|
رسالة إلى وزير الأوقاف وقاضي قضاة فلسطين ومفتي الديار المقدسة
نشر بتاريخ: 09/09/2009 ( آخر تحديث: 09/09/2009 الساعة: 23:35 )
بيت لحم - معا- وجه سامر محمود دماطي رسالة الى وزير الاوقاف والشؤون الدينية ومفتي الديار المقدسة قدم فيها شرحا تفصيليا حول لأخطاء الموجودة في التقاويم والدهريات. وفيما يلي النص الكامل للرسالة:
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد . حقيقة وقبل الخوض في صلب الموضوع وفي عجالة أنني كنت لا أرغب أن أكتب هذا المقال ولا أخوض فيه لأني بكل بساطة لست أهلاً لذلك فلا أنا احتل مركزاً رفيعاً في وزارة الأوقاف ولا أنا صاحب علم وفير حتى يكون لي قول في ذلك ، ولكن للأسف حاولنا كثيراً ومراراً أن لا يصل الموضوع لحد النشر على المواقع الإخبارية لأن هكذا مواضيع لا تصلح للنقاش أمام العوام فضلا عن الدهماء والرعاع ، لأن هكذا مسائل لا تطرح إلا لذوي الشأن وهم دار الافتاء ودار القضاء ووزارة الأوقاف ، فهم أهل الاختصاص ، وكم حاولنا مراراً وقديماً أن يطرح الموضوع بشكل جدي عند ذوي الشأن إلا أنه وللأسف لم يرق الموضوع إلى الحد الأدنى من المطلوب منهم مع العلم أن الموضوع يمس ركناً أساسياً من أركان الإسلام ألا وهو الصلاة وما يتعلق بها من أحكام ومسائل ، وبعد مراجعة سريعة لهذه المسألة ألا وهي مسألة الفجر الصادق والفجر الكاذب ومسألة دخول الوقت لبقية أوقات الصلاة ومسألة الأخطاء الشائعة والموجودة في التقويم ومروراً بكلام أهل العلم وأصحاب الاختصاص في عدة بلدان ، وكثرة ما يثار حول هذا الموضوع في كل عام وبالذات في شهر رمضان رأيت أنه من الواجب علي أن أبين كلام العلماء الأجلاء في هذه المسألة علها تصل إلى أسماع ذوي الاختصاص وأهل الشأن في بلادنا الحبيبة فلسطين ، وعملا بقول النبي عليه الصلاة والسلام : الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم)) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث تميم الداري، كتاب الإيمان رقم (55) ، وبقوله تعالى : ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه............) الآية ((187)) آل عمران . وقبل أن نبدأ بذكر الأدلة على صحة ما ذهبنا إليه من الأخطاء الموجودة في التقاويم والدهريات، نذكر أولا أهمية وقت الصلاة، فإن من أهم شروط صحة الصلاة دخول وقتها قال ابن عبدالبر ((لا تجزئ قبل وقتها، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء)) الإجماع لإبن عبدالبر ص45. ونص الفقهاء على أن من شك في دخول وقت الصلاة، فليس له ان يصلي حتى يتيقن دخوله ،أو يغلب على ظنه ذلك، كما ذكره ابن قدامة في المغني (2/30) ولنذكر بعد ذلك معنى الفجر عند أهل اللغة وأهل الشرع. الفجر لغة: قال ابن منظور في (لسان العرب) الفجر: ضوء الصباح وهو حمرة الشمس في سواد الليل، وهما فجران: أحدهما المستطيل وهو الكاذب الذي يسمى ذنب السرحان، والآخر المستطير وهو الصادق المنتشر في الأفق الذي يحرم الأكل والشرب على الصائم، ولا يكون الصبح إلا الصادق. لسان العرب (5/45) ط بيروت الغلس: هو ظلام آخر الليل، قال ابومنصور: الغلس: اول الصبح حتى ينتشر في الآفاق. لسان العرب لابن منظور ج 6 ص 156 ط بيروت الفجر في الكتاب والسنة قال الله عز وجل ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر......الآية) 187 البقرة. عن سالم بن عبدالله عن أبيه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ان بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن ام مكتوم)). ثم قال: وكان رجلا أعمى، لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب أذان الأعمى اذا كان له من يخبره. وروى الحاكم والبيهقي - وصححه الألباني - من حديث جابر قول النبي صلى الله عليه وسلم ((الفجر فجران: فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام، وأما الفجر الذي يذهب مستطيلا في الأفق فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام)) صحيح