وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مباراة ودية تجسد معنى التلاحم وتظهر إرادة التحدي والرغبة في الحياة

نشر بتاريخ: 13/09/2009 ( آخر تحديث: 13/09/2009 الساعة: 20:23 )
بيت لحم - معا - "مباراة ودية تجسد معنى التلاحم وتظهر إرادة التحدي والرغبة في الحياة " تحت هذا العنوان كتب الزميل "تيسير محمود العميري "
في صحيفة الغد الاردنية يقول
" قُدر لي خلال أقل من عام أن أكون صحافيا مرافقا للمنتخبين الوطني والاولمبي لكرة القدم في رحلتيهما الى فلسطين، وأن أكون شاهد عيان على ولادة الكرة الفلسطينية عبر تأسيس المنشآت الرياضية التي يمكنها ان تكون بنية تحتية صالحة بشكل مؤقت كأرض خصبة لنمو نبتة حية.
ولأن التاريخ يكتب ويروي بصدق وعفوية، فإن المشاركة الاردنية للاشقاء فرحتهم في فلسطين، كانت صورة متميزة ومعتادة تعكس طيبة الشعبين التوأمين وخصوصية العلاقة بينهما.
وأضاف العميري
"قبل أقل من عام، وتحديدا في 26 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، كان منتخب الكرة الاول يحل ضيفا على شقيقه الفلسطيني بمناسبة احتفال الاشقاء بتدشين ملعب الشهيد فيصل الحسيني، ويوم 10 ايلول (سبتمبر) الحالي، حل المنتخب الاولمبي ضيفا في افتتاح ستاد الشريف الحسين بن علي في الخليل، ومن قبل وتحديدا عام 1998 كان المنتخب الاول يدشن حفل افتتاح ستاد اريحا، وفي المباريات الثلاث شاء القدر ان تنتهي بالتعادل ويخرج الفريقان "حبايب" في كل شيء.
ما أجمل ان تعيش فرحة شعب مقهور يكافح من أجل الحياة ويقهر كل يوم المحتل الاسرائيلي، فهذا الشعب الفلسطيني الطيب ورغم كل ظروف المعاناة التي حاولت وزملاء اعلاميين آخرين وبعض اعضاء الوفد الاداري للمنتخب معايشة تجربتهم مع الاجراءات الاستفزازية والتنغيص المستمر على الطرق من خلال حواجز التفتيش التي لا تعد ولا تحصى.
أكد الاردن انه الرئة التي يتنفس منها الاشقاء، وما حسن الاستقبال وكرم الضيافة الفلسطينية لوفد منتخبنا الا برهان صادق على مدى محبة الشعب الفلسطيني للاردن ملكا وحكومة وشعبا.
وبعيدا عن الاعتبارات الفنية للمباراة، فقد قدم من الاهمية بمكان ان تكون الزيارة ناجحة الى حد الكمال وهذا ما تحقق بحمد الله، فعاشت بعثة المنتخب اياما قصيرة لكن جمالها يفوق الوصف، وتجسد كرم الضيافة باستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء د. سلام فياض للوفد الاداري برئاسة نائب رئيس اتحاد الكرة الشريف محمد اللهيمق، الى جانب متابعة رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني جبريل الرجوب لكل صغيرة وكبيرة تتعلق بإقامة وفد المنتخب، في الوقت الذي بذل فيه السفير الاردني في اسرائيل علي العايد والسفير الاردني في فلسطين يحيى القرالة جهودا كبيرة في تقديم كل مساعدة للبعثة التي تمكنت من زيارة المسجد الاقصى والصلاة فيه وزيارة المعالم الدينية في القدس والخليل وبيت لحم.
وقال العميري
"وربما يكون الحضور الجماهيري للمباراة يفوق كل وصف، فما هي الا دقائق معدودات أعقبت تناول طعام الافطار، حتى اكتظت الشوارع بالمارة وتدفقت جموع المشجعين الى مدرجات الملعب الذي يتسع لنحو سبعة آلاف متفرج، وتزينت أعمدة الملعب وجدرانه بصور جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس وبالعلمين الاردني والفلسطيني وبعبارات الترحيب الحارة.
كان الملعب "الداخل اليه مفقود والخارج منه مولود"، حيث اكتظت المدرجات وامتلأت بالمتفرجين، ولأن الحدث غير عادي واستثنائي ويجسد معنى الصمود الفلسطيني ورغبة هذا الشعب بالحياة، فقد اعتلى آلاف المتفرجين أسطح وشرفات البنايات المجاورة للملعب، وصعد بعضهم للوقوف عن مئذنة المسجد وعلى الرافعات، ليشهد على أرض الواقع أحداث مباراة تجسد حكاية الروابط المتينة بين الشعبين الشقيقين.
ربما أكون شخصيا حققت حلما طال انتظاره بزيارة قبة الصخرة والمسجد الاقصى والصلاة فيهما، وفي ذات الوقت شاهد عيان على إرادة الصمود والتحدي والرغبة في الحياة عند الاشقاء، الذين يعتبون كثيرا على بقية أشقائهم العرب، ممن يعزفون عن اللعب في فلسطين تحت ذريعة "الخوف من التطبيع" مع ان "المخفي اعظم" كما يقال.