وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شباب الخليل يسعى لمصالحة جماهيره والهلال يسعى لوقف تقدم النيصة

نشر بتاريخ: 13/09/2009 ( آخر تحديث: 13/09/2009 الساعة: 22:28 )
الخليل - معا - متابعة عبد الفتاح عرار - الجولة الثالثة من دوري الشهيد البطل ابو علي مصطفى تختتم بلقاءين ولا اجمل وربما ظروف الفرق المتبارية ستجعل اللقاءين يمتازان بندية عالية وتنافس تحت وطأة الضغط فالهلال مطالب بتحقيق نتائج تتناسب وحجم النجوم الذين يضمهم وابناء الواد مطالبون بالاستبسال في رحلة الدفاع عن اللقب واستاد الشهيد فيصل الحسيني سيكون مسرح عمليات الفريقين. المباراة الثانية ستكون الاولى لشباب الخليل على ارضه منذ ما يقارب العقد من الزمان ونتائجه في الجولتين السابقتين جعلته يقع تحت ضغط جماهيره العريضة التي لن تمنحه الفرصة لخذلانها من جديد ويستقبل فريق غريب الاطوار ضرب في اولى مبارياته بخماسية وسقط في ثانيها بسداسية وهو مطالب ايضا بالعودة. من هنا نجد ان هذين اللقائين سيكونان صعبين واللاعبين فيهما يقعان تحت ضغط جماهيري كبير والفرق الخاسرة ستدخل دائرة الحسابات المعقدة وستكون بحاجة لوقفة جادة قبل فوات الاوان.

شباب الخليل – مؤسسة البيرة

لا يختلف اثنان ان حال اصحاب الارض لا يسر وخاصة في المنطقة الامامية التي تعتبر الحلقة الاضعف لدى الفريق اضف الى ذلك ان هناك نوع من الارتباك يكتنف حراسة المرمى رغم وجود شادي القواسمي الذي ابدع في بطولتي الدرع والكاس. اما مؤسسة البيرة فظهر بشكل عجيب غريب فبعد ان ضرب السمران بخماسية انحنى امام هلال العاصمة بسداسية لم يتوقعها اشد المتشائمين في الجماهير البيراوية. بالتالي فان اللقاء يجمع فريقين جريحين يعرفان بعضهما عز المعرفة التقيا في نهائي الكاس قبل احد عشر عاما وتواصلت لقاءاتهما مقرونة بدرجة عالية من تقارب المستوى في غالب الاحيان. الضيوف سيلعبون لاول مرة في الخليل امام جماهير عريضة ستاتي لتهتف وتؤازر فرسان العميد ولن تقبل بغير الفوز وهذا ما سيجعل لاعبي البيرة يقعون تحت نوعين من الضغط. الاول جاء معهم بعد الخسارة المهينة والثاني سيكون بسبب ما سيشاهدونه من حشد ينتظرهم ولن يكون سعيدا اذا ما قدموا عرضا قويا امامهم. هو الحال بالنسبة للعميد الذي سيتعرض لضغط كبير وكل ما يفكر به الجهاز الفني والفريق هو ارضاء الحناجر المحتشدة على مدرجات الملعب في اول اطلالة للشباب على ارضه وهي اطلالة ممنوع الخسارة فيها تحت أي ظرف من الظروف. من هنا يتضح لنا ان الارتباك سيكون حاضرا داخل المستطيل الاخضر والفريق الذي يكتسب الثقة اولا سيبدع ويمتع ويتخلص من حالة الارتباك ويقدم عرضا مميزا دون ادنى شك.