الجامع 4278. وفي رواية ((الفجر فجران، فجر يقال له: ذنب السرحان، وهو الكاذب يذهب طولا، ولا يذهب عرضا، والفجر الآخر يذهب عرضا، ولا يذهب طولا)) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 2002. الفجر عند العلماء قال ابن عباس - رضي الله عنهما - (هما فجران، فأما الذي يسطع في السماء فليس يحل ولا يحرم شيئا، ولكن الفجر الذي يستبين على رؤوس الجبال هو الذي يحرم الشراب) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (2/173) قال صديق حسن خان (وأول وقت الفجر إذا انشق الفجر: أى ظهور الضوء المنتشر، وبينه صلى الله عليه وسلم أشفى بيان، فقال لهم)) انه يطلع معترضا في الأفق)) و((أنه ليس الذي يلوح بياضه كذنب السرحان)) وهذا شئ تدركه الأبصار، وقال تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} فجاء بلفظ التفعل لإفادة أنه لا يكفي الا التبين الواضح، أى يتبين لكم شيئا فشيئا حتى يتضح لأنه لا يتم تبيينه وظهوره الا بعد كمال ظهوره، فإنه يطلع أولا كتباشير الضوء ثم ذنب السرحان وهوالفجر الكاذب ثم يتضح نور الصباح الذي أبداه بقدرته فالق الإصباح، ولذلك قال الشاعر: وأزرق الصبح يبدو قبل أبيضه وأول الغيث قطر ثم ينسكب). اه الروضة الندية (1/71) قال الشيخ محمد بن صالح العثميين ((فإذا كنت في بر وليس حولك أنوار تمنع الرؤية ولاقتر، فإذا رأيت البياض ممتدا من الشمال إلى الجنوب فقد طلع الفجر ودخل وقت الصلاة، أما قبل أن يتبين فلا تصل الفجر)) الشرح الممتع. آراء العلماء في توقيت التقاويم والأذان الثاني قبل صلاة الفجر قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في جواب له على سؤال من أكل بعد أذان الصبح في رمضان (الحمد لله. أما اذا كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر، كما كان بلال يؤذن قبل طلوع الفجر على عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وكما يؤذن المؤذنون في دمشق وغيرها قبل طلوع الفجر، فلا بأس بالأكل والشرب بعد ذلك بزمن يسير) الفتاوى (25/216). قال ابن حجر (من البدع المنكرة ما أحدث هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة ولا يعلم بذلك الا آحاد الناس) فتح الباري (4/199) وقد ذكر القرافي - رحمه الله - ان هذا الخطأ كان موجودا في زمانه، قال ((جرت عادة المؤذنين وأرباب المواقيت بتسيير درج الفلك اذا شاهدوا المتوسط من درج الفلك أو غيره من درج الفلك، الذي يقتضي ان درجة الشمس قربت من الأفق قربا يقتضي ان الفجر طلع، أمروا الناس بالصلاة والصوم مع ان الأفق يكون صاحيا لا يخفى فيه طلوع الفجر لو طلع، ومع ذلك لا يجد الإنسان للفجر أثرا البتة، وهذا لا يجوز، فإن الله تعالى انما نصب سبب وجوب الصلاة ظهور الفجر فوق الأفق، ولم يظهر، فلا تجوز الصلاة حينئذ، فانه ايقاع للصلاة قبل وقتها وبدون سببها)) اه الفروق (2/ 3 ،301) ونظير ذلك ما يحصل الآن في الوقت الحاضر، فان معظم التقاويم تدخل وقت صلاة الفجر قبل الوقت الشرعي، ومنها تقويم ام القرى ، قال الشيخ محمد رشيد رضا (ومن مبالغة الخلف في تحديد الظواهر مع التفريط في إصلاح الباطن من البر والتقوى، أنهم حددوا أول الفجر وضبطوه بالدقائق وزادوا عليه في الصيام إمساك عشرين دقيقة قبله للإحتياط، والواقع ان تبين بياض النهار لا يظهر للناس إلا بعده بعشرين دقيقة تقريبا) تفسير المنار (2/184). قال تقي الدين الهلالي (اكتشفت بما لا مزيد عليه من البحث والتحقيق، والمشاهد المتكررة من صحيح البصر وأنا معه - لأني كنت في ذلك الوقت أبصر الفجر بدون التباس - أن التوقيت لأذان الصبح لا يتفق مع التوقيت الشرعي، وذلك أن المؤذن يؤذن قبل تبين الفجر تبينا شرعيا) رسالة بعنوان (بيان الفجر الصادق وامتيازه عن الفجر الكاذب) ص2. وقال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - (بالنسبة لصلاة الفجر المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا ان الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جدا، ولهذا لا ينبغي الإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو (25) دقيقة حتى يتيقن ان الفجر قد حضر وقته) شرح رياض الصالحين (3/216) وقال - رحمه الله - (وهذه العلامات أصبحت في وقتنا علامات خفية، وأصبح الناس يعتمدون على التقويمات والساعات، ولكن هذه التقويمات تختلف..