|
في العيد: زيارة المقابر تسبق زيارة الأرحام وتقبّل التهاني
نشر بتاريخ: 20/09/2009 ( آخر تحديث: 20/09/2009 الساعة: 16:37 )
طولكرم - تقرير معا - دعا رجال الدين، والعلماء الى الابتعاد عن زيارة القبور صباح العيد موضحين أن تخصيص صباح العيد لزيارة القبور أمر غير مستحب وفيه خطأ، لان البعض درج على هذه العادة حتى أصبحت عنده مثل "العبادة" المفروضة وهو أمر غير مقبول.
وقال العلماء أن زيارة القبور بشكل عام مستحب لقول الرسول علية الصلاة والسلام : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة". وأضافوا، أن العيد جاء لزيادة الروابط بين الأحياء من الأرحام والأقارب والأصدقاء وليس لزيارة المقابر، موضحين أن زيارة المقابر غير مقرونة بوقت معين، وهي مفتوحة للمسلمين طوال العام، مؤكدين أن زيارتها صباح العيد أمر غير جائز من باب أن زيارة الأحياء أولى، مشيرين أنه لم يرد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو الصحابة والتابعين أنهم زاروا القبور صباح العيد، بل خصصوا أيامه لزيارة الأرحام وتفقد أحوال الأحياء، والتقرب إلى الله بالطاعات. وتكتظ المقابر في الصباح الباكر وبعد صلاة العيد بالمواطنين والزوار، الذين فضّلوا أن يبدأ "عيدهم" قرب الأموات من الأحباب والأهل الذين هجروهم ليرحلوا إلى جوار ربهم، عوضاً أن يبدأوا نهارهم مع الأحياء من الأرحام والأقارب والأصدقاء. ويعتبر الكثيرون أن زيارة القبور صباح العيد فعلاً محموداً دينياً واجتماعياً، وفيه نوع من التعبير عن الوفاء للأموات، من حيث ترك الناس في العيد والاتجاه للمقبرة لقراءة القرآن، او توزيع الحلوى على زوّار المقابر " عن روح المرحوم او الشهيد " حتى اصبحت زيارة القبور صباح يوم العيد " تقليداً " لا يمكن تجاوزه عند الكثير من الأسر الفلسطينية، وبشكل خاص تلك التي ودّعت الشهداء الذين سقطوا على يد الاحتلال الإسرائيلي. وإعتادت ام مصطفى، ارملة الشهيد إبراهيم النعنيش الذي اغتالته قوات اسرائيلية خاصة خلال انتفاضة الاقصى في مخيم طولكرم، على إصطحاب أولادها جميعاً، والذهاب الى زيارة القبور عقب انتهاء صلاة العيد مباشرة، مثلها مثل المئات من المواطنين الفاقدين للأحباب والأصحاب. وتقول ام مصطفى أنها تشعر من خلال زيارة قبر الزوج صباح العيد بالوفاء له، كما أن زيارة قبره تجعل أبنائه على علم ودراية وتواصل مع " التراب " الذي يغمره، وحتى يعلم الأبناء ماذا تسبب الإحتلال الإسرائيلي لهم ولجيلهم من أبناء فلسطين، هذا الإحتلال الذي " يتّم، ورمّل، وشرّد ". وتوضح ام محمد " تعودت منذ صغري أن أزور قبر والدي مع والدتي وإخواني التي كانت تأخذنا صغاراً للمقبرة، وعندما توفي زوجي أصبح علي أن أكون وفية له كوالدتي وأن أزوره باستمرار وخاصة صباح كل عيد ". وأصبحت زيارة القبور نوعاً من التقليد المتّبع عند الكثيرين، أصبح من الصعب عليهم البدء بنهار العيد بدون زيارة القبور والسلام على موتاهم والدعاء لهم في صباح العيد الذي يعتبر يوماً مقدساً عند المسلمين. |