شباب الخليل يقبع في المركز التاسع على اللائحة وفي جعبته نقطة واحدة ولم يذق طعم الفوز حتى الان، اما مؤسسة البيرة ففريقها يحتل المركز السابع بثلاث نقاط من مباراتين وسيلعب هذه المباراة في ظل عودة قائد الفريق جبران الكحلة وايمن ابو حلوة اللذين غابا عن لقاء هلال القدس بسبب الاقصاء امام السمران ويبقى محمد الياسيني الغائب الوحيد عن صفوف المؤسسة بسبب الاصابة. الامر كذلك بالنسبة للعميد الذي يعود اليه النجم اكرم السيوري الذي غاب عن مباراة السمران بسبب اقصائه في لقاء المكبر كما ومن المتوقع ان يعود شريف عدنان الذي غاب عن المباراة السابقة بداعي الاصابة. اذا الصفوف مكتملة والرؤيا واضحة والفوز هو العنوان للخروج من حالة عدم الثبات وتصويب الاوضاع والبدء بطريقة مرضية تليق بسمعة كل منهما. وهذا الاستقرار ضروري لكل منهما كون كليهما سيلعب مباراة صعبة في الجولة القادمة وتحقيق نتيجة ايجابية سيمنح صاحبها دفعة قوية في لقاءه القادم سواء كان الشباب الذي سيواجه الثقافي ام البيرة الذي سيواجه وادي النيص.
الفريقان التقيا في الجولة التاسعة عشرة من دوري الراحل محمود درويش وانتهى اللقاء شبابيا بهدف وحيد، وقتها كان اللقاء هاما للشباب ولقاء تحصيل حاصل للبيرة وهذه المرة فالوضع مختلف جدا والدوري في بدايته ووضع الفريقين لا يسر وبالتالي فنتيجة المباراة تهم كليهما ولن يكون التفريط بنقاط المباراة هينا خاصة ان الحسابات ستختلف. لذلك ارى ان اللقاء سيكون جميلا رغم حالة الارتباك والشد العصبي وخاصة ان اسلوب الفريقين متشابه واوراقهما مكشوفة كل للاخر. ناصر سليم المدير الفني للبيرة قاد شباب الخليل بداية الموسم الماضي ويعرفه حق المعرفة. اما المدير الفني للشباب ماهر مفارجة الذي قاد الفريق للبقاء في دوري الاضواء ووصل به الى نهائي الدرع والكاس فهو مطالب ليس فقط بالحفاظ على مقعد بين الكبار هذا الموسم وانما مطالب بالمنافسة واذا كان الهدف كذلك فعليه ايجاد الحلول لوقف نزيف النقاط والعودة لنغمة الفوز التي تصل بالعميد للهدف المنشود.
الشباب على ارضه وبين جمهوره سيعتمد على شادي القواسمي وشريف عدنان وبشار السيد ويوسف ارفاعية وفارس العيدة وحازم المحتسب ورامي مجاهد وعبيدة ابو كف وساهر عياد وحمزة دراوشة ورؤوف القربى وعلي عايش وسلامة المنيعي ومحمد خويص لتحقيق الفوز على البيرة. ويعاني الشباب من عقم هجومي غير معقول بسبب غياب المهاجم الصريح حيث ان مهاجميه في الملعب يعتمدان على اللعب على الاطراف اكثر من العمق وبالتالي فان دفاعات الخصم تلعب بارتياح وتركز على على اختراقات المهاجمين المحدودة من الاطراف والتي لا تكون نجاعتها مثل تلك التي تاني من العمق. وفي ظل وجود هذه المشكلة فربما يلجأ ماهر مفارجة لاصدار تعليماته للمحتسب ومجاهد وعياد والمنيعي باللجوء للتسديد من خارج منطقة الجزاء للوصول لمرمى الخصم. الحلول الفردية لم تثبت فاعليتها في لقاء الشباب الاخير رغم نجومية مجاهد امام السمران ونجاحه في الاختراق اكثر من الا ان رعونة التهديف وعدم وجود مهاجم يحسن التمركز في الصندوق حال دون الاستفادة من اختراقات مجتهد وترجمتها الى اهداف.