، وإذا اختلف تقويمان، وكل منهما صادر عن أهل وعالم بالوقت فإننا نقدم المتأخر في كل الأوقات، لأن الأصل عدم دخول الوقت، مع ان كلا من التقويمين صادر عن اهل، وقد نص الفقهاء - رحمهم الله - على مثل هذا، فلو قال شخص لرجلين: ارقبا لي الفجر، فقال أحدهما: طلع الفجر، وقال الثاني: لم يطلع فنأخذ بقول الثاني، فله أن يأكل ويشرب حتى يتفقا بأن يقول الثاني: طلع الفجر، وأنا شخصيا آخذ بالمتأخر من التقويمين) الشرح الممتع (2/48) وبعد هذا السرد لأقوال أئمتنا وأعلام ديننا الحنيف نقول وبه نستعين : أن المواقيت الحديثة، و"الدهرية"، و"الرزنامات" التي دخلت على المسلمين في السنين القريبة، تخالف صراحة ما أنزل الله في كتابه، وتخالف مواقيت نبيّنا r، في صلاته وإمساكه وإفطاره!؟ كيف هذا؟ • أولا: ما أنزل الله –تبارك اسمه العظيم- في التوقيت للإمساك } وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ{. فهذه الآية حجة مبِينة في الحد الذي نمسك عنده، ثم زادها النبي r تبيانا، حتى لا يختلف الناس في الخيط الأبيض والأسود، فقال: (إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار). أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي والإمام أحمد بن حنبل. وبه يقول كل كبار العلماء الأولين!. فانظر أخي ساعة يؤذن ليمسك المسلمون؛ هل ترى من بياض النهار شيئا، كما بين الله وبين رسوله r؟، وهل ترى فرقا ساعة يؤذن بالإمساك، بينها وبين منتصف الليل الحالك؟. ارقبه بنفسك وتبين، فقد نزلت الآية على الأمّيين!. • ثانيا: ما زادنا بها نبينا r تبيانا ونورا ورحمة، فقال فيما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر عنه r: (إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم). ثم قال ابن عمر: "وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى، لا يؤذن حتى يقول له الناس أصبحت أصبحت". فهذا الحديث الصحيح الصريح، يبين أن حد الإمساك يكون بعد ذهاب الليل، وتبيّن الصبح، بينما نحن اليوم لا نمسك إلا بليل!!. واسمع ما يقوله الصحابة فيه، حين يقولون للمؤذن" أصبحت أصبحت"!. فلعمرو الله؛ لأيّ شيء، ومتى يقول الصحابة العرب الأقحاح الأمّيون: "أصبحت أصبحت؟!. وهاهو صريح أمر النبي r: (أصبحوا بالصبح فإنه أعظم للأجر). رواه أحمد بن حنبل وغيره، فهل نحن اليوم عليها؟ • ثالثا: قوله r تبيانا جليا لحد الإمساك: (كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر). والمقصود به: الحمرة المعلومة التي تظهر بعدما يبرق الفجر ويستطير!. فـ "الصبح" و "الإصباح" في لسان العرب: هو الأبيض الذي تخالطه حمرة!. والحديث أخرجه أبو داود والترمذي والإمام أحمد بن حنبل بنحوه، بسن حسن يشهد له ما في صحيح مسلم، مما اشترطه نبي الله من استطارة النور وانتشاره في أفق المشرق حدا للإمساك. وستسمعون مما لا يتقي الله ولا يخشاه، من يطعن في هذه الأحاديث الصحيحة وينكرها، انتصارا لباطله وهواه!. ثم عقّب الإمام الترمذي –قبل أكثر من ألف سنة- شاهدا بالحق على حديثه r، فقال: "والعمل على هذا عند أهل العلم، أنّه لا يحرم على الصائم الأكل والشرب حتى يكون الفجر الأحمر المعترض. وبه يقول عامة أهل العلم"!. فهذا كلام الله، وكلام رسوله، وعمل الصحابة، وشهادة العلماء العدول، أنخالفهم ونتبع أخطاء الفلك والتنجيم؟. فاعلم أن الأصل رؤية الفجر، والأذان تابع للرؤية، فإذا تقدم الأذان أو تأخر عن الرؤية فلا عبرة به، كما صحّ عنه r. وهل يعلم أهلنا، أنّ الأمة كلها كانت بريئة من هذه المواقيت المحرّفة، إلى عهد قريب، شهده أجدادنا الذين بيننا، قبل أن يتسلل الخطأ؟!. فليسأل كبيرنا أباه وجده، كيف كانوا يعرفون طلوع الفجر، وما علامته عندهم؟!. وسيقول بعضهم: إن الاحتياط في هذا أولى!. فنقول: إن من يحتاط فيما لا يحتاط فيه نبي الله r، لهو متنطع مرتاب في سنة النبي الأمين r!. وقد ثبت أنه كان يعجّل فطوره، ويؤخّر سحوره!