|
الدراجات الهوائية مظهر من مظاهر العيد وتراث ريحاوي أصيل وغير مكلف
نشر بتاريخ: 20/09/2009 ( آخر تحديث: 20/09/2009 الساعة: 20:31 )
اريحا- تقرير معا- شادي وعمر طفلان لم يتجاوزا العاشرة يتابعان حركة أصابع صاحب محل الدراجات الهوائية وكلاهما يستند على دراجته الهوائية ، فهي بالنسبة لهما كل شيْ خاصة مع حلول عيد الفطر ، بينما يتفقد جهاد المعروض من كماليات الدراجات أو الجديد منها والمعلق أمام واجهة المحل لعل وعسى أن يجد إضافات جديدة لدراجته الهوائية استعدادا منه ومن زملائه لقضاء أيام العيد على دراجاتهم وهي الوسيلة الأكثر يسرا في مساعدتهم لزيارة أقاربهم في المدينة وضواحيها، فاقتناء دراجة هوائية في أريحا عادة مستحبة وطبيعية عند كافة الأسر، إذ تلعب طبيعة المدينة الجغرافية وسهولة شوارعها غير المكتظة دورا كبيرا في اقتناء الدراجة الهوائية والاستمتاع في ركوبها، فلا يكاد منزل في أريحا يخلو من دراجة هوائية، فهي وسيلة التنقل الأكثر يسرا وسهولة والمتوفرة عند الطلب والحاجة، بل ويتباهى البعض بدراجته.
وتحتل رياضة ركوب الدراجات المركز الأول بين الرياضات الفردية والشعبية التي تمارس في المدينة بقصد أو من غير قصد، وقد عملت العديد من المؤسسات على تنظيم سباقات متعددة للدراجات الهوائية لا سيما خلال فصل الشتاء انطلاقا من طبيعة المدينة السهلية، فالدراجات الهوائية جزء من تراث المدينة، والتي دخلت إليها الدراجات في بدايات القرن التاسع عشر، لتحافظ على مكانتها السياحية والرياضة منذ ذلك الوقت، ويعتمد الريحاويون أو زوارهم من شتى القرى والبلدات وحتى السائحين الأجانب على الدراجات في التنقل، ويتذكر ابو حسين كيف كان العمال يتوجهون إلى أعمالهم على متن دراجاتهم في حين كان البعض يستخدم دراجته الهوائية لزيارة بعض البلدات الأردنية على حدود فلسطين والأردن قبل عام 1967 ، وكذلك التوجه إلى منطقة البحر الميت للتنزه والاستمتاع، لكن كل ذلك أصبح جزءا من الماضي فلم يعد بمقدور راكبي الدراجات السير على الطرقات خارج حدود المدينة تلاشيا للإجراءات الإسرائيلية او تجنبا لبطش الجنود، لينحصر استخدام الدراجات الهوائية داخل المدينة وضواحيها ، لكن ذلك لم يلغي مكانتها كأحد مظاهر الحياة الشعبية او استقطاب الزوار للمدينة. موسى الحاج رجل في منتصف العقد السابع ويعشق الدراجات الهوائية واستبدل دراجته الهوائية عدة مرات، لكن الدراجات القديمة من ماركة فليبس هي الأفضل والأمتن بالنسبة له ، فهو يتذكر أن آخر دراجة لديه اشتراها عام 1969 ولا زالت بعافيتها، لانه يحرص على صيانتها وتزينها وتركيب الأضواء عليها لتكون جاهزة ، كما أنه يرفض إعارتها لأي شخص وتحت أية ظروف لان قيمتها عند الحاجة كبيرة وثمينة. وحتى مطلع الثمانينيات كانت بلدية أريحا تصدر تراخيصا خاصة لكل دراجة وكان صاحبها يدفع رسوم سنوية للتراخيص بقيمة ثلاثة ليرات إسرائيلية آنذاك ، من اجل الحصول على رقم معدني يثبت على احد الدواليب ، فيما كانت دوريات المرور تقوم بمخالفة كل من لا يرخص دراجته ، ومنذ مطلع التسعينيات تم وقف إجراءات ترخيص الدراجات الهوائية، بعد أن ازداد عدد مالكيها. ويرى المحامي حسن صالح رئيس بلدية أريحا أن الدراجات الهوائية جزء أصيل من تراث المدينة الحضاري والسياحي واحد عناصر الجذب السياحي للمدينة، فهي توفر لمستخدمها المتعة والراحة النفسية وتفسح المجال امامه من اجل التمتع بتفاصيل المدينة وبساتينها ومواقعها الأثرية ، مضيفا أن البلدية اتخذت سلسلة إجراءات لتسهيل زيارة السائحين والزوار للمدينة خلال عطلة عيد الفطر السعيد خاصة في الأماكن العامة منوها إلى أن البلدية أنشأت موقفا خاصا بالدراجات الهوائية داخل ساحة مركز المدينة التجاري ، كما دعى صالح التجار لضرورة التقيد بالا سعار وعدم استغلال الزائرين للمدينة . من جانبه أشار المقدم محمود صلاح الدين إلى أن شرطة محافظة أريحا والأغوار وضعت تدابيرا أمنية لتوفير الأمن والأمان للزائرين خلال فترة عطلة عيد الفطر ، داعيا راكبي الدراجات الهوائية التزام النظام والتقيد بتعليمات دوريات المرور لاسيما وان شوارع المدينة ستكون تغص بالزائرين والسيارات والحافلات. محافظ أريحا والأغوار كامل حميد قال أن مدينة أريحا هي مدينة كل فلسطيني والمقصد السياحي الأول لشعبنا وهذا ما يدفع دوما إلى تطوير الخدمات المقدمة للزائرين وفرض إجراءات توفر لهم الراحة والأمن وأكد على أن الجهات المختصة قد وضعت خطة مشتركة لانجاح عطلة عيد الفطر ، وأضاف أن ركوب الدراجات والسباحة هما من أكثر عناصر الجذب السياحي للمدينة وشدد على أن لجنة السلامة العامة في المحافظة قد دعت أصحاب المسابح لفرض رقابة على المستحمين ومستخدمي أحواض السباحة حرصا على سلامتهم . وحول جاهزية محلات تأجير الدراجات لاستقبال عشاق ركوب الدراجات الهوائية قال مازن جودة نحن أصحاب المحال المتخصصة بصيانة وتأجير الدراجات الهوائية قمنا بإعداد الدراجات بشكل لائق وبما يؤمن الأمن لمستخدمي الدراجات خلال فترة عيد الفطر وأضاف أن المواسم الماضية لم تكن بالمستوى المتوقع ، إلا انه لم يخف تفاؤله وامنياته بان بكون موسم العيد هذا العام أفضل بكثير بعد أن شعر المواطنون والسياح بالأمن والاستقرار. |