|
قراقع: الاسرى جيش حرية.. ومناضلون طال اعتقالهم ..ووجب تحررهم
نشر بتاريخ: 18/09/2009 ( آخر تحديث: 19/09/2009 الساعة: 10:45 )
بيت لحم -معا- اكد وزير شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع على ان الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية جيش حرية ومناضلون طال اعتقالهم، داعيا القيادة الفلسطينية الى ضرورة ايلاء موضوعة الاسرى الاهتمام والاولوية اللازمين لتحريرهم من المعتقلات الاسرائيلية بما يشكلونه من وعي ووجدان لنضال شعب ما زال يعيش الاحتلال اليومي وقسوته.
واضاف قراقع .. " يمضي العيد تلو العيد .. وما زال الالاف من الاسرى يعانون قسوة الظلم والسجان .. تمضي اعمارهم .. وتزداد االامهم .. وتتلوع اسرهم وذووهم .. تنتهك حرياتهم وادميتهم .. سحقاً وقمعاً بوحدات القمع الاسرائيلية التي تقوم بعمليات الاستفزاز والتفتيش اليومية .. يموتون مرضا والما .. شوقا وحنينا لبيوتهم واراضيهم واطفالهم ونسائهم وامهاتهم وابائهم .. يسعون نحو حريتهم .. حرية شعبهم ووطنهم .. ضحوا بكل ما يملكون من اجلنا .. فلنضح من اجلهم ولنعمل على تحريرهم وعودتهم الى ذويهم وديارهم .. " فيما دعا قراقع كافة المؤسسات الفلسطينية لاخذ دورها ومكانها اللازمين في تقديم الدعم اللازم لذوي الاسرى معنويا وماديا واجتماعيا، مؤكدا على ضرورة الحرص على ان يعيش ذوو الاسرى حياة كريمة في ظل اعتقال الاب والولد والام والاخت، مشيرا الى ضرورة تفعيل التكافل الشعبي تجاه اسر المعتقلين ورعايتهم الرعاية التي تليق بهم وتحفظ كرامتهم الى جانب دور المؤسسات الرسمية والحكومية. ذوي الاسرى في العيد .. لم تكن أيام العيد فى كل عام عند ذوى الأسرى سوى مزيداً من الحرقة للأمهات والآباء على فلذات أكبادهم الذين يقبعون داخل السجون الإسرائيلية ويعانون ظروفا هي الأشد، حيث يستقبل أهالي الأسرى العيد بالبكاء والدموع .. فتمتلىء صدورهم حسرة وألما على فراق أبنائهم.. يستقبلونه بالدموع والآلام وحسرة الفراق وكل أشكال الحرمان .. العيد يجدد الألم ولهيب شوق الأسير لمحبيه وعاشقيه .. لأمه وزوجته وأطفاله وعائلته والمقربين في العيد يتجدد شوق الأعزة والقلق على أسيرهم فى السجون .. يتضاعف حجم التساؤل عليه ، كيف يقضى هذا اليوم ؟ من يزورهم ؟ من يواسيهم ليتحملوا عبء الفراق ؟ عبء الوحدة والغربة والآلام ؟ في العيد تذرف الدموع مرات، مرة عند تكبيراته ومرة ثانية عند سؤال الطفل عن أبيه وثالثة عند زيارات الرحم التي تفتقر للأسير وسط جمعة الأهل والمحبين مستذكرين القريب البعيد والغائب الذي لا يغيب ، وخامسة وسادسة وعاشرة وعشرين عند كل ذكر اسم له أو سؤال عنه. تحدثت والدة احد الاسرى وتدعى "أم مصطفى" بنبرة حزينة: " مضى على أسر ولدي 17 عاماً، ومر علينا 34 عيداً دون أن يكون بيننا، فأي عيد هذا وأية سعادة!! مشيرة إلى أن العيد يمر على أهالي الأسرى حزيناً، كيف لا، وهم يفتقدون الأحبة، يفتقدون حضورهم وأصواتهم وضحكاتهم، كما تقول! وقالت والدة الأسير مصطفى إنها تدعو في كل صلاة أن ينتهي أسر جميع المعتقلين، وأن ينعموا بالحرية ويغادروا سجون المـوت، لافتة إلى أن كل المناسبات الجميلة تتحول في حياتهم إلى لحظات صعبة وقاسية. الأسرى في العيد .. في مثل هذا اليوم .. أول أيام العيد.. يقوم الأسرى بصلاة ركعتي شكر لله عز وجل قبل صلاة الفجر مباشرة، وبعدها يقوم الأسرى بالإستحمام، ومن ثم يصلون الفجر جماعة. بعد الفجر تكتمل أفواج الداخلين على أماكن الإستحمام على قلتها .. قبل صلاة العيد يأخذ الأسرى بالتمشي والمسير في الساحات، ويقوم بعض الاسرى بتنظيف وترتيب الخيام من الداخل وتعليق الزينة البسيطة، وباقي الأسرى خارج الخيام يرددون التكبير والتهليل والحمد والثناء .. فرحة بالعيد ممزوجة بلوعة الفراق والبعاد .. يصطف الأسرى ويقف الخطيب لصلاة العيد ومن ثم للخطبة والدعاء بالفرج للأسرى. بعد إنقضاء الصلاة يقف الأسرى على شكل دائرة في وسط الساحة ويبدؤون بمصافحة ومعانقة بعضهم البعض والتهاني بمناسبة العيد ( يقول أحد الأسرى المحررين : والله إنها لحظات لا توصف). بعد السلام والأسرى في وضعية الدائرة يبدؤون بترديد بعض الاناشيد والاغاني الوطنية بشكل عالي ومسموع (يمضي الأسير المحرر قائلاً: إدارة السجن تراقب من الخارج وهي مقهورة أن كيف للأسرى أن يفرحوا بمثل هذ اليوم وهم في الأسر). ومن ثم يدخل الأسرى للخيام ويقومون بأكل بعض ما تيسر من الحلويات، ومكالمة أهليهم عبر الأجهزة الخلوية المهربة. وفي ساعات العصر تقام حفلة صغيرة ومسابقات كل فصيل على حدا أو مجتمعين، وفي ساعات المساء يتوجه كل أفراد فصيل مجتمعين ويزوروا باقي أفراد الفصائل الأخرى في خيامهم ( زيارة رحم) ومن ثم ينقضي اليوم الأول للعيد وبعدها تكون الأيام عادية. يضطر الأسرى وذووهم قضاء أيام العيد مع مجموعة من الصور والذكريات ، فتنهمر من عيونهم دموع الحزن والأسى ، لتصنع أنهاراً من التواصل والترابط ، فتبدأ في نفحة وتصب في غزة ، أو تنبع من رام الله لتصب في عسقلان .. أو تنهمر في الخليل وتتشابك مع غزة ... والسؤال متى سيصنع هؤلاء أنهاراً أخرى من دموع الفرح والسعادة ... ؟؟ فى العيد يشعر الاسير بالوحشة والغربة والحنين ، فهذا الأسير له فى السجن ستين عيداً قضاها فى خمسة عشر سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف أو تحقيق، والثاني له ربع قرن أو يزيد لم يتمكن خلالها من الفرحة بلقاء ذويه .. أولاده وأمه وزوجته وأهله ومحبيه ، والثالث له عشرين عيداًً قضاها فى غرفة أو زنزانة موحشة بين الجدران والسجان ، والرابع له خمسة عشر عيداً كان آخرها رحمة أمه التي انتظرته وصبرت على زياراته وتمنت العيش ولو للحظة واحدة بصحبته ولكن خطفها الموت قبيل أعوام قلائل من قرب الإفراج عنه ، وآخر قضى عشر أعياد لم يذق فيهن ولو لمرة واحدة كعك أمه وقهوتها ، ومنهم من له خمس أعياد لم يدخل خلالها بيت أخته وجدته متواصلاً معهم كما الآخرين في زيارة الأرحام ، ومنهم من له العيد الأول وما أقساه من عيد حين يمر عليه شريط الذكريات القريب بكل جماله وحلاوته ومتاعه . في سجن تلموند تقبع الاسيرة قاهرة السعدي التي تمضي حكما بالسجن المؤبد اضافة لعشرين عاما حيث شطب الاحتلال اسمها من كل قوائم الافراجات وعمليات التبادل ليضاعف همومها واحزانها .. كل اطفال العالم تحتضنهم امهاتهم ويرافقونها للاستعداد للعيد وشراء الملابس والالعاب والحلويات ولكن عيد اخر ياتي وهي محرومة من كل ذلك .. كل اطفال العالم فرحين بالعيد الا اطفالها وشبيهاتها في سجون الاحتلال .. العيد بالنسبة لقاهرة .. مناسبة للحزن والالم والبكاء فابناؤها يعتكفون في العيد في المنزل .. يرفضون الذهاب للمراجيح او للعب مع اصدقائهم واذا خرجوا فانهم يعودون مسرعين يبكون لان كل الاطفال يخرجون للملاهي مع امهاتهم .. كلما شاهدوا ام يشعرون بالحسرة فيبكون .. يقولون دوما .. لماذا لا تعود امنا الينا لنفرح بالعيد لماذا كل الاطفال لهم امهات الا نحن .؟ في كل زيارة لا تتوقف قاهرة السعدي عن حبس دموعها عن البكاء والحزن .. تشاهد ابناءها ولا تتمكن حتى من لمسهم او عناقهم او الوصول اليهم .. تتحول الزيارة ليوم صعب حزين .. اي عذاب يمكن ان تتحمله ام يفصل بينها وبين فلذات اكبادها ساتر زجاجي يحجب حتى كلماتها ويفرض عليها القيود لتصبح الزيارة نموذج مصغر للسجن والقهر والتنكيل .. * رسالة الأسرى بمناسبة العيد ... فى يوم العيد وجه الاسرى رسالة للشعب الفلسطيني .. " نقول لشعبنا الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية كل عام وأنتم بألف خير وقبول عمل ، وعزة وكرامة ونصر ووحدة وسيادة واستقلال، فى يوم العيد نتمنى على القيادة الفلسطينية عامة أن تعيد اعتبار قضية الأسرى لمكانها الطبيعي وان تاخذ حجمها ووقتها وجهدها واولويتها في الهم الفلسطيني .. اذ ان الانسان الفلسطيني يفوق اولوية واهتماما الارض والحدود والمكان .. فهو ساكنه وهو المدافع عنه ولذلك اعتقل .. ندعوكم لابراز قضيتنا الانسانية والوطنية وإحياءها فى كل الميادين ، وأن لا تطغى الخلافات على القضايا المصيرية والأولويات الوطنية ، ونذكركم بالقدس واللاجئين والجدار والمستوطنات والمياه وحق تقرير المصير . فى يوم العيد نقول لشعبنا .. إن إدارة مصلحة السجون الموجهة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تمارس علينا كل الظلم ولا تتوانى في الانقضاض علينا وبأي وسيلة وأنها تسومنا سوء العذاب. فى يوم العيد نذكركم إننا بحاجة لحمل أحفادنا ورؤية بناتنا اللواتي لم نعش معهن ساعة واحدة، فكبرن وتزوجن وأنجبن ونحن في المعتقلات، نريد أن نزور قبور آبائنا وأمهاتنا الذين لم يحالفهم الحظ في استقبالنا. فعلى الجميع فى هذا العيد وكل عيد أن تتذكرونا وتساندونا وتطالبوا بنا ، وأن تقوم كل جهة بمسؤولياتها تجاهنا- وتطالبوا بحقنا في الحرية كما كان حقكم علينا بالنضال لتحقيق الحرية والسيادة والاستقلال . نتمنى أن تصل رسالتنا لأحبابنا ، وأهلينا ، وأبناء شعبنا ، وتنظيماتنا وقياداتنا وكل الشرفاء - فكلنا ثقة بالله ثم بهم، ونحن على موعد مع الحرية إن شاء الله وليس ذلك على الله بعزيز." فكل عام وأهلينا وأمهاتنا وزوجاتنا وآباءنا وأبناءنا وإخواننا وأخواتنا وشعبنا والشرفاء بألف خير، وكل عام وانتم بمحبة ووحدة ونصر وحرية وسيادة واستقلال وحرية. اعياد بلا زوج او ولد .. فخري ألبرغوثي أسير منذ عام 1978 .. اعتقل قبل 32 عاما.. اعتقل ولديه هادي وشادي حيث ساقتهما الأقدار إلى حيث أبوهم ودخل هادي وشادي إلى زنزانة والدهم بعد 25 عام وارتمى الفتيه في حضن والدهم وأجهش الجميع بالبكاء والصراخ .. بكى نائل ألبرغوثي المعتقل منذ 30 عاما وكذلك وليد دقه وأبو علي سلمه .. بكى كل القدماء من هول المنظر .. بكوا لأن مشاعرهم لم تمت ولم تستطع سنوات السجن الطويلة من قتلها ، قد تتجمد حينا من الدهر لكن القلب الذي حوى بين جنباته حب الوطن لا يموت ، بدأ الفتيه بشم رائحة الأب الذي أعياه الزمن ، وغيرت ملامحه رطوبة المكان وقسوة الشتاء، لم يصدق الوالد الذي أمضى 30 عاما من عمره في السجون يحلم بعناق ولديه أن يعانقهما وهو في الأسر لم يحلم بذلك أبدا .. اما زوجته وامهما التي فقدته قبل 32 عاما وها هي تفقد ولديها.. أصبحت وحيدة بلا زوج أو ولد حتى الأولاد التي أمضت عمرها في تربيتهما ذهبا ولا تعلم متى العودة ستكون .!!! تمضي زوجة فخري البرغوثي والاف الزوجات والامهات اعيادهن وحيدات مكلومات .. فمتى تكون العودة ..؟ ومتى يكون العيد .. الذي يحمل شعار عيدنا يوم عودتنا !! . |