؛ وقال: (من رغب عن سنتي فليس منّي). وبعضهم يروي رواية حق ليلبسها بباطله، ويبقي المؤمنين في الزلل؛ فيروي أن النبي r كان يصلي الفجر بغلس، حتى لا يكاد يعرف الرجل جليسه!، فنقول لهؤلاء ابتداء: حبذا لو صليتم الفجر بغلس كما صلاه r، وعلى ما امتلأت به كتب السنة؛ ولكنكم تصلون الفجر قبل الغلس وقبل طلوع الفجر!. فالغَلَس يا أهلنا، لا يكون إلا بعد طلوع "الفجر الصادق"، كما يشهد بذلك كل علماء الملّة!. وإلا، فهؤلاء يزعمون أن النبي يصلي الفجر قبل طلوع الفجر؛ حاشاه!. فتقول لهم: إذن بيّنوا لنا "الفجر الصادق" الذي علّمنا إيّاه نبينا r، لنمسك ونصلي معكم، في الغَلَس الذي في أوله!!. ثم نقبل منهم أن يخرجوا لنا كتب الفقهاء والعلماء الأوّلين، ليقرأوا علينا ما فيها من تعرفة الغلس و"الفجر الصادق" الذي يحل الصلاة ويحرّم الطعام!. وليخرجوا لنا ما فيها عن "الفجر الكاذب" وكيف بيّنه النبي r وعرّفه، ونهى عنه!. سلوهم، لم لا يخرجون لكم فقه أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، في الفجر الصادق و"الفجر الكاذب" والإمساك؟. • فنؤكد على سنة نبينا r، في توقيته لدخول صلاة الفجر الذي التبس على كثير من المسلمين؛ فقد ثبت أن جبريل أمَّه لأول وقت الفجر، فقال r تبيانا لوقتها الصحيح: (ثم صلى جبريل الفجر حين برق الفجر وحرم الطعام على الصائم). فانظر –بصّرك الله- متى حرّم النبي r الطعام على الصائم، بما تبيّن لك في "الأحمر المعترض"، لتعلم الخطأ والفرق، بين ميقات فجرنا وفجر النبي r؛ فصلاته وإمساكه r بعدما يتبيّن الفجر، وينتشر معترضا في الأفق!. • ولتمام النصيحة للمسلمين، والمعذرة إلى ربنا، نذكّر المسلمين بحديثٍ حجّةٍ ثابتٍ معلوم، غاب عن كثير من المؤمنين، فضيّعوا كثيرا من صلاتهم!؛ ذلك هو ما بيّنته كتب السنن، وافتتح به مالك موطّأه، أنّه إذا غاب الشفق –الأحمر-، فقد خرج وقت صلاة المغرب ودخل وقت العشاء؛ كما علّمنا نبيّنا r، والطّامة المصيبة أن كثيرا من المسلمين اليوم –ممن لا يصلّون المغرب على وقتها الأول- يصلّون المغرب بعد مغيب الشفق الأحمر، لتأخّر أذان العشاء في المواقيت الحديثة المحرّفة، عن ميقاته الحق الذي بيّنته كتب السنّة، فيصلون المغرب بعد خروج وقتها ودخول وقت العشاء!. • هذا عدا عن تأخر أذان المغرب عن سنّة النبي r، فوقعنا فيما نهانا عنه r من قوله: (لا يزال الدين ظاهرا ما عجّل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون). فإنّ الشمس تغيب، ويحل الفطر، ولا يؤذنون إلا بعد مدة متأخرة!. ومن أراد أن يتبين فهاهي كتب السنة، وهاهو أفق المغيب والشفق الأحمر، فليرقبه بعيني رأسه، فلا يضلّ به أعشى!. وسيقولون: إذن سيمسك كل واحد ويفطر على هواه!؛ فنقول: بل نصوّب الخطأ، ونجتمع على الحقّ والسنّة!. ثم ستجدون من يقول لكم: إن هذه المواقيت الحديثة، صحيحة دقيقة مجرّبة!!؛ فنقول: فما بال كثير من علماء الحجاز والشام ومصر والمغرب يعترضون عليها، بفلكييهم وشرعييهم، إن كانت صوابا لا خلاف فيه، كما تزعمون؟. فعلى الفلك والحساب، أن يوافق سنة نبينا r التي حفظها الله لنا، فإن خالف الفلك السنة، رذلناه وهجرناه!. وختامها، سيقول كثير من الناس، بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، ونتابع الأمة ولو على خطأ، فإحياء هذه السنة فتنة!!. فنقول: وماذا على الأمة لو اتبعت نبيها r وأرضت ربها، وأصلحت واجتمعت على كلمة سواء، وحق مبين؟!. }قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ { جمع : سامر محمود دماطي / قلقيلية |