وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مناقشة كتاب "نسمات باردة" للكاتبة بثينة حمدان

نشر بتاريخ: 13/09/2009 ( آخر تحديث: 13/09/2009 الساعة: 16:25 )
رام الله -معا- عقدت مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي بالتعاون مع مركز أوغاريت الثقافي حلقة نقاش كتاب "نسمات باردة" للكاتبة الصحفية بثينة حمدان، وذلك يوم السبت (12 سبتمبر) في مركز الموارد التابع لمؤسسة تامر في مدينة رام الله.

وحضر اللقاء الذي يعد الأخير ضمن سلسلة ندوات عقدتها مؤسسة تامر خلال شهر رمضان، رناد قبج مدير عام المؤسسة، والكاتبة بثينة حمدان وعدد من المثقفين والمهتمين بإصدارات المؤسسة.

وأدار الجلسة سامح عبوشي وافتتح النقاش بإضاءة على غلاف الكتاب ومدلولات رسمة الغلاف وماذا تعني للحضور؟ وقد أشار أحد الحاضرين الى أنها "حنظلاوية" بمعنى أنها تشبه حنظلة فالفتاة التي على الغلاف تقف مثل حنظلة لكن يديها مرفوعين خلف رأسها وهي أيضاً شاهدة على قصة ما. في حين أشار عبوشي أنها تومئ بقصة شخصية.

ولخص الحاضرون بطريقتهم الكتاب فأشاروا إلى أنه يتحدث عن التهجير والمعارك التي واجهتها قرية عنابة والرحيل القسري، وأثر المهجر على الكاتبة والجو الثقافي والثوري الذي عاشته الكاتبة. واعتبرها أحد الحاضرين أنها قصة تندرج ضمن التاريخ الروائي، وأن الفلسطينيين بحاجة لمثل هذه الكتابات لتروي التاريخ. وشرح عبوشي بالتفصيل تفاصيل الكتاب وأجزائه مشيراً إلى أن الكاتبة حققت هدفها في جمع معلومات عن قريتها وقصة الرحيل القسري على لسان عمتها وشيخ آخر من القرية هو عبد اللطيف وهدان، اللذان كانوا فتياناً في تلك الفترة.

بدورها عبرت بثينة حمدان قائلة: "أشعر بالفخر، لأنني وفي هذا السن الصغير أعرف عن قريتي ما يمكن أن يحكى، أشعر فعلاً كما قلت في القصة أنه صار لي فيها ذكريات أو أنني أستطيع أن أصنع هذه الذكريات فيها".

من جهتها الكاتبة هلا الشروف ومسؤولة مركز الموارد علقت على الكتاب من وحي تجربتها في المهجر فقالت: "عشت تجربة المنافي، رغم أن قريتي في الخليل لازالت موجودة، هذا النوع من الكتابات يمس كل فلسطيني، يجعلنا نعيد نبش الذكريات، وهو دلالة على أنه رغم أننا لم نعش مرحلة الرحيل القسري إلا أننا نشعر بها". وطالبت بأن تعمم تجربة هذه الكتابة وتتحول إلى حالة عامة في المجتمع الفلسطيني.

وأكد عبوشي أن الكتاب يعطي إضاءة على التاريخ الفلسطيني وزمن النكبة أكثر مما تعطيه كتب المدرسة، وأثنى الحضور على هذه الفكرة كون الكتاب يخرج القارئ من فكرة التاريخ الجامد، وأضافوا أن وجود الكاتبة وتعليقاتها في النص كان مؤثراً، وحمل عبارات قوية، بحيث صار الحضور يقرأ ما أعجبه من هذه التعبيرات، بينها ما اختير ليكون على الغلاف الخلفي للكتاب.

من جهتها سمر القطب قالت: "تأثرت جداً بالكتاب، نحن نعلم كل الذي كتب عن قصة اللجوء.. لكن بعد قراءة الكتاب نكتشف أن لكل شخص تجربة فريدة ومختلفة". وأضافت "يعد هذا الكتاب ضمن الأدب الذي يتسم بالفوضى، فالطريق والأحداث فيه غير واضحة لذا لا يجب أن يحاكم أو يناقش بالطريقة التي يتم فيها نقاش الروايات".

وفي ردها على أسئلة الحضور قالت بثينة حمدان: "الغربة جعلتني أكتب، والعودة إلى فلسطين رغم أنها مطلب وحلم لكل فلسطيني، إلا أنها حالة انسلاخ عن ماضي وطفولة".

بدورها رناد قبج والتي شكرت الحضور أكدت حرص مؤسسة تامر على عقد مثل هذه اللقاءات بوجود الكتّاب، وأن هذه اللقاءات والنقاشات مفيدة للقارئ والكاتب والناشر، مؤكدة أن هناك أطراف أخرى تم ارسال نسخ من "نسمات باردة" إليها ومن المتوقع عقد حلقات نقاش أخرى.