة.

وهذا ما حدث فعلا عندما رفض ابو يوسف العرض المغري فهو لم ير أبناءه الأربعة"باسم،وسمية،ونزار ،وجمانة أصغرهم "منذ حوالي السنتين تقريبا بعد ان اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية في العام 2007 من على إحدى حواجز المنطقة.

ضاقت الدنيا بسمير الذي تبعثرت حياته منذ سنتين بعد أن تعبت روحه من البحث عن حلول تنهي معاناته ومعاناة ذويه فكان الحل الأخير وكالة "معا" ليسمع صوته هو الآخر لعله يجد من ينصفه أو يمد له يد العون.

ويروي سمير لـ"معا" قصته مع الاحتلال والإبعاد حيث غادر غزة العام 1994 عند قدوم السلطة الفلسطينية إلى غزة والضفة ليمضي ثلاث سنوات في مركز للتدريب الصناعي في أريحا، ثم انتقل الى مدينة قلقيلة في العام 1997 حيث تزوج من إحدى الفتيات هناك واستقر في بيت يمتلكه ويعمل في ورشته الخاصة بالنجارة.

وعند عودته في احد الأيام إلى عائلته بعد يوم عمل شاق داخل إسرائيل احتجز سمير على إحدى حواجز قلقيلية مع أخيه لمدة تزيد عن الساعتين تم خلالها إجراءات تفتيش بحقه ثم تم تحويله إلى مركز "ايال" للتحقيق معه وكانت هناك المساومة وفجأة وجد نفسه عند معبر بيت حانون ايريز شمال قطاع غزة تحديدا في تاريخ 2-2-2008.

وأكد أبو يوسف انه وجه خطابات لأكثر من جهة حتى تمكنه من العودة إلى أطفاله بعد عام من الم الفراق وتشتت الأسرة رافضا في الوقت ذاته أي حديث يدور عن إمكانية جلب عائلته لتستقر هنا في غزة قائلا:"انا الي بيت ملك والي منجرة ولا اريد الاستقرار في غزة،اهل غزة لا يجدون ما يعملون فكيف اجد انا".

ويتابع:"ذنبي الوحيد اني رفضت التعامل معهم وعوقبت لاني رفضت التعامل معهم فاين اصحاب القرار من مصيبتي".

ودعا ابو يوسف كافة الجهات المعنية وخاصة حسين الشيخ رئيس الشؤون المدنية في رام الله إلى النظر في حالته ووضع حد لها"وإذا كانوا غير قادرين على لم شمل أسرتي فليقدموا مساعدات تعيل أسرتي التي لا تمتلك ادني مقومات الحياة" مبينا ان عددا من اقاربه أخذوا على عاتقهم اعالة اسرته.

وعن شعور الفراق يقول أبو يوسف وتكاد الدموع تملأ عينيه:"شعور لا يوصف،،،ليل نهار اتالم،،،،لا أتخيل أني منذ سنة ونصف لم أضم جمانة إلى صدري فهي لا تعرفني".مشيرا إلى انه يعد أطفاله انه سيلقاهم عما قريب.

"بكرا جاي،،،يوم السبت جاي"هذا هو حال أبو يوسف منذ سنتين ليس لديه سوى وعودات تنسي أطفاله معاناة الفراق إلى أن يأتي وقت اللقاء مبينا أن كل يوم يمضي وأطفاله الأربعة ينتظرون الغد بفارغ الصبر دون أن يعلم هو أو هم متى ينتهي كابوسهم.