ربما تنبه ناصر سليم بشكل جيد للثغرة الدفاعية من الميسرة التي كانت سببا في تلقي فريقه تلك الهزيمة الاستثنائية، اما الخلل في خط الوسط فلا شك ان علاجه سيكون بعودة الكحلة وابو حلوة لمكانهما الطبيعي حيث انهما كانا مفتاحي اللعب في الجولة الاولى وبالتالي من الممكن ان يتحسن اداء الفريق مجددا بعودتهما من خلال استعادة التوازن لخط الوسط الذي يعتمد بشكل مباشر على تحركات الكحلة وكراته البينية القاتلة مستغلا سرعة تشوكس في المقدمة. وسيكون الفريق اكثر ثقة بعودة الثنائي الكحلة وابو حلوة الى جانب اياد فلنة ومحمد عبد الجواد وسامر خضر ونديم البرغوثي وساجد كراكرة وورامي الرابي وغسان فواقة وحسام البرغوثي ومارينو حيث تستطيع هذه المجموعة استغلال حالة عدم الاستقرار عند الشباب وربما العودة على الاقل بنقطة تمنح الفريق دفعة معنوية. معطيات المباراة وحالة الفريقين تشير لتفوق شبابي في ظل حالة المؤسسة بعد المباراة الاخيرة لكن ربما عودة الغائبين عن اللقاء السابق تعيد الثقة للفريق وتجعله يحقق نتيجة مرضية ان لم تكن الفوز وهو ما سيكون صعبا نوعا ما فربما التعادل في افضل الاحوال.

هلال القدس – وادي النيص
قمة اخرى من قمم الاسبوع تجمع بطل الدوري والكاس والعائد من انتصار ثمين في الجولة الثانية عندما فاز على جاره الخضري في مباراة ديربي مثيرة بثنائية رائعة ليضيف ثلاث نقاط ثمينة لرصيده الذي كان متجمدا عند نقطة واحدة من تعادله في مباراة الافتتاح ويحتل المركز الثالث خلف الظاهرية صاحب المركز الثاني بفارق الاهداف. الهلال المقدسي يحتل المركز الرابع خلف وادي النيص وفي جعبته ثلاث نقاط من فوز كبير حققه على مؤسسة البيرة بعد ان كان قد هزم امام الخضر في الاسبوع الاول. المباراة بيتية للهلال وستحظى بجماهير غفيرة من ابناء العاصمة الذين يناصرون فريقهم ويتاملون ان يستطيع احراز لقب بعد ان انضم للفريق العديد من النجوم وتطور اداءه بشكل واضح واصبح يلعب بجماعية وينفذ خطة مدرب. اما ابناء الواد فما زالت لعنة الاصابات تطارهم بالاضافة لعدم وصول مهاجمهم سعيد السباخي بعد وفي هذه المباراة سيفتقدون لجهود خضر يوسف الذي اقصي بالبطاقة الحمراء في مباراة الخضر لتتعقد مهمة عمر يوسف بين الغيابات والاصابات والاقصاءات وقد يخفف من مصاب الفريق انضمام يحيى السباخي الذي لم يظهر بعد مع الفريق وربما ستكون مشاركته الاولى ومستواه لا زال غير معروف فان ظهر بمستوى شقيقه فسيكون اضافة لخط الهجوم برفقة معاذ مصطفى.
الهلال عزف سيمفونية كروية رائعة في لقاءه الاخير امام البيرة اطربت عشاقه وجعلتهم يخرجون وهم بكامل الرضا مطمئنين على مستقبل فريقهم الذي كان مستحوذا على الكرة كافة فترات المباراة اضافة لروعة الاداء الذي ظهر به الفريق بفضل تحركات خط الوسط المكون من هشام الصالحي وحسام ابو صالح وابراهيم السويركي وسيرجيو. واذا تواصل عرض الفريق بنفس الطريقة فلا شك انه سيكون احد المنافسين على اللقب وليس فقط اللعب من اجل حجز مقعد مع الكبار. الهلال سيلعب بكافة نجومه ولم تسجل اية حالة غياب في الفريق الذي يعتبر جاهزا.
بالنسبة للهلال فاللقاء يعتبر لقاء اثبات وجود بان الفريق قادم بقوة من جهة ولقاء ثاري من ناحية اخرى. فقد خرج الفريق من بطولة الكاس في الدور النصف نهائي على يد وادي النيص وكان ايضا قد تلقى من ابناء الواد هزيمة في الموسم الماضي على نفس الملعب بهدف دون رد لحساب الجولة الثالثة عشرة وبالتالي فهو يسعى لايقاف تفوق وادي النيص عليه في ظل جاهزيته الحالية. لكن وان كان ابناء الواد يمرون بظروف غير طبيعية الا ان اصرارهم ولعبهم الجماعي لن يجعل من مهمة الهلال سهلة في وضع حد لتفوقهم عليه. من هنا فان المباراة ستكون جميلة وستظهر فيها ندية ومنافسة كبيرة وتحتاج للياقة بدنية عالية وسيكون مفتاح اللعب فيها خط الوسط وكلاهما يمتلك خط وسط متحرك ما لم يتاثر الواد بغياب خضر يوسف.
طريقة لعب الفريقين متشابهة ويلعب كلاهما ب 4-4-2 ويركزان على الاطراف بشكل اساسي ويمتاز الهلال بان دفاعه يضغط مع خط الوسط والهجوم خاصة من الاطراف ليشكل كثافة هجومية في حين يبقى مدافعي وادي النيص متمركزين في مواقعهم خوفا من المرتدات مما يزيد من العبئ على خط الوسط لكن الفريق تعود على هذا الاسلوب ويكرره في كافة مبارياته لذا فان كل ما سيحتاج اليه هو مزيد من الجهد في وسط الملعب في ظل الكثافة الهلالية هناك. الهلال وباكتسابه الثقة سيلعب ضاغطا منذ البداية ولن يتحفظ كما فعل في لقاءه امام البيرة وسيسعى لتسجيل هدف مبكر قبل ان يضيع في حسابات المباراة ويتفاجئ بهدف مضاد كما يفعل ابناء الواد في غالبية مبارياتهم.
السويركي نعيم المدير الفني للهلال سيعتمد على الصيداوي في حراسة المرمى وهيثم ذياب ومصطفى ابو كويك وايهاب ابو جزر ومحمود صلاح والزعتري وابومياله وحسام ابو صالح والسويركي والصالحي وموسى ابو جزر وسيرجيو وخالد معروف والنجم المبدع مراد عليان ومن بينهم سيختار تشكيلته التي سيلعب بها امام وادي النيص وربما سيعطي فرصة لخالد معروف الذي اشركه في نهاية مباراة البيرة واستطاع التسجيل وسيلعب بجانب صاحب الثنائية مراد عليان ومن خلفهم حسام ابو صالح وابراهيم السويركي الذي سجل هدفا من قذيفة اضافة الى النشط في خط الوسط هشام الصالحي. خيارات متعددة امام السويركي وجميعها ايجابية في ظل وجود مفاتيح اللعب للفريق.
عمر يوسف خياراته محدودة بسبب ظروف الفريق لكنه سيعطي ثقته لتوفيق علي وحسن يوسف وعيسى عدنان ورياض نايف وغالب يوسف ومن امامهم حسن يوسف واشرف نعمان ورياض نايف او ربما سمير جمال اذا كان قد تعافى من الاصابة او يدفع بالنشط احمد جمال وقد يعتمد في خط المقدمة على معاذ مصطفى وبجانبه يحيى السباخي او الناشئ الذي استطاع ان يسجل هدفا في مرمى الخضر في اول مشاركة رسمية مع الفريق امجد زيدان ليمنحه الثقة ويستعين به عند الازمات. ما هو مهم بالنسبة لعمر يوسف هو ان المغامرة ممنوعة في ظل وجود العديد من الاصابات وسيلعب بتحفظ حذر ويعتمد على قدرة لاعبيه وخبرتهم في التصدي لنجوم الهلال.
مباراة صعبة يتطلع كل فريق منهما للفوز بها والتقدم على سلم الترتيب قبل الجولة القادمة التي يلعب فيها الهلال امام العبيدية فيما يلعب ابناء الواد ضد مؤسسة البيرة. كما قلنا مسبقا فمهما كانت ظروف وادي النيص يبقى فريقا يحسب له أي حساب اما حسب المعطيات المتوفرة في معسكر الفريقين فقد يكون الهلال الاقرب للفوز ما لم يتفاجئ باداء غير متوقع لابناء الواد ا وان الفريق الهلالي لا يظهر بالمستوى الذي ظهر به في مباراته الاخيرة وبالتالي يذهب الى اعادة حساباته ويضع نفسه في موقف محرج. قد يكون هناك فرصة للتعادل لكنها تبقى ضئيله. تسعون دقيقة من الاثارة سيكون مسرحها استاد الشهيد فيصل الحسيني ستتكشف من خلالها اوراق جمة تفيد في قراءتنا لظهور الفريقين في الجولات القادمة.